قصة قصيرة.. أنت حر مش خادم

> مفضل إسماعيل مساوى

> أوقف دَرَّاجَته بشكل عشوائي، وبدت عليه ملامح غضب شديد، مشى بخطوات متسارعة، خادم..! اللعنة عليهم وعليك أيضاً قالها بنبرة حارّة غيورة بخطوات عزم وإرادة وهو يحدق في عيني صاحبه بنظرات حادة كما لو أنه أسد جائع بانت فريسته، كنت على مقربة أتابع بصمت وحيرة، للحظة تملكني الفضول لمعرفة ما سيحدث الآن مشيداً بموقف الرجل المغاير لموقف صاحبه، إذ استقبله قبل أن تستقر عجلات دراجته النارية بلهجة ملؤها الذل والاستسلام لم يعيرونا أي اهتمام يا صاحبي، يبدو أن "الخادم" ليس له نصيب هنا.

وسرعان ما ماثل باب الحجرة هدأت ثورته، واجتاحه جمود صاحبه، وبدا مطأطأ الرأس، خافض جناح الذل، نظراته لا تفارق موضع قدمه، هامساً بصوت خافت منكسر "من فضلكم الخادم بانتظار نصيبه"

تجمدتُ في مكاني فاقداً للأمل، شعرت بالخيبة واليأس والإحباط معاً، كنت قد عزمت مساندته آن ما اشتعلت شرارة ثورته تلك، لم أستوعب ذلك، للحظة وجدتني أتساءل وقد استحضرتني مقولة الفاروق الشهيرة "لماذا استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" ماذا لو شهد ابن الخطاب موقف مشابه، هل سيقول: متى استعبدتم أنفسكم وقد ولدتم أحراراً؟!

لأجدني أردد:

اسمعني يا حاتم

أنت حر مش خادم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى