رمضانيات.. رمضان فرصة العمر

> أمين عادل الأميني

> الحمد لله الذي يغفر الزلل ويصفح ويعفو عن الخطل كل من لاذ به أفلح وكل من عامله بخير الظنون يربح رفع السماء بغير عمد ترونها وبسط الأرض على ماء جمد، لا رافع لما وضع، ولا واضع لما رفع، ولا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، مدبر عظيم وخالق رحيم، نحمده على جميع أفعاله ونشكره على واسع إفضاله، ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلعم وبعد:  إن رمضان فرصة العمر وهذه الفرصة لا تعوض فما أسرع انصرام العمر ومرور الأيام وتعاقب الليالي ولا زال هناك من البشر من لا يفقه مثل هذه الأمور ويضيع وقته في رمضان وكل السنة في اللهو واللعب وقضاء الأوقات فيما لا يعود عليه بالنفع وهكذا حتى الممات فيا ضيعان العمر المسلم عليه أن يستغل هذا العمر في التزود وكسب الصالحات المختلفة لا أن يقضي عمره كله في العمل لكسب الدنيا واللهو وهو بلا عبادة ويضن في نفسه أنه على خير هناك صنف من الناس هكذا عقله يضله  فليراجع كل إنسان عاقل نفسه قبل الممات‘ يسأل الله اللاعبين واللاهين والمفرطين يوم القيامة عن عمرهم وهو أعلم فكم لبثوا في الدنيا فاسمع إلى جوابهم كما جاء في كتاب الله العزيز: ﴿ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم﴾ لذلك قلت لكم إن رمضان فرصة العمر لأن أعمال الخير فيه تتضاعف أجورها عند الله فسيئات وصغائر العام يمكن لك أن تربح من الحسنات في رمضان لوحده ما هو أضعاف تلك السيئات، فقط قم بالواجب عليك مع إخلاص العمل لوجه الله الكريم  في رمضان تفتح أبواب المغفرة والرحمة ويزاد عتقاء الله من النار ففي رمضان قد تعتق من النار ويغفر الله لك، ففي كل يوم من رمضان الله يعتق خلقا كثيرين من النار وفي آخر ليلة منه يعتق قدر ما أعتقهم في كل الشهر  فأكثروا من التضرع والدعاء فما لنا غير الله؛ يا أحبابي إن رمضان فرصة لا تعوض لرفع هذا البلاء عنا فاقبلوا إلى العلم، واخرجوا من الذنوب بتهذيب هذه النفس التي إن لم تهذب أخدتنا إلى النار لا بد من تعليم هذا النفس الجود والسخاء والترفع عن السفهاء والصبر على المسلمين،
أيها العبد أنت لم تخلق عبثا فلا يضيعن عمرك فيما لا يرضي الله ،طاعة الله والقرب منه خير لك، قال أحد الصالحين: العمر قصير فلا تقصره بالغفلة فإن الغفلة تقصر الساعات وتستهلك الليالي أيها الشاب لا تغرنك صحتك وشبابك فأنت من ضمن قائمة الوفيات فالأنفع لك أن تصلح ما بينك وبين الله قبل الغرغرة وأنا لك في هذا ناصح أمين، الله أرحم بك يوم تقسى عليك قلوب عباده فسبحانه لامثيل له ولا شبيه، وصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم أنه قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: «الصحة والفراغ»  فلا تكن صحيحا معافى وعمرك فارغ من طاعة مولاك.

إن ضاع عمرك أيها الشاب في اللعب واللهو والركض خلف المحرمات والغفلة والمخدرات وشرب الخمور فعن أي عمر تتحدث وأن أي لذة تتكلم، ستموت فهل أفعالك هذه كما تزعم تنفعك في قبرك، الهمك الله أنها لا تنفع وقذف في قلبك شؤم المعصية، ثم اعلم أن الليل والنهار مطيتان تنقلان الإنسان إلى السعادة الأبدية أو إلى الخسران. كان الأسود بن يزيد وهو تابعي يصلي أكثر الليل فقال له بعض أصحابه لو ارتحت قليلا بابن يزيد قال: راحة الآخرة أريد. نحن لا نتعب من وقوفنا في صلاة التراويح وصلاة التهجد لأننا نستلذ بهذا الوقوف أمام رحمة الله تعالى، وإن غفلنا تذاكرنا بيننا فلا بد أن نخاف من ضيعان العمر، وهذا سفيان الثوري جالس في الحرم مع قوم يتحدثون فقام من بينهم فزعا وهو يقول: نجلس هنا والنهار يعمل علينا يمكنك أن تعمل وتمارس عباداتك بكل يسر فنحن في العشر الأخير من رمضان والبلاء والوباء يضربنا بقوة والأمر لا يحتمل التقصير مع الله، نحن اليوم بليتنا من أعظم البلايا من نوم وبطالة إلى غفلة عظيمة وشباب لا يتعلمون علم الدين ولا يقبلون عليه كما هو في وسطيته وما يحمله من قيم إنسانية وإيمانية من حب الناس والتعايش السلمي مع الآخرين ولا بد أن يغير هذا العلم قلبك.

أيها الصائم أتدري ما هو الصيام؟ إنه منهج كامل لإصلاح الحال وتأديب الجوارح وتعويد النفس على البذل والسخاء وتنظيم الأوقات، فليكن نهارك طاعة وليلك طاعة فأنت أدرى بنفسك وبوقتك وللدنيا نصيب بما يرضي الله.
فيا ربنا ارزقنا صدق الإيمان وازقنا إيمانا بحسن خلق واجعلنا للمتقين إماما وللخير قدوة واجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والحمد لله رب العالمين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى