​ شتاء عدن

> بعد صيف حار وكتف أثقلته الديون، بعد طقس جاف وفقر أنهك البطون، كان الظلام بشدة والأرق يملأ العيون، وفي ليالينا وباء، ويرهق أيامنا الغلاء، وباتت أحلامنا في سجون.
نحاول أن لا ننظر إلى الوراء في طريق أملنا أن يجمعنا مع أمانينا لقاء، سرنا حتى انتهى الصيف وزال العناء فكم كنا ننتظر الشتاء.

جميلة عدن أيام الشتاء كأنها عروس، الكل يأتي يزورها، يسحرهم شكلها، يحتويهم حضنها.
عدن في الشتاء حكاية، التاريخ صفحاتها، وموج البحر أسطرها، الاختلاف عنوانها والتعايش يغلفها، الأمسيات تكتبها بالحب والرقي. 

ذهب الصيف الحزين، وذهب معه كثير ممن نحبهم، وحل الشتاء، ولم يأتنا أحد، كأن الكل تغير مسارهم نحو غير عدن، حتى الزوار ممن يعشقون مواسم زيارتها لم يأتوا، واكتفوا فقط بذكريات زياراتهم السابقة.
حل الشتاء ومازال الظلام ومازال العناء، والفقر في ازدياد وتفاقم الغلاء فضاق الصدر متسائلا إين هو الهناء؟!

نمشي في شوارع عدن وبداخلنا حكاية، الهم أوجدها، ولقمة العيش تكتبها بشكوى ونواح، والضغوطات تشرحها بكلمات التعب والكفاح، حتى امتلأت صفحاتها بالأسى والصياح.  
نسير والصبر أهلك خطانا نحو الفرج، نتمنى إيصالنا، فقد سئمنا من السقوط، ومللنا من الوعود.

شتاء حار نعيشه، احتارت منه عقولنا، وخابت فيه ظنوننا، وماتت جراء أسره أحلامنا.
لم تعد الفصول كما كانت يا عدن بعد أن هجرك الجميع، وخذلك الجميع، وبعد أن تغيرت حكايتك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى