أسرة بعدن تعيش في منزل بلا سقف

> تقرير/ فردوس العلمي

> سقف بيتي حديد

ركن بيتي حجر

فاعصفي يا رياح

وانتحب يا شجر

واسبحي يا غيوم

واهطلي بالمطر

واقصفي يا رعود

لست أخشى خطر

سقف بيتي حديد

ركن بيتي حجر
المطبخ دون سقف أو باب
المطبخ دون سقف أو باب

قصيدة لميخائيل نعيمة تبث فيك الأمل والطمأنينة، وتجعلك تعيش وتنام في أمان، وتميت فيك الخوف وتشد من أزرك وتجعلك تسبح فوق الغيم لتنظر إلى المطر لا تخش سقوطه مهما اشتد ومها هاجت الرياح وتحولت إلى أعاصير فسقف بيتك حديد وركنه حجر، لكن وأنت تقف في باحة منزل أم شوقي تبحث عن السقف الحديد فلا تجد غير طربال تحركه الرياح يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً فلا يستقر إلا بالأحجار والمسامير. وقفت بذهول في منزل بلا سقف يحمي ساكنه من المطر والرياح والمتطفلين من البشر أو الحشرات والزواحف. فهذه الأسرة تعيش في منزل دون سقف وظروفها المادية التي تعيشها هذه الأسرة صعبة لم تمكنها من بناء سقف المنزل بعد أن تهدم بسبب الأمطار الأخيرة التي سقطت على مدنية عدن.

"الأيام" نزلت إلى الأسرة لنقل معاناتهم فلعل وعسى أن تجد من يتكفل ببناء سقف المنزل.

أم شوقي في العقد الرابع من العمر متزوجه ولديها ولدان وابنتان، زوجها عامل بالأجر اليومي يوماً يحصل على عمل وعشرة أيام لا. هذه الأسرة لا تملك الكثير من أساسيات الحياة، وأصغر الأبناء طفلة لم تكمل عامها الثاني وأكبرهم شاب في عشرينيات العمر. تسكن عائلة أم شوقي في غرفة ودارة (صالة) وحمام بلا باب مغطى بستارة، والغرفة لا تتجاوز مترين في ثلاثة، ضيقة ليس لديها مطبخ فأخذت من الدارة جزءاً، وعملت منه مطبخاً بلا سقف ولا جدار.

تقول أم شوقي "نعيش بالستر ورحمة ربنا، فزوجي بلا عمل وأنا مجرد ربة بيت عندي أربعة أبناء نعيش على الله، وليس لدينا دخل ثابت".
وتواصل حكايتها بوجع: "المطر هدم سقف البيت علينا، والحمد لله ربنا ستر علينا، وحالياً لا يظللنا غير ستره، وهذا الطربال الذي استعرته من جارتي".
سقف الغرفة من جهة أخرى
سقف الغرفة من جهة أخرى

تسكن أسرة أم شوقي في "كريتر" بمديرية صيرة في منزل لا تجد الكثير فيه من الأثاث الفخمة، لكن تجد عندهم الكثير من الكرامة وعزة النفس لا تجدها عند الكثير من ساكني القصور والشقق، وصدق القائل "البيت بالناس مش بالأثاث".
عائلة أم شوقي عائلة بسيطة تحاول أن تعيش على قدر ما معها، ولا تحلم بالكثير في ظل هذا الحروب والغلاء، وحسب قولها: "يا الله نجد الستر فنحن نعيش تحت خط الفقر وكرامتنا أغلي ما نملك. لا أريد شيئاً غير الستر، فبيتي مكشوف دون سقف وعندنا بنت شابة".
سقف الممر مغطى بطربال
سقف الممر مغطى بطربال

ونضيف أم شوق: "نعيش حالة قلق كبير حين تغيم السماء ونسمع صوت الرعد، فليس لنا سقف يحمينا وعندما يتساقط ونخسر القليل الذي معنا تجدنا نجرى من ركن إلى ركن حتى نحجز الماء المتساقط فوق بالأوعية والبوالد".
تقولها بوجع "تعبنا يا بنتي من الجري، نفسي أسقف بيتي، لكن العين بصيرة واليد قصيرة يا الله ندبر حق الأكل والشرب، فزوجي بلا عمل وأبنائي كذلك وعندي أطفال صغار محتاجون لكل شيء".

سقف الحمام
سقف الحمام
وترفع أم شوقي يدها إلى السماء، وتقول: "لن نخذل من رحمة الله وربي بيفرجها علينا إن شاء الله"، وتضيف: "نجد صعوبة في النوم، ونحن بلا سقف ولا نستطيع الخروج من البيت، ويعلم الله كيف نبقى أنا وأبو أولادي طول الليل. نبقى صاحين والمشكلة التي نعانيها مشكلة كبيرة، وإذا أغفلت يبقى سقف بيتي مكشوفاً، ومن السهل الدخول إليه، والحمد لله على كل حال نعيش في أمان الله وحفظه".
أرضية الغرفة اسمنتية صلبة
أرضية الغرفة اسمنتية صلبة

في ختام كل هذا الوجع همسة لفاعلي الخير، فهذه أسرة منكوبة من الأمطار ليس لديها مصدر دخل تعتمد عليه، ولا رواتب تنتظرها آخر الشهر، وصعب جداً أن تعيش هذه الأسرة بعدن وسقف بيتهم طربال لو اشتدت الريح ينقشع وتبقى فرجة للكل، وهذه رسالة إلى أهل الخير والداعمين أن ينظروا بعين الرحمة إلى هذه الأسرة. فلن يكلفكم الكثير والله سيجعلها في ميزان حسناكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى