كيف للرئيس الجديد بايدن أن يتراجع عنها؟

> "الأيام» غرفة الأخبار:

> بومبيو اتخذ قرارات متشددة بشأن اليمن وإيران وكوبا
يقود وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جهودا مكثفة لاتخاذ قرارات خلال الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، وذلك بهدف وضع المزيد من العراقيل أمام تغيرات كبيرة من المتوقع أن تُقدم عليها إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن.

وأقدم بومبيو على تبني 3 مواقف حادة فيما يتعلق بأزمة اليمن، ومستقبل العلاقات مع كوبا، وأخيرا عرقلة المسار الدبلوماسي مع إيران. فقد صنفت واشنطن قبل أيام جماعة الحوثي اليمنية ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، كما أضيفت كوبا إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأعلن بومبيو أمس الأول الثلاثاء، أن تنظيم القاعدة اتخذ من إيران ملجأ له، حيث تتوفر الحماية لأعضائه.

ووصف الوزير الأميركي إيران بأنها أصبحت "بالفعل أفغانستان الجديدة، مركزا جغرافيا رئيسا للقاعدة؛ لكنها في الواقع أسوأ"، واتهم بومبيو طهران "بالمساعدة في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001، والتي استهدفت مواقع ومباني أميركية".

وقال موقع "أكسيوس" (Axios) الإخباري إن هناك مخاوف متزايدة لدى الحزبين في الكونجرس؛ بسبب التحولات المفاجئة في سياسة إدارة ترامب الخارجية فيما تبقى لها من أيام في السلطة. ونقل الموقع عن مسؤول في فريق بايدن القول إن إدارة بايدن ستراجع كل سياسة تبنتها إدارة ترامب في الآونة الأخيرة، وستتخذ بشأنها القرار وفقا للمصلحة الوطنية.

التضييق على بايدن
صرح بومبيو عدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة أن سياسة الضغط القصوى على إيران تهدف لعرقلة تطبيع علاقاتها مع واشنطن، عبر العودة للاتفاق النووي الموقع في 2016، والذي انسحبت منه إدارة ترامب منتصف 2018.
وكان بايدن وكبار مساعديه عبروا عن رغبة في العودة للاتفاق النووي؛ لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وانتقد نائب رئيس معهد كوينسي في واشنطن، تريتا بارسي، سعي إدارة ترامب في أيامها الأخيرة لعرقلة المسار الدبلوماسي المنتظر تفعيله بين طهران وواشنطن. وغرد بارسي قائلا "هذه إدارة تبذل كل ما بوسعها لخلق صراع داخل الولايات المتحدة، وهي الآن تبذل كل ما بوسعها للتأكد من أنه لا يمكن العودة للدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران بعد مغادرة إدارة ترامب".

ويعتقد على نطاق واسع داخل الولايات المتحدة أن إدارة بايدن ستنهج سياسة مخالفة لسياسة ترامب تجاه النزاع في اليمن، وذلك بتقليل الدعم المقدم للتدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، والذي يعارضه الكثيرون في الكونجرس؛ بسبب تقارير عن انتهاكات مستمرة وخطيرة لحقوق الإنسان.
ويدفع التيار اليساري داخل الحزب الديمقراطي بقوة بايدن إلى تبني هذه السياسة تجاه الأزمة اليمنية.

الضغط على إيران
وربط خبراء بين تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية ورغبة إدارة ترامب بالتضييق غير المباشر على إيران، إذ يقول الخبير في الشؤون العسكرية، دانيال ديبتريس، إن الحكمة تغيب عن قرار واشنطن في تصنيف جماعة الحوثي ضمن التنظيمات الإرهابية.
وغرد ديبتريس قائلا "قرار واشنطن بدعم السعودية في حملتها على اليمن ضد الحوثيين أدى إلى إطالة أمد الصراع، ومنح تنظيم القاعدة مساحة أكبر للعمل، ودفع أميركا للتورط بحرب لا مصلحة لها في إطالة أمدها".
وأصدر النائب مايكل ماكول والسيناتور جيم ريش، وهما جمهوريان بارزان في لجنتي الشؤون الخارجية بمجلسي الكونجرس، بيانا مشتركا يحذران فيه من أن تصنيف الحوثيين سيكون له "تأثير مدمر على الإمدادات الغذائية في اليمن، إذا لم يرافقه التراخيص اللازمة والإعفاءات والتوجيهات المناسبة".

طموحات بومبيو السياسية
اعتبر بعض المعلقين أن أحد دوافع التحركات الدبلوماسية لبومبيو، والتي جاءت بعد التأكد من رحيل إدارة ترامب، يتعلق بالطموحات السياسية لوزير الخارجية، ففي حديث مع الجزيرة نت قال السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط، إن بومبيو يهدف من وراء الإجراءات والمواقف المتأخرة التي يتخذها إلى أن "تجعل منه مرشحا مقبولا لدى الناخبين في ولاية كنساس أولا وقبل كل شيء، وفي نهاية المطاف أن يظهر مرشحا مقبولا داخل الحزب الجمهوري على المستوى الوطني".

وكان بومبيو لسنوات عضوا في مجلس النواب عن ولاية كنساس، قبل أن ينضم إلى إدارة ترامب بداية عام 2017 مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA)، ثم وزيرا للخارجية.
ويرى السفير ديفيد ماك أن "من شأن وضع الحوثيين على قائمة الجماعات الإرهابية جعل بومبيو يبدو صارما حقا مع إيران، ووكلائها الإرهابيين المتحالفين معها".

وفيما يتعلق بإدراج كوبا ضمن لائحة الدول الراعية للإرهاب، يعتقد المسؤول الأميركي السابق أن الأمر يتعلق ببادرة تجاه الأميركيين من أصل كوبي، بمن فيهم قيادات بارزة في الحزب الجمهوري مثل السيناتور تيد كروز، والسيناتور ماركو روبيو.
وإذا أراد بومبيو السعي للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة للعام 2024، "فعليه أن ينتخب أولا في مجلس الشيوخ عن ولاية كنساس لعام 2022، أو أن يجد عملا له يعطيه مكانة بارزة ومساحة للتحرك مثل مراكز الأبحاث في واشنطن، أو الانضمام لشبكة "فوكس نيوز" (Fox News) الإخبارية" يضيف السفير ديفيد ماك.

بايدن وآليات التراجع
يملك الرئيس الأميركي سلطات واسعة في مجال السياسة الخارجية، منحها له الدستور، ومنها اتخاذ أوامر تنفيذية بدون الحاجة لموافقة الكونجرس.

وردا عن سؤال من الجزيرة نت بشأن الآليات التي يمكن لإدارة بايدن من خلالها التراجع أو إلغاء قرارات بومبيو الأخيرة، قال ديفيد ماك "الرئيس المنتخب بايدن يعرف كيف تُدار الأمور في واشنطن، إذ له خبرة طويلة في مجال السياسة الخارجية، وبمساعدة من الكونجرس الذي آلت الأغلبية في مجلسيه للديمقراطيين، يمكن أن يُغير أو يلغي ما اتخذ من سياسات".

ويرى المتحدث نفسه أن "اختيارات بايدن لأعضاء فريق السياسة الخارجية، والذي ضم أشخاصا ذوي خبرة واسعة في الخارجية ووكالات الأمن القومي، مثل جيك سوليفان، لويد أوستن، أنتوني بلينكن وليندا توماس جرينفيلد وبيل بيرنز، ستوفر له كل الآليات للتراجع عما يتخذه ترامب وبومبيو في أيامهما الأخيرة".

سياسة الأرض المحروقة
ويصف المدير التنفيذي لمركز تحليلات دول الخليج بواشنطن، جورجيو كافييرو، ما قام به ترامب وبومبيو من قرارات في الفترة الأخيرة بـ "سياسات الأرض المحروقة، التي تهدف إلى تقويض قدرة بايدن على النجاح دبلوماسيا".
ولكن كافييرو قال في حديث للجزيرة نت إنه يمكن "لوزارة خارجية بايدن أن تشطب جماعة الحوثي من قائمة المنظمات الإرهابية، وأيضا شطب كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب".

ويضيف المتحدث نفسه أنه بسبب طموحات كامالا هاريس، نائبة الرئيس بايدن، المتعلقة بالترشح لانتخابات الرئاسة لعام 2024، فقد يكون هناك تردد في التحرك تجاه كوبا؛ بسبب "رغبة هاريس في الفوز بولاية فلوريدا، وإذا كانت تتخذ مواقف ناعمة تجاه الحكومة الكوبية، فإن ذلك قد يكلفها الكثير من الدعم في تلك الولاية الرئيسة المتأرجحة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى