من المستفيد؟!
فكرة العودة إلى المربع الأول بالنسبة للجنوب تراود الكثير من الأطراف التي تقف على النقيض تماماً من قضية الجنوب، وهناك كثير من التصريحات التي يطلقها هؤلاء باتجاه استفزاز المشاعر الجنوبية، كان آخرها تغريدة أحمد بن دغر المعين لرئاسة مجلس الشورى، إذ قال بالحرف الواضح: سنعيدهم إلى زمن حرق الإطارات. مثل هذا التصريح لم يأتِ من فراغ بقدر ما هو تطلع واضح لدى من يناهضون الحق الجنوبي بكل فجاجة، هؤلاء من ضمن أولياتهم خلط الأوراق وإعادة المشهد الجنوبي إلى حالة من الاحتقان والفوضى التي بدورها تؤسس لواقع مأساوي جديد هو تكرار للماضي الأليم يأتي ذلك عقب سنوات من التضحيات الجسام والواقع المؤسف الذي خص الساحة الجنوبية إثر غياب المعالجات على كافة الصعد الجنائية. واقع الحال لا يشير إلى ما هو أفضل إن لم يكن أسوأ، على الصعيدين السياسي ولاقتصادي والاجتماعي، حتى أن البعض يربط ما يحدث اليوم بحال الأخطاء المتكررة بالنسبة للجنوبين على الصعيد السياسي، فمثلما بقيت الوحدة على عاطفة وسوء تقدير، وربما حسن الظن، وكانت النتائج هي حجم الماسي والآلام والضحايا التي خلفها هذا القرار المصيري المرتجل، الذي لم يتمهد منه إلا هذا الوضع الكارثي المؤسف الذي نعيش تبعاته.
فهل بقيت أيضا علاقتنا بالتحالف على أساس عاطفي وحسن ظن؟ ذلك ما توحي به مؤشِّرات الراهن المؤسف الذي ليس فيه وضوح ولا تجانس في الرؤية السياسية، مما يجعل الأمور مشرعة للاختطاف من القوى التي أجهدت نفسها على مدى سنوات خلت من البحث عن سبل تعارض، تنفذ من خلالها لتحقيق ما تريد.
والمسؤولية تقتضي مراجعة أمور كثيرة حتى لا يجد الكل نفسة أمام نتائج قرارات خاطفة، وقرارات غير واقعية للمشهد الراهن، عندها سوف تكون النتائج مؤسفة، ربما تذهب بما تحقق على مدى سنوات مضت.
فهل من الحكمة أن يجري ذلك في منطقة شديدة الأهمية والحساسية لاستقرار وأمن المنطقة عموما.