حب الخير للغير

> القاضي معين إسماعيل

> الحب هو مصدر الإلهام، هو أيضا منبع التعايش، إذ لا يمكن لأي شخص العيش بدون هذا الشعور، فالحب هو شعور وإحساس داخلي، لا يمكن إدراكه بالحواس، وهو يتولد من خلال ثقافة الشخص والبيئة التي نشأ فيها ذلك الإحساس. والشعور يظهر من خلال معاملة الإنسان مع غيره ومن رغبته في مساعدة الآخرين وتقديم يد العون لهم، منطلقا في ذلك من مبادئ وقيم ديننا الإسلامي الحنيف، فقد يظهر في شكل ابتسامة في وجه عبوس أثقلت كاهله مصاعب العيش لتضفي عليه بلسم الأمل في الحياة والعيش، وهناك أشخاص يفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه، وبالتالي يشعر بأنه جزء من مجتمع، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، أي أن الابتسامة تّولد للشخص إحساسا ومشاعر أن هناك أشخاصا يحبونه، وعلى العكس من ذلك عندما تستشري ثقافة الكراهية تعم الفوضى وتكدر حياة الناس وتضيق عليهم سبل العيش.

فالحب أسلوب راق للتعامل مع الآخرين بعيدا عن الحصول عن مزايا شخصية، لهذا يقال إن الكلمة الجارحة سميت بهذا الاسم لكونها تحدث جروحا حقيقية في الدماغ، وبالتالي لا يمكن معالجتها إلا بكلمة طيبة.

فالحب هو الأخلاق، وهو يرفع صاحبه إلى مرتبة الأنبياء، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقا"، فالأخلاق والحب وجهان لعمله واحدة، وليس بينهما إلا الصبر. فمتى تحلى الإنسان بالأخلاق وعرف الحب والصبر، فهو إنسان مثالي، أي كيف يبث الحب للآخرين ويصبر عليهم.

فالأخلاق ثمرة بث الحب وتحمل الصبر، وهنا يظهر قانون الضمير، وتتربى وتنمو المبادئ والقيم ويسود السلام وتعم المحبة والإخاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى