التشكيلي العسيلي لـ "الأيام" : عبرت أعمالي عن البسطاء واتجهت إلى الواقعية والانطباعية والتأثيرية

> تقرير/ سالم حيدرة صالح :

> وزارة الثقافة لم تدعمني ولم يكن لها أي دور في تجربتي
يستوحي الفنان التشكيلي زكي حيدرة أحمد العسيلي من آلام اليمنيين ومعاناتهم اليومية.
روض العسيلي الريشة، وقدم أعمالاً في غاية الإبداع تحمل رسالة معبرة عن الواقع بلغة الألوان الجميلة واللوحات المعبرة بأسلوبه الخاص المميز ورؤيته الفنية المتفردة بين الكثير من الفنانين التشكيليين.

والتشكيلي زكي حيدرة أحمد العسيلي مهندس الطيران من مواليد مدينة زنجبار بمحافظة أبين واحد من الأسماء البارزة في مجال الفن التشكيلي بالمحافظة، ومن أبرز الفنانين الكبار الذين شقوا طريقهم نحو الإبداع والنجومية والتألق في هذا الفن الجميل، ليثبت للجميع أن أبين الخير والعطاء لازالت خصبة وولادة بالمبدعين، وترفد الوطن بالنجوم والمواهب الواحد تلو الآخر في شتى المجالات الإبداعية.

انتقل التشكيلي زكي العسيلي إلى صنعاء بعد بروز نجمه في عالم التشكيل كواحد من الفنانين التشكيليين المبدعين شاءت به الأقدار أن تساهم في تقديم موهبته وعرض تجربته الفنية وتوسيع مشاركاته في معارض محلية ودولية.

وفي حديثه الدافئ لـ "الأيام قال العسيلي: "محافظة أبين الأم والروح التي نهلت منها أجمل أيامي، ومدينة زنجبار فيها بدأت موهبتي وأمسكت الفرشاة واللون فيها لأول مرة وأقمت فيها أول معارضي التشكيلية. أبين الرياضة والفن والطرب والإبداع والولادة للمواهب والنجوم في شتى المجالات، والفنان التشكيلي جزء من الإبداع الأبيني".

بدأت من الخيل
وتابع العسيلي: "كنت شغوفاً بالألوان، وبدايتي منذ طفولتي وصولاً إلى الفن والامتاع والإقناع، فكنت أرسم كل ما يستهوي طفلاً كالحيوانات وأكثر، رسوماتي الأولى كانت عبارة عن خيول. كنت مولعاً برسم جمال الخيل دون تغذية بصرية للموضوع".
وأضاف: "شاركت في الكثير من المعارض والسمبوزيمات (ورش العمل وحلقات النقاش) والملتقيات المحلية والخارجية، وكل أعمال واقعية جسدت الهوية اليمنية بكل تنوعها وجمالها وعمق حضارتها، أما الفن الرقمي لا أجيده من جيل. أفتح الإيميل وأرسل واستلم".

وأشار العسيلي إلى أن الفن مدارس مختلفة، والأعمال الفنية تختلف بحسب المدرسة وفلسفة الفنان وانتمائه إلى أي مدرسة أو تيار فني، وهناك في الأعمال البصرية تجد المرأى أو الفكرة، وكما عرف الفن بأنه من ينتج عن الوجدان والمشاعر لأغراض جمالية.
وأوضح: "أنا كإنسان قبل أن أكون فناناً مرتبطاً ارتباطاً قوياً بطبعي، ولا أجيد الإيحاءات والإيماءات والتعبير الغامض. أحب أن أكون صريحاً وواضحاً وجلياً، ومن هذا الشعور آثرت أن أخوض تفاصيل الواقعية والانطباعية والتأثيرية التي تصل رسالتها إلى أكبر جمهور محب للفن، وهي أهم المدارس، والتي تعتبر أم المدارس وأكثرها قيوداً وصعوبة".

وتابع: "أنا مستفيد من الموروث التاريخي والحضاري والثقافي لبلادي اليمن التي لا تجد صعوبة في اختيار موضوع اللوحة، واخترت أيضاً أكثر فئة مكافحة بعناد للألم والفقر، وهي تعمل بصمت وعندما تقترب منها تجدها كمعدن عتيق أصيل عليه غبار الزمن، وعندما تداعبه نسمات الهواء تجده يلمع بأصالته".
واستدرك: "الصعوبات في مجتمع مثل بلادنا كثيرة، منها قلة ثقافة المتلقين، ومكانة العمل الفني تكاد تكون سلبية في المجتمع، وكذلك غياب تام لمسؤولي وزارة الثقافة، وانعدام دور العرض والصالات وورش العمل، والخامات الأصلية لا توجد، وهي تؤثر سلباً على أعمال التشكيليين".

واستطرد: "طموحاتي كبيرة إلى الوصول لإشباع الرغبة والشغف في داخلي والوصول إلى أقصى مدى طاقات الموهبة، والعقل البشري قادر على طريق تحقيق الصدمة البصرية والدهشة. كل فنان له ما يميزه وأنا أترك للمتلقي والجمهور الرد".
وعن مشاركاته أوضح أنه شارك في العديد من المعارض الخارجية والداخلية، منها في المملكة السعودية والإمارات ومصر، ونفذ العديد من ورش العمل لفنانين ومبتدئين داخلياً.

التعبير عن مشاعر الناس
وعن سر نجاح الفنان التشكيلي قال الفنان العسيلي: "يعتمد أولاً على التوفيق من الله، ثم المهارة وتطويرها بالاطلاع والممارسة، وعدم ممارسة النقد على الذات وهناك قيم إنسانية أخرى تتدخل بقوة في أي عمل، أما الفن الجميل هو من يحمل رسالة إنسانية كالانتماء والهوية، وأن تجعل فرشتك تتنفس لوناً معبراً عن معاناة الآخرين، وترصد قصص كفاحهم وإنسانيتهم وأفراحهم وأصالتهم".

وأكد أنه نال العديد من الجوائز أهمها جائزة رئيس الجمهورية المركز الأول بالجمهورية، وجائزة الاتحاد الأوروبي، وجائزة دبي الثقافية وغيرها.
وأضاف: "قدم الفن كل شيء ممتع لي بالحياة. هو النافذة التي تعطيني إطلالة على مشهد يمثل جمال الحياة والرسم، وأصبح اليوم الذي لا أرسم فيه أشعر أنني لم أعشه، ووزارة الثقافة والسلطة المحلية ليس لهما أي دور في تقديم أي دعم لي طوال مسيرتي، وتجربتي حتى الآن".

كلمة أخيرة
أود أن أعبر عن شكري لصحيفة "الأيام" على هذا اللقاء الذي أعتز به كثيراً، وأتمنى للبلد الخروج مما نحن فيه من دوامة لأن الفن يتأثر بقوة في مثل أوضاع هكذا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى