كيف سيؤثر فوز بايدن على العلاقات بين أمريكا والسودان؟

> قبل أيام من فوز جوزيف بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية، اتفقت الخرطوم وواشنطن على رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مقابل دفع 335 مليون دولار تعويضات لضحايا هجوم سفارتي دار السلام ونيروبي، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب ضمن حزمة اشتراطات من الجانبين.

وتصاعد الجدل في الأوساط السودانية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عن مدى تأثير الإدارة الأمريكية الجديدة على علاقات السودان وأمريكا والاتفاقيات الخاصة بين البلدين.

لكن وزير الخارجية السودانية، عمر قمر الدين، قال إن بلاده ”لا تخشى من مرور قضية الحصانة السيادية لها في الحكومة الأمريكية الجديدة“، لافتا إلى أن ”القضايا التي تم الاتفاق عليها تحظى بإجماع بين الحزبين ولا تتأثر بمن يحكم“.

وأضاف قمر الدين: ”ما قام به ترامب لن يتم نقضه من قبل بايدن لأن هناك حراسا للديمقراطية وملفات يتم تبادلها في مرحلة الانتقال“، على حد تعبيره.

ويؤيد الدبلوماسي وسفير السودان الأسبق لدى واشنطن، الرشيد أبو شامة، ما ذهب إليه وزير الخارجية، قائلا لـ“إرم نيوز“، إن ”الديمقراطيين على علم بالاتفاق الذي تم بين الخرطوم وواشنطن بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإنه تمت مشاورتهم في الأمر قبل حسمه من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب“.

ويضيف أن بايدن ”قطعا لن يؤثر سلبا على علاقات السودان وأمريكا، بل على العكس ربما تتحسن علاقات البلدين في عهده“.

واستبعد أبو شامة تقديم مساعدات مالية من إدارة بايدن للسودان، لكنه توقع تحسن العلاقات الدبلوماسية وعودتها إلى طبيعتها، وتوقف العداء.

عقلاني ومتوازن
ويصف الخبير في القانون الدولي، صلاح الدومة، بايدن بأنه ”على عكس ترامب، عقلاني ومتوازن وسيقف مع الحكومة الانتقالية في السودان بموجب القانون الأمريكي، خاصة الذي أجيز مؤخرا بدعم الثورة السودانية“.

وأشار الدومة إلى أن بايدن ”صرح إبان حملته الانتخابية بأنه حال فوزه بالرئاسة سيرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وأنه لن يربط الملف بدفع تعويضات السفارتين وأنه يرى في ضغط ترامب على الخرطوم بشأن القائمة ابتزازا لدولة فقيرة“.

ترامب لن يغادر فورا
ويشدد المحلل السياسي الفاتح محجوب، على أن أمريكا ”دولة مؤسسات، وبالتالي فكل ما يتفق عليه أي رئيس أمريكي لا يلغيه الرئيس الذي أتى من بعده إلا إذا كان مخالفا لقيم الدولة الأمريكية“.

ونوه محجوب في حديث لـ“إرم نيوز“ إلى أن بايدن ”ليس لديه سياسة عداء مع السودان أو رؤية مضادة، ولذلك فلن يكون لديه توجه لإلغاء أي من الاتفاقات التي تمت مع السودان في عهد ترامب، إضافة إلى أن كل الالتزامات المالية التي وعدت بها الإدارة السابقة تكون ملزمة للرئيس الجديد“.

وأشار إلى أن ”الأمر المهم هو أن بايدن لن يتسلم السلطة قبل يناير المقبل، وفقا للقانون الأمريكي، ولذلك توجد أمام الرئيس ترامب فرصة كبيرة وفترة لا تقل عن شهرين، وهي فترة كافية جدا لإنهاء القطيعة مع السودان، وإزالته بشكل نهائي من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بحسب وعده، كخطوة وقع على قرارها، خاصة أن الأمر متوقع أن تتم إجازته بشكل نهائي في 10 ديسمبر المقبل، من قبل الكونغرس الأمريكي“.

التطبيع مع إسرائيل
ويرى سفير السودان الأسبق لدى واشنطن، الرشيد أبو شامة، أن فوز بايدن ”يمنح السودان فرصة لإعادة النظر في التطبيع مع إسرائيل، كون ملف الإرهاب سيناقش في الكونغرس الأمريكي بمعزل عن التطبيع الذي اشترطه ترامب لرفع اسم السودان من القائمة“.

واعتبر أن بايدن ”لن يمارس ضغوطا على الخرطوم للدفع بها نحو إكمال ملف التطبيع، ولن يكون منحازا لإسرائيل مثل سلفه“.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى