حصاد جهود المحافظ لملس لإعادة بناء وتنمية العاصمة

> تقرير/ أحمد بوصالح:

> 120 يوما من تحمله التركة المضنية..
يوم السبت 2 يناير 2020م، أكمل الأستاذ أحمد حامد لملس مائة وعشرين يوماً، على تسلمه مهامه رسمياً محافظاً للعاصمة عدن، ففي العاشرة صباحاً من يوم السبت 29 أغسطس الماضي، تمت عملية الاستلام والتسليم بينه وبين المحافظ السابق أحمد سالمين بحضور اللجنة المكلفة بالإشراف على العملية.
وخلال تلك الفترة القصيرة جداً في حسابات الزمن، بذل لملس جهداً خرافياً في تنفيذ مشروعه المعلن "إعادة بناء وتنمية عدن" التي تسلم دفة قيادتها وهي تعيش أوضاعاً مأساوية جدا تشمل كل قطاعات الخدمات تقريباً.

وضع مزري جداً
بمجرد أن انتهت عملية الاستلام والتسليم، قام المحافظ الجديد، بجولة قصيرة في أروقة الديوان العام للمحافظة والساحات الخارجية للمبنى، حيث تجلت أمامه صورة عدن الحقيقية، وأدرك تماماً وضع عدن الحقيقي الذي لم يصفه أو ينقله الإعلام الوصف الذي يستحقه.

ومن خلال تلك الجولة القصيرة في مبنى سلطة وإدارة حكم العاصمة، اتضح له وضع وواقع عدن التي تقلد مقاليد حكمها رسمياً قبل لحظات، أيقن حينها ما ينتظره في شوارع وأحياء ومديريات عدن من ملفات شائكة تحوي مئات المشكلات المتراكمة والمعقدة، ناهيك عن الوضع الإداري الذي لا يقل سوءاً عن الوضع الخدمي، وكذلك التركيبة الإدارية المترهلة التي تتولى إدارة شؤون البلاد والعباد في العاصمة.

أجندة وأولويات
منذ الوهلة الأولى لجلوسه على كرسي إدارة العاصمة الجنوبية عدن، عمل المحافظ الشاب على تحديد أولوياته، على الرغم من أن جميع مشكلات عدن تعتبر أولويات، على اعتبار أن تردي الخدمات لها انعكاسات سلبية على الحياة اليومية لسكان المدينة وجميعها بحاجة لحلول ومعالجات سريعة، لتخفيف آثارها السلبية على حياة المواطن العدني.

بداية المشوار
بدأ بإعادة النظام الإداري "المُغيب" منذ سنوات، من خلال دعوة المكتب التنفيذي للانعقاد عقب توقف نحو 20 شهراً، وترأس اجتماعاً للجنة الأمنية، وبه انتظم انعقاد اجتماع اللجنة أسبوعياً، وتلاه عقد اجتماع لمجلس إدارة صندوق النظافة والتحسين برئاسته، واجتماع لمدراء المديريات مع الإدارات المعنية بالخدمات أضحى اجتماعاً دورياً ينعقد كل اسبوعين، كما اجتمع أيضاً بقيادة الغرفة التجارية ورجال الأعمال والنقابات ونشطاء منظمات المجتمع المدني والفنانين وغيره.

وخلال الـ 120 يوماً المنقضية من عمر إدارته لعدن ترأس 38 اجتماعاً رسمياً، والتقى بالكثير من المسؤولين الحكوميين من وزراء ووكلاء وزارات وسفراء ومدراء شركات ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني وغيره، إذ بلغ عدد تلك اللقاءات 46 لقاءً.

دوران العجلة التنموية
وبما أن إعادة بناء وتنمية عدن كان مشروعه الرئيسي فلم يتأخر المحافظ لملس في تدشينه فعلياً، حيث أعاد عجلة العمل والبناء إلى الدوران وحرّك مياه المشاريع الراكدة.
في هذا السياق عمل على استكمال مشاريع الطرق المتعثرة، ووجه صندوق صيانة الطرق ومكتب الأشغال العامة والطرق بترميم عدد من الشوارع في مديريات العاصمة.

وفي هذا الجانب دشن العمل في مشاريع جديدة، وافتتح 13 مشروعاً حكومياً وأخرى استثمارية تابعة للقطاع الخاص.
وبالإضافة إلى ذلك، قام بوضع حجر الأساس لعدد 11 مشروعاً في مجالات التعليم والمياه والطرقات، ومشاريع رياضية بعضها ممول من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يجري العمل في تنفيذها، فيما البعض الآخر بتمويلٍ حكومي أو رأسمال وطني.

تفعيل دور السلطة المحلية
وبهدف تفعيل دور السلطات المحلية وتمكينها من القيام بمسؤولياتها في إدارة عملية البناء والتنمية وإدارة المجتمعات العدنية، اتخذ المحافظ أحمد حامد لملس قراره الشجاع والجري جداً، الذي لم يسبق على اتخاذه محافظ آخر ليس على مستوى محافظة عدن فحسب، بل على مستوى محافظي البلاد قاطبة، بإجراء تغيير شامل لمدراء عموم مديريات العاصمة كافة، بعد أن وجه لهم كلمة شكر وتقدير على جهودهم خلال السنوات التي تولوا فيها قيادة تلك المديريات، وتكليف مدراء جُدد من الشباب، الذين بالفعل عملوا على تفعيل دور السلطات المحلية في المديريات واستعادة دورها الغائب منذ سنوات.

حل مشكلات عالقة
وبعد مشوار طويل من التفاوض وصل مع نقابة المعلمين الجنوبيين إلى اتفاق، أفضى إلى تعليق إضرابهم المزمع تنفيذه مطلع العام الدراسي الجاري، ذلك الاتفاق الذي بموجبه بدأ العام الدراسي في كافة مدارس العاصمة وها هي العملية التعليمية تسير بشكل طبيعي.

وكذلك أسهم في حل مشكلة رواتب العسكريين التابعين للمنطقة العسكرية الرابعة المتوقف صرفها منذ نحو ستة شهور، وذلك بعد أن فشلت كل جهود تواصله مع الحكومة والوزارات المعنية بالمشكلة، حيث سلك لملس طريقاً آخر لحل المشكلة التي تضررت منها الآلاف الأسر في البلاد، فقام بطرق باب القطاع الخاص وبالتحديد جمعية الصرافين التي تضم في عضويتها ملاك شركات ومحلات الصرافة والتحويلات المالية واتفاقه معها على توفير السيولة النقدية الكافية لحل مشكلة العسكريين وتخفيف معاناتهم جراء تأخر صرف رواتبهم، ذلك الاتفاق الذي بموجبه وفر الصرافين نحو 16 ملياراً ونصف المليار كإجمالي مستحقات العسكريين لشهر واحد فقط وهو الاتفاق الذي أقنع به قيادة الهيئة العسكرية الجنوبية العلياء (قيادة الاعتصام) بفك حصارها المطبق على موانئ عدن الذي نفذه مئات العسكريين المعتصمين كخطوة تصعيدية احتجاجاً على إيقاف صرف مرتباتهم لعدة أشهر وبالتالي تمكنه من استئناف نشاط الموانئ، ومن ثم رفع الاعتصام الكائن أمام بوابة مقر قيادة التحالف العربي بمديرية البريقة.

الكهرباء.. جهد خرافي
وأخذت مشكلة الكهرباء وانقطاع خدمتها عن المدينة لساعات طويلة الكثير من وقت وجهد المحافظ، ولوحظ أنه يتدخل يومياً تقريباً في حل أزمة وقود الكهرباء من خلال تواصله وضمانته الشخصية للتجار بشأن توفير الوقود لمحطات الكهرباء، والتمكن من إعادة المنظومة الكهربائية إلى الخدمة، وذلك بعد تخلي الحكومة عن مسؤوليتها تجاه هذا القطاع وامتناعها عن دفع قيمة الوقود المستوردة للكهرباء من قبل التجار، وكذلك عدم تسديد مستحقات شركات الطاقة المستأجرة.

وأثمرت جهود المحافظ المكثفة في معالجة مشكلة الكهرباء إلى تحسن مستوى الخدمة خلال شهر ديسمبر، إذ شهدت استقراراً نسبياً مقارنة بالفترة المنصرمة من العام.

صرف عقود أراضي المواطنين
وتمكن المحافظ لملس أيضاً من حل مشكلة عشرات المواطنين الذين صرفت لهم أراضي من قبل الدولة قبل نحو 30 عاماً، حيث تم تسليم الأراضي في منطقة بئر فضل كمرحلة أولى، وذلك بعد 30 عاماً من معاناة ملاك تلك الأراضي المصروفة لهم من الدولة، كمرحلة أولى ستتبعها مراحل أخرى بتسليم بقية المواطنين أراضيهم في البلوكات الأخرى.

قطاع المياه والصرف الصحي
وعلى صعيد الخدمات أجرى تغييراً في هرم قيادة مؤسسة المياه والصرف الصحي بالعاصمة بتكليف مدير عام جديداً لها وتقديم كافة سبل الدعم له فتمكن بذلك من إعادة ضخ المياه إلى الكثير من مناطق العاصمة التي كانت حتى قبيل مجيئه تعاني انقطاع المياه عنها وما زال مستمراً في متابعة المؤسسة لإيصال المياه إلى كل مناطق العاصمة.

وعمل كذلك على مخاطبة عدد من المنظمات الدولية بهدف دعم المؤسسة، وهو الشي الذي تكلل باستلام مؤسسة المياه والصرف الصحي عدداً من السيارات الخاصة بالصرف الصحي، وكذلك إبرام اتفاق مع مؤسسة التواصل الإنساني لتنفيذ مشروع حفر عشر آبار إضافية مع توريد وتركيب كافة ملحقاتها.

هاجس عدن الجميلة
أجزم أن الجميع شاهد ولاحظ محافظ العاصمة في كل نزولاته التفقدية لمؤسسات ومرافق الدولة تركيزه على جانب النظافة وتوجيهه مسؤولي تلك المرافق بالحفاظ على النظافة.
فتلك الصفة الحميدة تخفي هماً كبيراً في داخله وهو نظافة وجمال عدن، ففي هذا الجانب نفذ زيارة لمبنى إدارة صندوق النظافة والتحسين ووجه مسؤوليه بتكثيف أعمال نظافة الشوارع والأحياء وترميم الحدائق والمتنفسات العامة وتشجير الشوارع وتشذيب الأشجار الموجودة في جزر الشوارع ورصف جوانبها.

ووجه أيضاً بإعادة النظر في عقود التأجير الخاصة بالحدائق وإزالة الاستحداثات العشوائية في محيط عدد منها.
إلى ذلك، وجه بإنارة الشوارع الرئيسية، وبالفعل تم استكمال إنارة عدد من تلك الشوارع والعمل جار في عدد آخر منها.

محاربة العشوائية
هذا، وحشد المحافظ كل الجهات المعنية وسخر كل الإمكانيات المتاحة لمحاربة جرائم البسط على الأراضي والبناء العشوائي، وبدأ في إزالة العشوائيات المستحدثة في بعض المديريات، كما أزال الحواجز الخرسانية والترابية من الشوارع، وألغى نقاط التفتيش غير الضرورية، ووجه برفع هياكل السيارات والمركبات المتهالكة المركونة في شوارع العاصمة.

وما تزال حملة إزالة العشوائيات والعوائق مستمرة في معظم مديريات العاصمة وسط ارتياح شعبي كبير محققة نتائج إيجابية.

نزولات تفقدية ومحاسبة
وفي سياق سعيه لتفعيل دور المرافق الحكومية المعنية بالخدمات، نفذ لملس نزولات ميدانية تفقدية بلغت نحو 26 نزولاً، استهدف بها عدداً من المرافق والمؤسسات الخدمية، واطلع على أوضاعها وحل بعض مشكلاتها، وحث مسؤوليها وموظفيها على مضاعفة جهودهم في خدمة المواطن.
ومن خلال تلك النزولات التفقدية اكتشف وجود الكثير من الاختلالات وإهمال المسؤولين عليها، وهو الشي الذي دفعه لإيقاف بعضهم عن العمل وإحالتهم للتحقيق.

تنسيق بين عدن والمركز
وبهدف تنسيق العمل بين السلطة المحلية والمؤسسات المركزية قام المحافظ لملس بـ 14 زيارة لمقرات وزارات وهيئات ومصالح مركزية بعدن، بحث خلالها سبل التنسيق والتعاون المشترك بينها وبين السلطة المحلية بعدن.

تواصل أممي ودولي
كذلك عقد أكثر من 27 لقاءً مع مسؤولين أمميين ومدراء مكاتب مشاريع وبرامج ومنظمات أممية ودولية عاملة في العاصمة عدن، ناقش معهم الكثير من القضايا المتعلقة بأنشطة منظماتهم وتدخلاتها في القطاعات المختلفة في مديريات عدن كافة.

حضور وتدشين فعاليات
وعلى صعيد استعراض أنشطة المحافظ لملس منذ توليه مهام عمله قبل نحو أربعة أشهر من اليوم، فإن المحافظ قد حضر ودشن 25 فعالية إقامتها مؤسسات حكومية ومنظمات مجتمع مدني مختلفة، بالإضافة إلى دعمه مادياً، ورعايته لعدد من الأنشطة والفعاليات الرياضية والثقافية والمبادرات الشبابية المختلفة.
هذا باختصار حصاد نشاط وإنجازات محافظ العاصمة عدن خلال الأربعة الأشهر الماضية، أي منذ توليه مقاليد إدارة عدن، ومقارنة بالظروف التي صاحبتها وانعدام الإمكانيات يعتبر ذلك إنجازاً كبيراً يبشّر بمستقبل باهر ومُشرق للعاصمة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى