ترشيحات المجلس الانتقالي للحكومة اختبار مصداقية

> كتب: المراقب السياسي

>
  • السياسيون أنهكوا عدن بحلم السيطرة عليها
  • الشرعية والانتقالي في عيون المواطن مرهونان للتحالف
  • عوائل عدنية استقرت في الإكوادور بحثا عن المستقبل بعد فقدان صلاح الجنوب
العمل السياسي الذي يقوم به المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم هو منعطف جديد، إما سيرفع المجلس إلى أن يكون قوة سياسية كبيرة على مستوى الجنوب أو سيحجمه إلى حركة صغيرة محدودة في محافظتين لا أكثر.

إدراك مخاطر المرحلة القادمة على الجنوب هو مفتاح الحل، فالقوى المناهضة لمشروع الجنوب تراهن على إذكاء المناطقية والخلافات بين أبناء الجنوب الواحد، ومدخلها الوحيد هو النعرات التي خلفتها حرب 1986م وطرفاها الزمرة والطغمة.

وانعدام الاحتكام للقانون يعزز هذه المناطقية، فالمواطنون في عدن على سبيل المثال يتهمون أبناء الضالع بنهب الأراضي على الرغم من أن الناهبين هم قلة لا يمثلون الضالع وأبناءها الشرفاء، لكنهم بالتأكيد محسوبون على أطراف معينة تعمل لمصلحة المجلس الانتقالي.

لقد تسامح الجنوبيون حتى الآن مع فكرة اعتماد البعض على القبيلة والأقارب، نظراً للفوضى العارمة التي تحيط بنا ومخاطر العمل السياسي التي تستدعي قدراً معيناً من الثقة بالأشخاص المحيطين بالشخصية السياسية، لكن ذلك الوقت قد ولّى وحان الوقت لأن تذهب القبيلة والأقارب بعيداً، خاصة في عدن حفاظا على مدنيتها.

الخطوة الأخطر الآن على المجلس الانتقالي الجنوبي هي الترشيحات لمناصب الوزراء في الحكومة الجديدة التي سيقدمها المجلس الانتقالي، فإن كانت من منطقة واحدة أو شملت أسماء من أعضاء المجلس فسيفقد المجلس قطاعات واسعة في الجنوب كانت تعول أن يكون المجلس ممثلاً حقيقياً للجنوب وكافة الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم ومحافظاتهم. وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم مهمة إثبات أنه مظلة وطنية جامعة لكل محافظات الجنوب دون استثناء أو تمييز.

لقد تحدث المجلس مراراً عن الدفع بالكفاءات للحكم وإحداث تغيير مجتمعي كبير، وهذه الكفاءات التي تم تهميشها من قبل الأنظمة السابقة هي ما نحتاجه اليوم لإحداث نقلة نوعية في التنمية على الأرض بعد سنوات من تجريف الخبرات وتهميش الكفاءات.

إن إدراك عيدروس الزبيدي ورئاسة المجلس الانتقالي أن العنصرية والمناطقية التي كانت سائدة في الجنوب قبل 1990م كانا السبب الرئيسي وراء تسليم دولة الجنوب بكافة مقدراتها إلى الشمال هو مربط الفرس، فالجنوب الغني بطاقاته البشرية عليه دعوة القادرين على التقدم للعمل وليس التفكير في الهيمنة لجماعة معينة على الجنوب، وحلم السيطرة على عدن يجب أن يختفي من رؤوس السياسيين، فقد أُنهكت المدينة بفضل هذا الحلم حتى أصبحت خراباً منظوراً يلعن مواطنوها كل من تسيّس.

كما تغنى السياسيون كافة بموضوع الفيدرالية الجنوبية بمعنى حكم أبناء كل محافظة لمحافظتهم، لكنهم جميعاً يعملون ضد هذا المبدأ طوال الفترة الماضية، والنتيجة ما نشهده اليوم من هجرة جماعية للجنوبيين من عدن وحضرموت.

إذا أردتَ البحث عن عدن اليوم فستجدها في بعض أحياء القاهرة أو مانشستر أوكويتو (عاصمة الإكوادور) حيث انتقلت عائلات بأكملها بحثاً عن مستقبل زاهر لأبنائها بعد أن فقدت كل أمل في صلاح الأحوال داخل الجنوب.. تلك العائلات حملت معها عقولا نيّرة كانت ستنفع الوطن السليب.

أين أصبحت السيادة الوطنية اليوم؟ ومن يقوم بالدفع بموضوع السيادة إلى الواجهة؟ أهو المجلس الانتقالي أم الشرعية؟.. لقد أصبح الطرفان في نظر المواطنين مرهونَين للتحالف.

وحديث المواطنين عن بناء الدولة والخدمات لا يتأتى من فراغ، فهم موقنون أن التحالف لن يبني الجنوب أو اليمن، بل أبناؤه وخيراته هم من سيبنيهما، فدول التحالف مشغولة في بناء أوطانها وحفظ مصالحها وليس لديهم أي التزام لبناء بلد آخر خارج نطاق سيادتها.

الاختبار الحقيقي هو تشكيل الحكومة، فالأسماء ستعطي المواطن أوضح وأبلغ إشارة لما يدور في نوايا السياسيين الذين أحاطوا مشاوراتهم في الرياض بجدار من السرية لا يعلم المواطن ما يحاك خلفه.

وغياب المعلومات الواضحة والبيانات الرسمية حول ما يدور هو دلالة بحد ذاتها بأن ما يجري في الرياض ليس في مصلحة المواطنين كافة جنوباً وشمالاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى