البرلمان اليمني: الجباري والحوثي يحملان مشروعًا واحدًا

> الرياض «الأيام»:

> عبر مصدر مسؤول في مجلس النواب اليمني عن أسفه الشديد إزاء ما ورد في مقابلة تلفزيونية لنائب رئيس المجلس عبد العزيز جباري متضمنة مواقف لا تنسجم مع الموقف الرسمي للدولة ومجلس النواب وهيئته الرئاسية، ولا تعبر عنه أو أياً من مؤسسات الدولة اليمنية وعلاقاتها المتميزة مع الأشقاء في دول التحالف العربي، وإنكاراً للتضحيات الجسيمة التي قدمها الأشقاء لإنقاذ اليمن من المليشيات الحوثية الإمامية المدعومة من إيران.

وقال المصدر إن من المؤسف حقاً أن يتماهى جباري مع ما تقوم به القناة القطرية من دعوات للفتنة وإذكاء للصراع في اليمن والترويج للمشاريع المشبوهة للأصابع التي تحركها الأيادي التي تمولها، وأن يظهر من على شاشة القناة القطرية عبدالملك الحوثي وعبدالعزيز جباري بالتتابع، وينهجا أسلوباً واحداً في القدح والعداء للتحالف العربي ويضفيان المشروعية على المشاريع المشبوهة، وما يعطيه ضهورهما من دلالات تنذر بمخاطر جمة قادمة على وطننا الحبيب.

وأكد المصدر أن الوقائع التي أوردها جباري مجافية تماماً للواقع، وفيها الكثير من التجاوز لأسباب الكارثة التي يعيشها الشعب اليمني، والتي يأتي في طليعتها الانقلاب الذي نفذته المليشيات الحوثية في إطار المشروع الإيراني التوسعي بالمنطقة العربية.

وقال المصدر إن الطموحات الشخصية وتحقيق مكاسب للأفراد على حساب القضايا الموضوعية أمرٌ ينطوي على نوازع انتهازية تستغل معاناة الناس لادعاء البطولة في الدفاع عن قضاياهم ومعاناتهم التي سببتها ظروف الحرب التي فرضها الانقلاب، وهو الأمر الذي ظهر في مقابلة الأخ عبدالعزيز جباري مدعياً دفاعه عن السيادة والقرار الوطني، وعن الظروف الصعبة التي تعيشها الجماهير اليمنية غير آبهٍ بالكارثة التي أساسها ومنبعها الانقلاب على الشرعية وعلى التوافق الوطني وعلى مخرجات الحوار الوطني الشامل مترافقاً مع التحركات الاستفزازية والرسائل العدوانية ضد دول الجوار التي كان أهمها الحشود العسكرية والمناورات التي أقامها الانقلابيون على حدود المملكة العربية السعودية بالتزامن مع الوفود الأمنية والعسكرية بين صنعاء وطهران والجسر الجوي بين العاصمتين في رسائل واضحة لإخراج اليمن من محيطه العربي لمصلحة المشروع الإيراني المعادي لدول الجوار.

إن إصرار الانقلابيين على خيار العنف ووضع رئيس الدولة ورجالها في السجون أو رهن الإقامة الجبرية، ثم اللحاق برئيس الدولة بعد تمكنه من الإفلات من قبضة الانقلاب إلى العاصمة عدن من خلال الزحوفات المليشياوية، وقصف الطيران لمقر إقامته ثم احتلال العاصمة عدن، مما اضطر رئيس الدولة إلى طلب التدخل من أشقائه إعمالاً لمبدأ الدفاع المشترك الذي أقره ميثاق جامعة الدول العربية هو الذي سبب هذه المعاناة، وليس أخطاء التحالف كما جاء في المقابلة التلفزيونية التي ظهر بها الأخ عبدالعزيز جباري.

وأضاف المصدر أنه لا بد من تذكير صاحب المقابلة أنه كان هو بذاته أكبر الداعيين للتحالف للحرب على الحوثي وهو الذي رأس لجنة مؤتمر الرياض التحضيرية وظهر مؤيداً ومطالباً بالمزيد حتى ولّى وجهه نحو أعداء اليمن والمتآمرين عليه، فقلب ظهر المجن واعتبر ما كان مشروعاً بالأمس دوراً مشبوهاً اليوم إرضاءً لبعض الأطراف الإقليمية.
ولا بد هنا من التذكير أن هذا التحالف، وبالذات السعودي الإماراتي، هو الذي كسر ظهر الانقلاب وأخرجه من العاصمة عدن، ومن ثلثي الأراضي اليمنية وصده عن أبواب مأرب وطارده على طول الساحل الغربي من رأس العارة مروراً بميناء المخا حتى مدينة الحديدة وأبواب الميناء.
وإذا كان الأخ عضو هيئة الرئاسة قد تنكر لكل هذا التراث المؤيد، فإن الشعب اليمني ليس مجبراً أبداً أن يتمسك بقيم الجحود والنكران، فينكر دور السعودية والإمارات وهما يلبيان داعي الأخوة لنجدة شعب سُلبت منه دولته وحريته وثورته وجمهوريته.

واستغرب المصدر من الهجوم على اتفاق الرياض والتشكيك فيه، وهو يعلم أن الجهود السعودية والاتفاق أوقفا حرباً في المحافظات الجنوبية وقرب بين الأخوة وأوصلهم إلى اتفاق سياسي وشراكة، وأن الخطوات الأولى من الاتفاق قد نفذت، ويجرى الآن وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل الحكومة وتنفيذ الشق العسكري والأمني بالكامل وتوجيه كل الإمكانيات العسكرية لمواجهة المليشيات الحوثية، وأن ما يجرى في الرياض ليس اتفاقاً جديداً أو انقلاب عليه كما صوره جباري سامحه الله، أو تحاول قناة الجزيرة تظليل الرأي العام به، وأن رئيس مجلس النواب رأس اجتماعات المستشارين وهيئة رئاسة المجلس، وكلها تناقش تنفيذ اتفاق الرياض والتسريع فيه، وكان جباري جزءاً لا يتجزأ من تلك الاجتماعات ومشاركاً فيها معتقداً أن الاختيار لرئاسة الوزراء سيقع عليه، وحينما وقع الاختيار على د. معين عبدالملك جن جنونه وغادر المملكة وتحول إلى معادٍ للاتفاق والمملكة ومتنكر لكل شيء، وهو يعلم أن اتفاق الرياض وآلية تسريع تنفيذه نص على أن اختيار الوزراء يتم من قبل المكونات السياسية ورئيس الدولة، وليس لأي جهة أخرى حق التدخل في ذلك سواء في رئيس الوزراء أو الوزراء، وكان يفترض أن يثني على موقف المملكة ودورها لا أن تواجه بالقدح والردح والذم والجحود والنكران، وأن يشكر دور الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع على الجهود التي يبذلها من أجل انتشال اليمن مما هي فيه وإنقاذها من الغرق.

وكما يستغرب المصدر ذلك الإنكار المريع للدعم العسكري السعودي لصالح الجيش الوطني، متسائلاً: كيف يتسنى لبعض الناس إنكار أن الجيش الوطني الذي قاتل المليشيات وانتصر في غير معركة، وحرر معظم الأرضي لم يكن يمتلك طلقة واحدة، ولولا ما أفاضت به المملكة على جيشنا من سلاح ومال وغذاء لما كان يوجد جيش يمني وطني أصلاً بعد أن سيطرت المليشيات الانقلابية على المعسكرات ومخازن السلاح في العام 2014م . وقال إن إنكار دعم المملكة للجيش الوطني أمر لا يستقيم مع حقائق الواقع على الأرض ولا يخدم القضية اليمنية.

واختتم المصدر تصريحه بدعوة الأخ عبدالعزيز جباري إلى التراجع عن هذه المواقف المتذبذبة، وإعلاء مصلحة الوطن فوق الطموحات والاعتبارات والمصالح الذاتية، فمصلحة الجميع هي في استعادة الدولة ودحر الانقلاب.

والله المعين والمستعان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى