الصرف الصحي بالحبيلين. .مشاكل مزمنة وحلول غائبة

> تقرير/ رائد محمد الغزالي

> منذ سنوات و مشاكل الصرف الصحي التي تعاني منها مدينة الحبيلين مركز مديرية ردفان في محافظة لحج مستمرة، يقابل ذلك غياب للحلول من قبل الجانب الرسمي وأيضا غياب المبادرات المجتمعية، الأمر الذي قد ينذر بحدوث كارثة بيئية في هذه المدينة المكتظة بالسكان، التي يتجاهلها الجميع مما قد يتسبب في تزايد الأمراض والأوبئة خصوصاً لدى شريحة الأطفال، كل ذلك ضاعف من حالات الشعور بالقلق خاصة وأن هذه الأزمة، تستمر في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد، في كل الجوانب، بسبب استمرار الحرب التي تقترب من عامها السادس.

مواطنون تحدثوا لـ«الأيام» عن معاناتهم. من استمرار مشاكل الصرف الصحي بالحبيلين.

تهديد للحياة
راجح عبدالله
راجح عبدالله
الشيخ راجح عبدالله علي العيسائي، عضو المجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية ردفان، قال: "مشكلة المجاري أصبحت تقلقنا كثيرا، لأن تفاقمها صار يشكل خطراً كبيراً مهدد للحياة، ونعترف بأن هناك صمت غير مبرر من قبل الجميع، ولا بد أن يتحرك المجتمع عبر مبادرات مجتمعية، تبدأ بوضع المقترحات والحلول".
وأضاف: "الصمت والتساهل مع أمور بيئية خطيرة ومثل هذه القضايا العامة، قد نتعرض جميعنا لنتائجها السيئة، ونأمل بأن يكون ما تناولته الصحيفة يثير الاهتمام ونبدأ التنسيق والتعاون، وندعو المنظمات الدولية الداعمة إلى التعاون معنا لحل هذه المشكلة في أقرب فرصة".

مشكلة عويصة
عاتق هيثم
عاتق هيثم
المجاري وخصوصاً في الجانب الشرقي لمدينة الحبيلين، كما يقول الشخصية الاجتماعية، عاتق سعيد هيثم مثلت مشكلة عويصة بين المسؤولين الذين تعاقبوا على قيادة مديرية ردفان، ومالكي الأراضي، لتضاف إليها بعد سنوات عناصر جديدة هم أصحاب المنازل والمنشآت الكبيرة، والتوسع السكاني ويضيف عاتق، بأنها مسألة متعبة جدا، وقد تكلمنا عنها كثيراً، وبادرنا وهناك بعض الجهات ذات الاختصاص رصدت مبالغ لبعض الأماكن في المديرية ولكن لم يكتب لها النجاح.

وأضاف عاتق: "الجميع لا يعلم بمخاطر شبكات الصرف الصحي على البنايات وكذلك انتشار الأمراض والبعوض، في الوقت ذاته المشكلة تحتاج إلى دراسة، أولا لتحديد المشكلة وثانيا دراسة الفائدة من تجميع مياه الصرف الصحي في أحواض واستخلاص المياه الصالحة للأرض.

وتابع حديثه قائلا: "هناك مشاريع نفذت كمبادرات مجتمعية صغيرة في أحياء بمدينة الحبيلين، حققت نجاحات في تخفيف بعض المشاكل ولكن المدينة، تتطلب مشروع عام، لكي تحل المشكلة بشكل جذري ، لأن هناك تزايدا سكانيا ونهضة عمرانية تشهدها المدينة، فلابد أن يتحرك الجميع ويستشعروا المسؤولية، وتحريك ملف هذه المشكلة التي باتت تشكل تهديدا خطيرا على الحياة.

تداعيات خطيرة على الصحة
الدكتور نبيل عبدالسلام الحالمي، أخصائي أمراض باطنية قال في حديثه لـ«الأيام»: "الصرف الصحي هو أحد مكونات البنية التحتية الأساسية التي تصرف مخرجات مخلفات البشر فإذا لم تكن هناك دراسة وخطة شاملة تستوعب الكثافة السكانية المتزايدة والبناء العشوائي الناتج عن عدم وجود تخطيط حضري سليم يتناسب مع المساحة وحجم السكان، بدون شك سنصحو على كارثة بيئية تشكل خطراً على النظام الصحي".

وأضاف قائلا: "خلال السنوات القليلة المقبلة ستعود مخلفات البشر وتطفوا على شوارع المدينة بشكل يصعب معالجته وإيجاد حلول مستقبلية نظرا للتوسع والكثافة السكانية الهائلة وتضييق المساحات والأزقة بين المنازل فلم يعد بمقدور أي جهة أن تعمل حلول جذرية للمستقبل لعدم توفر مساحات للحفر في إطار صرف صحي بمواصفات عصريه حديثة".

نبيل عبدالرب
نبيل عبدالرب
وأضاف الدكتور نبيل: "لا يخفى على أحد بأن كل المنازل التي تبنى حديثا يتم وضع حلول فردية مؤقتة لها من حيث جانب الصرف الصحي فكل بيت يبنى يكتفي بحفر عدة أمتار بجانب المنزل لا تكفي لخمس سنوات بالأكثر وستطفح على السطح وهكذا سيصبح الجميع يعيشون على بحيرات متعددة من طفح المجاري وسيترتب على ذلك مشاكل بيئية متعددة بعودة انتشار الأمراض بشكل وبائي نظرا لوجود بيئة مناسبة لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض وستكون هناك مشاكل صحية متعددة بسبب سوء التخطيط لمخرجات الصرف الصحي وستصبح الحبيلين مدينة ذات كثافة سكانية تسبح داخل بحيرات متفجرة من مواصير الصرف الصحي ومن الصعب إيجاد حلول تكون قادرة على عمل بنية تحتية مناسبة بسبب فقدان التخطيط الصحيح منذ وقت مبكر.

وتابع حديثه قائلا: "قد يتساءل البعض ما هو الحل إذا؟"

وأضاف: "بالإمكان حاليا إيجاد حلول تخفف من حجم الكارثة البيئية مستقبلا وهذا لن يتم إلا من خلال تظافر جهود الشعب والسلطة وكل مكونات المجتمع بإيجاد موقع مناسب لمصبات روافد مواصير الصرف الصحي وهذا يتطلب تحديد المكان أولا، ثانيا التفاعل المجتمعي والحكومي وتعريفهم بحجم الكارثة مستقبلا ووضع مخطط وبنية صحية تحددها جهات الاختصاص والعمل فورا بعمل وحفر مواصير الصرف في خطوط رئيسية تحت إشراف السلطة ومساهمة المجتمع بشكل جاد وفعلي، ما لم فإننا سنكون على موعد يجمعنا للعيش وسط بحيرات متعددة يطفوا عليها البعوض الناقل للأمراض، وستكون الأمراض المعدية الناقلة عن طريق البعوض هي معركتنا القادمة وتوابعها ومضاعفاتها ستكون وخيمة على سكان المدينة".

وقال: "مشكلة الصرف الصحي من أهم البنى التحتية التي تتطلب إيجاد دراسة شاملة وخطط مستقبلية تهدف إلى تناسب حجم المشكلة وكثافة السكان، كذلك على السلطات المحلية أن تكون مستوعبة حجم المشكلة والتنبؤ بنتائجها قبل حدوثها وتجنيب حياة الناس من واقع زمني قد يكون مؤذي للجميع وستكون المدينة خالية من أي نسمة هواء نقية وصحية بسبب تلوث بيئتها من مجاري الصرف الصحي علما بأننا نعيش وسط مدينة ذات كثافة سكانية عالية وتفتقر إلى أبسط مقومات الصرف الصحي وتعتبر مدينة حديثة حاليا الحلول المتواجدة مزمنة ومؤقتة ماذا بعد عشر سنوات كيف يكون حال الناس ومعيشتهم وهم لا يملكون مصرف خاص بمجاري الصرف الصحي أظن أن الوضع سيكون غير سار وهناك موعد قادم مع تفشي الأوبئة والأمراض القاتلة في مجتمع مناعته لا تقوى على مقاومة أي ميكروب بسبب المناعة الضعيفة الناتجة عن سوء التغذية وضيق حال الشعب".

ويختم حديثه بالقول: "نتمنى أن يعي الجميع حجم الكارثة وأن تتكاتف جميع القوى الحية والفاعلة والسلطة المحلية لإيجاد حلول فورية وعاجلة واعتبار قضية الصرف الصحي من أساسيات المشاكل التي تحتاج معالجات جذرية بشكل عاجل".

عبدالرحيم صالح
عبدالرحيم صالح
عبدالرحيم صالح عوض، وهو مسؤول صحة البيئة بمكتب الأشغال العامة بمديرية ردفان، أوضح بصفته مسؤول رسمي بأن مستنقعات الصرف الصحي خطيرة جدا على البيئة والإنسان، وعلى وجه الخصوص مستنقعات الصرف الصحي التي تزايدت بكثرة في الناحية الشرقية للمدينة والقريبة من آبار مياه تابعة للمؤسسة العامة للمياه فرع ردفان.

وأشار بأن تلك المشكلة تتفاقم منذ سنوات، وأصبحت على شكل بحيرة، وقد سبق وأن نبهنا من خطر هذا المستنقع بتقرير من سابق، وهذه البحيرة هي مصدر لتوالد وتكاثر البعوض، والخطر المؤكد هو تأثير هذه المجاري على المياه الجوفية، وقد تختلط مياه المجاري مع مياه الشرب وأصبحت مصدر خطر على حياة الأطفال، والحيوانات من السقوط فيها والغرق.

وقال عبدالرحيم: "بأن هناك مشروع مع مطلع الألفية، بمليارين ريال، اعتمد للمجلس المحلي لحل مشكلة مجاري مدينة الحبيلين، إلا أنه تعثر بسبب مشاكل حدثت بين الجهات المسؤولة ومواطنين، وفي النهاية ذهب أدراج الرياح، بسبب عدم تهيئة المساحة المطلوبة، وقامت الجهة المانحة بسحب المبلغ المالي من البنك".
ويختم حديث قائلا: "المشكلة كبيرة في الوقت الحالي، تتطلب وقفة من الجميع سلطة محلية وانتقالي ومشائخ وقوى المجتمع المدني والنخب المثقفة لتدارس الحلول والإجماع على المقترحات المناسبة والبحث عن مصادر دعم لمجابهة أي تطورات خطيرة قد تحدث بسبب هذه الأزمة المستفحلة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى