شجرة البان أو المعجزة "المورينجا".. أغنى نبات على وجه الأرض

> تقرير/ عبدالقوي الأشول:

> فوائد غذائية وعلاجية
فلنذهب باهتماماتنا بعيداً عن السياسة ووجع الرأس وتلك الحال التي ليس لها مستقر ولا بداية ولا نهاية، هذا ما يدفعني للتفكير أحيانا بالكتابة بنواحٍ لا تتصل بالسياسة التي أخذت كل أوقاتنا بلا طائل.
حديثي اليوم ربما يشكل فائدة للقارئ، وهو عن شجرة البان التي كنت قد عرفت خصائصها منذ سنوات وحاولت الترويج لها، بهدف زراعتها على نطاق واسع، لما لها من فوائد اقتصادية وعلاجية لا حصر لها.

لماذا شجرة البان تحديداً؟
حقيقة أدهشتني المعلومات الكثيرة التي كنت قد جمعتها عن هذه الشجرة المعجزة حيث وصل الأمر بالكثيرين إلى اعتبارها أغنى أشجار الأرض على الإطلاق من حيث مكوناتها الغذائية التي تفوق مكونات الألبان والبرتقال والجزر، إذ تحتوي على ما يزيد عن 16 نوعا من الفيتامينات العامة، ناهيك عن قدرتها العلاجية لأمراض كثيرة جداً، لذا تسمى في أمريكا الشجرة المعجزة، وفي الهند شجرة الفقراء أي المورينجا، وتختلف تسمياتها فمنهم من يطلق عليها اللبان العربي.

وهي شجرة جميلة المظهر طويلة السيقان سريعة النمو، لا تحتاج لمياه كثيرة، تنبت في المناطق الجبلية والرملية، تتحمل العطش، سريعة النمو، تخصب الأرض التي تزرع فيها، مفيدة، غذاء للإنسان والحيوان، تدر لبن المرضعات سواء من البشر أو الحيوان، وقد تغنى الشعراء قديما بجمالها وشُبهت المرأة الجميلة بتلك الشجرة، وهناك العديد من القصائد التي تشبه جمال المرأة وطول قوامها بشجرة البان جميلة المنظر زكية الرائحة تزينها في بعض فصول العام مناظر الزهور البيضاء، فيالها من شجرة عجيبة مفيدة!

ما يهمني هنا هو أن تزرع في بلادنا على نطاق واسع، فلماذا لا نزين بها شوارع مدننا وحدائقنا وجوانب منازلنا؟ فهي لا تتطلب عناية كبيرة ولا تحتاج مياها كثيرة، أما في المناطق الجبلية فهي تتكيف مع هطول المطر حتى وإن جار بها زمن الجفاف فإنها سريعا ما تعود لتثمر بعد هطول المطر بسرعة مدهشة، تصل إلى ثلاثة أمتار خلال شهر واحد.

الملفت أيضا أن أنها تستخدم كعلف للحيوان وعلاج للبشر وغذاء أيضا، إلا أن عمق الجدوى يكمن في استخراج نوع من الزيت الذي يعد الأغلى في العالم لخصائصه العلاجية الرائعة، ويصل سعر الكيلو منه إلى ستمائة ريال سعودي في حين يكون أعلى من ذلك في أوروبا بكثير.
المملكة السعودية أول البلدان العربية التي أخذت اهتمامات ملفتة بزراعتها في الساحل الغربي وهي تحقق للمزارع عائدات كبيرة، وفق ما قرأت من استطلاعات بهذا الشأن. أيضاً مصر هي من البلدان التي تعرف أهمية أشجار البان وتزرعها على نطاق واسع.

أبرز مكونات شجرة البان
تحتوي على تسعة أضعاف ما يحتويه البرتقال من فيتامين سي وأربعة أضعف ما يحتويه الفجل وثلاثة أضعاف محتويات الموز من البوتاسيوم وأربعة أضعاف ما يحتويه الحليب، لذلك تعد من أجود مصادر الغذاء لكل الماشية. وقد ذهب الكثيرون إلى أنها الشجرة المذكورة في القرآن "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغٍ للأكلين". لماذا؟ لأن زيتها يفوق زيت الزيتون جودة وفائدة للإنسان، حسب الدراسات. وهو قول ليس لدينا علم بشأنه، رغم أن الكثير من الباحثين لم يستبعدوا ذلك على اعتبار أنها الموجودة في طور سيناء. كما أن ذلك ليس ما أريد الوصول إليه في تناولي الذي يعد سطحيا من حيث دقة المعلومات العلمية حول هذه الشجرة المعجزة، إلا أن الثابت أنها من الأشجار التي لا حدود لفوائدها، فما أريد لفت الأنظار إليه هي أهمية زراعتها في بيئتنا المناسبة.

علما أن الجهة الجنوبية لجبل شمسان (جهة البحر) هي من المناطق التي ظهرت فيها الشجرة تموت في الجفاف لكنها سريعاً ما تعود للحياة عقب سقوط الأمطار وتنمو بسرعة مدهشة جداً، إذا تصل خلال شهر إلى ما يقارب ثلاثة أمتار.

وقد دلني على موقعها هذا الزميل الشيخ عمر باعزب، أحد أعيان لحج، من سكان عدن حاليا، ولديه اهتمامات واسعة النطاق في البيئة، خصوصا الأحجار الكريمة والنباتات النادرة، حيث أشار إلى جبل شمسان الذي توجد فيه هذه الشجرة الرائعة إلى جانب أشجار أخرى، وقد أشار إلى أن الرياح هي من جلبت بذورها من القرن الأفريقي إلى صدر جبل شمسان. وكثيرا ما دعا إلى تزيين الحدائق العامة بتلك الشجرة لجمالها وفوائدها التي لا حصر لها.

وقد عرفت من خلال مزارع من لحج أنه قد زرع الكثير منها في بستان مجاور لبستان الحسيني وأن الإقبال عليها واسع من قبل من يستفيدون من خصائصها العلاجية.

يذكر أن هناك طرقا بسيطة للعناية بها حتى تزيد كثافة الأغصان وبذلك تقدم للحيوانات كأفضل وأغنى أنواع الأعلاف. في حين أن الإنسان يمكنه تناولها بحكم طيب طعمها الذي يشبه البهارات المتنوعة، أما الزيت فيتم استخلاصه من ثمرها الذي يشبه قرون الأيل الطويلة التي تصل إلى 30 سنتمتر، وبداخلها حبات تشبه الفول هي التي يستمد منها الزيت بعد عصرها، كما أن أنواع أشجار البان ليست واحدة، فهناك أنواع تعطي أغصانا قاتمة وأخرى داكنة ويكون ثمرها مختلفا إلا أن الخصائص واحدة.

فوائد البان العلاجية
- علاج للسكر، ولكن بدون استخدام معها علاج السكر الصناعي.

- مضادة للفيروسات، مقوية للمناعة، مخفضة للضغط.

- تكافح مرض الزهايمر.

- غنية جدا بالفيتامينات والبروتينات.

- غنية بالكالسيوم والمغنسيوم والزنك.

- مفيدة لهشاشة العظام.

- مقوية للأسنان.

- تخفض الكرستول.

- تحمي القلب.

- مفيدة للدورة الشهرية غير المنتظمة عند المرأة.

- تقوي الذاكرة.

- تحمي وتعالج الإسهالات.

- مدرة للبول.

ويباع مستحضرها مكملا غذائيا في الصيدليات يعرف بالمورينجا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى