مجزرة مأرب.. لغم زرعته الشرعية وفجره الحوثيون في الرياض

> كتب: المراقب السياسي

>
لماذا رفض مهران القباطي تسليم الجنود مرتباتهم إلا في مأرب؟

هناك حقيقة واضحة لتداعيات مجزرة مأرب، وهي تعميق انعدام الثقة بين الأطراف الموقعة على اتفاق الرياض الذي يشارف على الوفاة.

فالمجزرة كشفت العديد من الحقائق التي تؤكد بأن اتفاق الرياض لم يعد سوى حبر على ورق، فلماذا كان المغدورون في الهجوم من قوات الحرس الرئاسي متواجدين في مأرب؟. سؤال يجب الإجابة عنه، وهناك العديد من الإجابات التي سمعناها في الـ 48 ساعة الماضية.

وأول تلك الإجابات هي: إن العميد مهران القباطي قائد اللواء الرابع حماية رئاسية رفض تسليم الرواتب للجنود إلا بتواجدهم في مأرب، بينما كان من المفترض أن يستلموها عبر الكريمي أو أي صراف آخر.. وهو ما أكده جنود سألناهم في اليومين الماضيين عن سبب تواجدهم في مأرب وقالوا إن قائدهم «أجبرهم على ذلك لاستلام الرواتب»، بينما تسلمت الألوية العسكرية الأخرى رواتبها عبر الكريمي.

فساد في عملية تسليم الرواتب يدفع الجنود أرواحهم من أجله.
وبالحديث إلى الجنود تكشفت أيضاً معلومات جديدة عن أوامر عسكرية إجبارية للجنود للتواجد في المسجد لتلقي محاضرة دينية بين صلاتي المغرب والعشاء.. وهو أمر غير مألوف في السلك العسكري لأنه يدخل في موضوع الشحن الطائفي.

أما الإجابات الأخرى تقود إلى تأكيد حالة التحشيد السري التي تقوم بها قوات الشرعية في مخالفة واضحة لاتفاق الرياض، فالتدريبات والتحشيد في مأرب لم يتوقفا، ليس لفتح صنعاء وإنما للعودة إلى حرب في الجنوب أسكتتها اتفاقية الرياض.
لا توجد تهدئة كما قال المبعوث الأممي مارتن جريفيثس في مجلس الأمن، بل تصعيد سينتهي إلى حرب، والهجوم على معسكر الاستقبال في مأرب فضح حالة التعبئة المستمرة تحت راية التهدئة.

معظم القتلى حتى أولئك الذين تنحدر أسرهم إلى الشمال هم من عدن، وولدوا وترعرعوا في حواريها، وساقهم شظف العيش إلى مأرب ليلقوا حتفهم.

وهذا العمل المريع بقتل جنود ليسوا في حالة حرب أو قتال؛ بل كانوا آمنين سالمين في بيت الله، يحتم مساءلة القادة الذين هم المسؤولون عن أرواحهم أولاً وأخيراً.. أين كانوا؟ وما الإجراءات التي اتخذوها لتأمين المعسكر؟ فأرواح الجنود ليست لعبة في سجل الألعاب السياسية التي تحفل بها هذه البلاد.

إن المسؤولية عن هذا الحادث تتحملها جميع الأطراف الفاعلة، ابتداء من المبعوث الأممي إلى اليمن والمجتمع الدولي وجامعة الدول العربية، فالتراخي وحالة المداهنة في تنفيذ اتفاق الرياض سبب رئيسي في هذه المأساة التي لم تكن لتحصل لو كانوا صارمين في تنفيذ اتفاق الرياض الذي تتلاعب به أطراف يمنية داخل الرياض يهدفون لإشعال حرب أخرى لم تعد البلاد قادرة على تحملها..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى