في عدن.. نائب وزير جنوبي تأكل أطرافه الفئران!

> «الأيام» / قسم التحقيقات

>
وعود من الشرعية بعلاجه ونقله إلى دار المسنين بدلا من منزله
عمل نائبا لوزير التربية والتعليم في مرحلة ما من مراحل دولة الجنوب، ثم هُمش كغيره من كوادر وقيادات الجنوب التي أقصيت وأجبرت على البقاء في البيوت، فغدا اليوم حبيسا في منزل يسكنه بمفرده لينهك جسده المرض دون جليس ولا أنيس ولا حتى من يعوده ليتعاهده ويضمد جراحه سوى عدد من الفئران التي تزيده ألما وجراحا.
الأستاذ إنصاف محمد حميد غالب يبلغ من العمر سبعين عاما قضى جلها في خدمة الوطن والمجتمع، يعيش بمفرده في غرفة هي كلها البيت والمنزل وملحقاته، الغرفة في شارع بمدينة كريتر، ولجأ إليها بعد أن فرضت عليه ظروف قاهرة مغادرة منزل أبنائه والعيش وحيدا.

يقول ناشطون وفاعلو خير ممن هرعوا إلى تلمس أحوال نائب الوزير المنكوب إن الرجل يعاني من أمراض عدة منها أورام وجراح منتشرة في أطرافه، وإنه بات مقعدا على كرسي وغير قادر على الحركة، ما جعل الفئران تنهش وتأكل من أطرافه دون استطاعته إبعادها أو الهرب منها.
جهود مجتمعية من شباب وناشطين في كريتر وعدد من مديريات العاصمة أفضت إلى نقل الأستاذ إنصاف إلى مستشفى الجمهورية في خورمكسر لإبعاده عن الفئران على الأقل، إذ يرقد في المستشفى دون إمكانات ودون لفتة من أية جهة حكومية من تلك الجهات التي خدمها وأفنى جل جهوده وحياته فيها.

يقول أحد المهتمين بحالة المعلم والمربي المنكوب مخاطبا الجهات الحكومية وسلطات الشرعية اليمنية في عدن “أطمئنكم لا يريد منكم سوى كمادات تضع على جراحه علها تخفف لهيب نار تسارعت بداخله، ويتمنى أن يرى أبناء عدن حوله فقط حتى تكون آخر لحظات حياته أملا وتفاؤلا وطيبة ومحبة وإخلاصا”.
ويضيف آخر “تحركنا للصيدلية وأخذنا ما نحتاجه لتنظيف العم إنصاف وتوجهنا له وقمنا بتنظيفه نحن الشباب، وحينما أخبرناه أننا سنأخذه للمستشفى قال بصوته الثقيل (كلموا أختي!)، بحثنا عن منزل أسرته وتكلمنا مع أخته وفهمناها وأتى معنا ابنها إلى عنده وقمنا بإقناعه، ومن ثم ذهبنا به للجمهورية وعملنا له فحوصات بقسم الطوارئ وظللنا إلى الليل ننتظر تفاصيل ما يعانيه”.

وتابع “بعد كذا نقلناه إلى قسم الباطني حتى يتم علاجه ومعرفة إذا كان يعاني من أمراض أخرى غير تورم الرجلين، والحمد لله الأمور طيبة، وبإذن الله مستمرون بعلاجه ومن ثم نقله لدار المسنين بحالة طلعت فحوصاته سليمة.. نتمنى عدم الخوض بأي أمور شخصية للعم إنصاف، فنحن يهمنا علاجه فقط ولا نريد غير ذلك”.
وعلمت «الأيام» أن هناك وعودا من مكتب رئاسة الوزراء للتكفل بالعلاج ثم نقل المريض إلى دار المسنين.

وتضيف إحدى القائمات بالحملة لإنقاذ المريض “سلمنا العم إنصاف لمندوب مكتب رئاسة الوزراء، وحسب ما وصلنا منهم أنهم المسئولون عن علاجه هنا ولو احتاج للسفر سيسفروه، وأنا والشباب رجعنا قبل قليل (ظهر أمس) من المستشفى بعد تسليم الأمانة لهم ويتحملوا مسئولية علاجه سواء هنا أو بالخارج وحتى إدخاله للدار، كل ذلك تحت مسئوليتهم”.
وكان شبان تولوا الدخول إلى الغرفة التي يسكنها المريض وعملوا على تنظيفه وتضميد جراحه ونقله إلى طوارئ مستشفى الجمهورية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى