قصة قصيرة جداً.. أهازيج المطر

> جيهان عثمان

> ككل صغار الحي الشعبي المكتظ بالحياة وبكارة الوجوه الملطخة بطين الأرض ورائحة الإنسان البدائي تغزو المكان، الأقدام الضحلة بالوحل البني وبرك المطر، امرأة عجوز تطل من إحدى النوافذ الخشبية، تنادي أحفادها للعودة إلى البيت، صوت ديك الحارة الوحيد ينادي قبيل أذان المغرب، لربما رأى حينها ملاكاً طائراً!
بعض فتيات زهرات يرقصن ويهزجن بأغاني المطر: "يا رب زيده نحن عبيده" و "مطر مطر وا سيلوه"، ثم يضحكن ببراءة وطهر الطفولة ويتدافعن فيما بينهن ويقعن وسط دوائر الماء الذي خلفها المطر، وصبية الحي يركضون خلف تلك الساحرة المستديرة (كرة القدم)، ويركلونها بعشوائية ويصرخون: إن أصابت الهدف المجازي لديهم (جوووول)!.

تلك الاحتفالية الصباحية المعتادة في الحارة.
لأهازيج المطر جذور تضرب في رحم الأرض المليء ببذور حب تعتصر جوفها فتنبت أشجار ناطقة وزهور زكية، تسقى من ينابيع وعيون السماء.
وبينما تندي جبين الأرض وتتلون السماء بقوس قزح فرحاً مستبشراً بغروب شمس جميل، تغلق الجدة شباك غرفة أحفادها، وتضيء قنديل وتنام فينام العالم وتصحو نجمة تغازل وجه القمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى