نصف قرن و«الأيام» متفوقة

> سالم العبد:

> مما لا شك فيه أن عمر الإنسان وحياة المجتمعات تقاس بالإنجازات الكبيرة والمميزة، وإذا تتبعنا جملة الإنجازات الحية التي مازالت تتوهج في حياتنا وتنير الدروب المؤدية إلى مستقبل مضيء وحافل، فإننا نجد صحيفة «الأيام» تمثل نموذجا ساطعا لإنجاز رفيع لايضاهى.. فمنذ أن أسسها وأصدرها عميدها الحر المقدام، ذو الهمة العالية والفكر المستنير والوطنية الخالصة الأستاذ محمد علي باشراحيل في مثل هذا اليوم قبل خمسين عاما وهذه الصحيفة تتقلد بشرف وأمانة مسئولية هي الأعلى والأرفع والأسمى من بين المسئوليات العامة قاطبة، إذ تجردت منذ صدور أعدادها الأولى عن الأهواء والأمزجة الخاصة الضيقة، وانطلقت إلى فضاءات أرحب وأشمل، ارتهنت فيها بفضل مواقف وسياسات ورؤية عميدها المؤسس- رحمه الله-، ومن بعده أولاده الأفاضل هشام وتمام باشراحيل لقضايا الشعب، غالبية أفراد المجتمع، خاصة شريحة المظلومين والمقهورين، وبهكذا مواقف وإستراتيجيات لم تحد عنها قيد أنملة، برغم الضغوطات ووسائل الترهيب والابتزاز والتهديدات السافرة والمبطنة.

استطاعت صحيفة «الأيام» أن تحوز بكل شرف واقتدار لقب صحيفة كل الناس وصحيفة المظلومين والمغبونين، وصوت من لا صوت له، واستطاعت بنهجها المتوازن ومهنيتها العالية أن ترقى بهمة ومهارة وتفوق إلى قضايا الوطن الكبرى وتلامسها بعمق ووعي ومسئولية عالية، لاتخشى في الحق لومة لائم، وجعلها من قضايا الشعب بمختلف تجاذباته قضيتها الرئيسة، وبكل تجرد ومهنية. واستطاعت هذه الصحيفة الموقرة التي لايتخيل واحد منا شروق نهار جديد بدون أن تكون حاضرة معنا نافذة أمينة ومنبرا رفيعا يمدنا بما نحتاجه من الأخبار والمعلومات المتنوعة والحيوية.

لقد تدرجت «الأيام» في مسيرتها الطويلة عبر خمسين عاما من الجهد والمثابرة والتضحيات الجسيمة من صحيفة عادية إلى الصحيفة الأولى، بلا منافس، قراءة وتوزيعا وانتشارا واستقطابا لمعظم الأقلام الحية والمؤثرة، ومن صحيفة إلى مؤسسة حديثة وناجحة، أضافت إلى مجدها أمجادا عديدة.. إذ أصدرت ملحقا رياضيا متميزا يوزع بأعلى المعدلات، كما توزع الصحيفة الأم سواء على مستوى الداخل أم على مستوى الخارج، ناهيك عن مرتاديها من خلال الشبكة العالمية الذين يعدون بمئات الآلاف.

لقد رأينا أقل الواجب أن نوجه لقراء «الأيام» ومن خلالها هذه التحية الصغيرة لناشري صحيفة «الأيام» ومحرريها ومراسليها ومرتادي منتدياتها وقرائها ومحبيها في كل بقعة من العالم أيضا، علنا نرد بعض جمائلها الكثيرة علينا.. ونتمنى لهذه الصحيفة الموقرة كل تقدم وازدهار، وبانتظار ملحقاتها الجديدة، الملحق الثقافي خصوصا، وهنيئا لصحيفتنا الحبيبة إطفاء الشمعة الخمسين من عمرها المديد بإذن الله!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى