سيدي الشهيد

> صالح العطفي

> تحتشم المفردات سيدي الشهيد

أخجل من حضورك فينا

أخجل من مقامك الرفيع

أي رواب من الطهر تسكن؟

وأي منزلة تعيش؟

لست في مقام يضاهي رفعتك السامقة، كي أكتب عنك

تخجل المفردات، والمعاني من ضيائك السرمدي، يا أرفع المعاني، وأصدق الكلمات

أحاول، نعم أحاول جاهداً

أقلب كتب كلماتي، لعلني أقتبس سطراً لم يدنس من زيف العبارات العابرة

أتراني قادراً أن أرسم حروفاً، كلمات، جملاً، عبارات، تعطيك صورا نابضة؟!

بالطبع لا وألف لا

أضعناك من قواميسنا، وأنت أشرف المعاني، وأنبل الكلمات

صدقت، ونحن الكاذبون

نمر على صفحات كتابك ونقلبه سريعاً، سريعاً دون فقه القراءة العميقة، تتوه قدراتنا من فيض أنهرك، ونغرق في حاشية من نهرك الصادق

نضعك في تابوت النسيان، ونموت نحن في الحياة!

وتعيش أنت وحدك فينا، لأنك تمتلك عنفوان البقاء

نحن الأموات حقاً

نلبس زيف الحياة، ونحن في تابوت الفناء

أصبنا بالعار، وأي عار أبشع في أمة أضاعت قواميس الشهداء

بأي لغة بعدئذ تتكلم؟

سيدي الشهيد.. أسير منكس الرأس، وأخجل منك كثيراً كثيراً

أدنس أرضاً رويتها بعطر دمك

يا تاج حياتنا، أضعناك، فكشفت عوراتنا

نمشي بلا هدى، لأنك أنت الطريق

ويل لأمة لم تفقه قواميس الشهداء

فانية هي.. تعيش بلا حياة وطريقها حفر متعاقبة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى