التحدي.. أن نواجه ذاتنا!!
مرت ساحتنا الجنوبية بأحداث مؤسفة، إلا أنها أظهرت معها قدراً من عقلانية كافة الأطراف التي كانت وفق كافة المعطيات حريصة على عدم إنكاء جراح الماضي بجراح جديدة نحن في غنى عنها، ذلك ما يوحي فعلاً أن كافة الأطراف الجنوبية استوعبت دروس الماضي، وهو ما يجعل فكرة تغليب الحكمة والعقل والمنطق مساراً ينبغي أن يعمل عليه الجميع وألا ننساق وراء دورات عبثية داخلية لسفك الدماء، ما يجعل عمق تلك الجراحات أكثر تأثيراً في جسدنا الجنوبي الذي انهكته المعاناة على مدى عقود مضت.
ما يلح على الذهن في هذه الأثناء التي تمر بها قضيتنا الجنوبية في أهم وأخطر المنعطفات هو العمل وبكافة الطرق على خلق حالة تلاحم داخلي وتجاوز مفصليات الصراعات التي لا يمكنها أن تخدم أي من تلك الأطراف التي في الأصل يجمعها أهداف مشتركة تتعلق بالحق الجنوبي، ومن غير المعقول في مثل هذه الحالة أن لا يضع الجميع مصلحة الجنوب فوق كافة الاعتبارات.
ولعل أحداث الأيام الماضية مثلت إيلاماً حقيقيا للذاكرة الجنوبية بصورة عامة التي لم تزل في اللحظة تدفع تبعيات صراعات الماضي.