الفنان علي سالم لـ«الأيام»: دور وزارة الثقافة غائب ومسئولون في مراكز مهمة قتلوا هذا الفن

> التقاه/ سليم المعمري

>
يُعاني الفنان التشكيلي من تراجع الاهتمام بالفن من قِبل الجهات الحكومية، وينشغل الكثير من الفنانين بمواجهة صعوبات الحياة في وقت انحسر فيه دعم بيوت الفن وارتفعت فيه أعباء المعيشة وتكاليف الألوان والمواد التي كانت تقدم لهم من بيوت الفن لدعم أنشطتهم الفنية.

وأكد الفنان التشكيلي علي سالم عبيد، في لقاء مع «الأيام»، أن الفن التشكيلي بالعاصمة عدن يمر بوضع حرج جراء التسيب والإهمال من قِبل وزارة الثقافة أسوة بمختلف الفنون التي تراجع دورها وتُرك المشتغلون فيها فريسة للفراغ والبحث عن أعمال أخرى.

كما تحدث عبيد عن وضع الفن التشكيلي والفانين والصعوبات التي يواجهونها فإلى التفاصيل.


* بداية ما تقييمك لواقع الفن التشكيلي في عدن واليمن عموما؟
- الفنانون التشكيليون في عدن بعد حرب 2015م يعانون من ظروف صعبة كغيرهم من الفنانين وشرائح المجتمع المختلفة التي أنهكتها الحرب، يعانون من تأخير رواتبهم وارتفاع أسعار المواد الغذائية وضغوط المعيشة التي لا تسمح للكثير من التفرغ للفن والإبداع والرسم، وهناك الكثير من الفنانين يلجؤون إلى أشغال أخرى بسبب ظروفهم المادية، وكم من فنان ترك هذه المجال عندما وجد نفسه لا يستطيع توفير لقمة عيش لأولاده وأسرته، بخلاف الفنان التشكيلي في أي دولة والذي يحظى باهتمام، فهذا المجال صار كما يقول المثل "ما يؤكلش عيش" بعد تعطل الحياة وتوقف السياحة وعدم الاهتمام بإقامة المعارض أو مراكز لتسويق الأعمال واللوحات وغياب دور مكتب الثقافة في ترويج وتسويق أعمال الفنانين التشكيليين.


ومعاناة الفنانين في عدن تتمثل أيضاً بعدم وجود أماكن للرسم، وإن وجد مكان لا توجد جهة فعّالة وداعمة، وعندما قررت العمل التشكيلي في بيت الفن مرت سنتان وبعدها بدأت المضايقات والتطفيش من بيت الفن، بعذر أنه في مرحلة ترميم، وبعد استكمال الترميم طلبت العودة للعمل في بيت الفن فرفضوا قبول عودتي وبعذر الترميم أيضا، بالرغم أن زملاء آخرين كانوا يرسمون ومتواجدين بالدور العلوي، وجئنا نتخاطب مع مدير بيت الفن لإدخال أعمالي إلى بيت الفن فتمت مواجهتي بالرفض وبعذر ترتيب اللوحات وإلى يومنا هذا منتظر الرد.
 
من يتحمل مسئولية تدهور وضع الفن التشكيلي ومعاناة الفنانين بعدن؟
- الفن التشكيلي في عدن يفتقر إلى جهات داعمة، وللأسف القائمون على الفنون التشكيلية في هذه المدينة ليست لديهم مسئولية وطنية أمام الفنانين التشكيليين وغير جديرين بهذه المناصب، والفنان التشكيلي يتوجه دوماً إلى هذه الجهات لدعمه وتوفير كل ما يحتاجه التشكيليون من اهتمام وتسهيل لمتطلباتهم مثل الألوان ودعمهم ماليا وتوفير لهم أماكن للرسم، كما أن عدن افتقرت إلى كوادر قيادية على الأرض في ساحة الفن التشكيلي العدني وكلما يتم تعيين أشخاص في مناصب كبيرة تجدهم يهتمون بأشخاص تابعيين لهم ويتركون ويهملون الفنانين الآخرين، ولا يوجد معرض تشكيلي كبير تحت رعاية ودعم مكتب الثقافة أو وزارة الثقافة من بعد تحرير مدينة عدن.. فأين دور القائمين على مكتب الثقافة بعدن؟ وأين نشاط المعارض؟ كل النشاطات منحصرة في الاحتفالات الفنية الرسمية بالأعياد الوطنية التي تنفذها فرق المسرح والإنشاد التابعة لمكتب الثقافة، وفي المقابل دور وزارة الثقافة غائب للأسف ولا توجد لمكتبها إقامة أنشطة مثل المعارض والورش، وتوفير أماكن للرسم والمعارض وتهيئة أجواء مناسبة للرسم وتوفير المواد التي يحتاجها الفنانون التشكيليون حتى لا يوجد لقاء بالفنانين التشكيليين داخل عدن، لقد وصلنا إلى درجة كبيرة من الإحباط والتذمر بسبب عدم الاهتمام من الجهات المختصة.


• ما هي أسباب غياب دور مكتب الثقافة برأيك؟
- للأسف مكتب الثقافة والوزارة لا يقومون بالمتابعة للمراكز والمراسم ومعهد الفنون، وهناك أشخاص لهم أكثر من عشرين عاماً في هذه المراكز المهمة عملوا على قتل الفن التشكيلي داخلها وكانوا سببا فيما وصلنا إليه اليوم.

* ما هي أبرز الحلول لانتشال وضع الفن التشكيلي؟
- تتمثل في دعم الفن التشكيلي بتوفير متطلبات العمل وإعادة تفعيل بيوت الفن والمرسم الحر، وحسن اختيار المشاركين للمشاركات العربية والدولية، ونتمنى من وزير الثقافة فتح نافذة أو موقع للتواصل مع الفنانين وتلقي شكاويهم حتى يعرف حجم الكارثة والمعاناة التي يتجرعونها، ونتمنى أيضاً أن يقوم مكتب الثقافة بإيجاد معارض سنوية ودورية للفنانين في عدن وتوفير الموارد لإقامة ورش فنية، فمنذ تحرير عدن حتى اليوم لم نشاهد إقامة معرض تشكيلي، كما نتمنى إيجاد آلية صرف واضحة لدعم الفنانين من قبل صندوق التراث والتنمية الثقافية، فما نراه اليوم محاباة وصرف وفقا للأهواء ولا علاقة له بدعم التنمية الثقافية من قريب أو من بعيد.


* رسالة تحب توجهها ولمن؟
- رسالتي هي لوزير الثقافة مروان دماج أتمنى أن يلتفت ويقوم بواجباته تجاه الفنانين التشكيليين وانتشال المراسم وبيوت الفن من الحالة التي تعيشها بسبب الفساد وغياب الدعم المقدم لها.


نبذة
علي سالم عبيد من مواليد مدينة التواهي بالعاصمة عدن، خريج معهد جميل غانم للفنون الجميلة، وخريج قسم الفنون التشكيلية والتطبيقية بكلية الآداب جامعة عدن.
موظف في مكتب التربية والتعليم منذ العام 2004م، ويعمل مدرساً لمادة التربية البدنية.


حصل على عدد من الدورات في مجال تخصصه وفي السينما والإخراج.
تميل أعمال الفنان إلى الواقعية والتجريدية وله عدد من المشاركات في معارض محلية ودولية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى