ضاعت (كيلة) الزمن الجميل في (ثمينة) الزمن القبيح ..!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
* بين النظام والفوضى خيط رفيع يفصل بين الغث والسمين ، وبين المعقول واللا معقول خيط آخر يفصل بين الحرية الشخصية وعدم إلحاق الأذى بحقوق الآخرين .. هذا استهلال يعكس الجدل المتراكم في (الجنوب) حول قضية رياضية خطيرة ، تتعلق بتوصيف وتصنيف لاعبي الزمن الجميل، وقضية من يحق له الدخول في نطاق ومدى لاعبي الزمن الجميل ، حيث كانت الكرة الجنوبية ملأى بعباقرة الساحرة المستديرة ، قضية شائكة ومعقدة ، الخوض في تفاصيلها يفتح على صاحبها بوابة جهنم ، لكن لا بأس من (الكي) بالكلمات ، فربما نصل إلى معيار ومقياس يحددان من يستحق أن يستظل تحت شجرة الزمن الجميل بعيداً عن المظليين القادمين من الزمن القبيح.

* تحول مصطلح الزمن الجميل إلى (موضة) يمارسها اللاعب النطيحة واللاعب المتردية وما بقي من فضلات السبع وهي (موضة) أصبحت عنواناً للتسول والشحت والرزق يحب الخفية ، كل فريق يشتاق للمندي والعسل ومصاريف الجيب ، أطلق على لاعبيه فريق الزمن الجميل ، دون احترام لحقب تاريخية ، كان لها عباقرتها ومبدعيها ولاعبيها ، وهم بالطبع خارج النص ، وهذا ما دفع مؤسسة "الأيام" إلى تصنيفهم على أنهم (رواد) فوق مستوى المقارنات والمفاضلات ، لأن أجيال الخمسينات والستينات والسبعينات عينة خارقة تأبطت الجمل بما حمل .. لهذا يمكن التركيز حالياً على لاعبي ما بعد السبعينات ونهاية التسعينات ، لوضع إطار أخلاقي يحميهم من فوضوية أجيال ما بعد التسعينات.

* قلت رأيي بوضوح في هذا المصطلح الفضفاض الذي يبخس لاعبي الزمن الجميل حقوقهم ، وتمنح على طبق من (مندي) للاعبي الزمن القبيح الذين سودوا وجه زمن كرتنا الجنوبية الجميلة ، وأكثر ما أحزنني هو أن بعض اللاعبين ممن يُصنفون على جيل الزمن الجميل مرمطوا بتاريخهم في مباريات صغيرة مشبوهة الأهداف و(مسيسة) دعائياً قدرت تاريخ كل لاعب بثلاثين ألف ريال (يا حراجاه يا رواجاه) ، وهو بهذا الفعل ألغى الحدود بين لاعب تتغنى بتاريخه الملايين، و آخر كسيح بلا تاريخ يركض من حافة إلى حافة مقابل ملاليم .. المشكلة أن فوضوية هذا المصطلح الغريب الذي فتح نافذة دخول لاعبين لا تاريخ كروي لهم على البحري انتقلت عدواها إلى الجهات الرسمية التي مارست تعتيماً على لاعبين يمتلكون كل رصيد وشروط ومقاييس الزمن الجميل، وأسقطت مشروع الفوضى على لاعبين من الزمن القبيح ، بمقياس الولاءات و(دعممة) الفيس والواتس.

* لقد تألمت للطريقة العشوائية التي تُغيب المقاييس والمعايير وتسقط حق لاعبين دوليين (أكلوهم لحماً ورموهم عظماً) ، إما بدافع (الغيرة) العمياء ، أو لأن الجهلة ، الذين يجلسون في سدة الأندية والاتحادات هم الخصم والحكم، وعندما يصرخ لاعب كبير من وزن (نور الدين عبد الغني) ويقول : أوقفوا هذه المهازل حري بنا أن نضع حداً للعبث بمصطلح الزمن الجميل، وكفانا وكفاكم العبث بالمسميات وأرقام التاريخ وخريطة جغرافيا النجوم.

* وطالما وقد بلغت قلوب الأجيال التي تنتمي للزمن الجميل الحناجر فلا بأس من وضع معالجات تضع الضوابط بين اللاعب الذي خدم الجنوب محلياً ودولياً ، وبين اللاعب الذي خان الأمانة فعمى كرة ذلك الزمن بحجة تكحيلها ، أقترح أن يتم تشكيل نقابة أو جمعية تعنى بحل هذه الإشكالية من خلال تقديم لائحة واضحة تحدد شروط ومعايير ومقاييس من يحق لهم الانتماء للزمن الجميل ، من بينها حضوره الدولي ، وتأثيره محلياً وإنجازاته الداخلية ، وسنوات الخدمة الكروية ، وأخلاقه في الملاعب ، ومدى حضوره جماهيرياً وشعبياً ، وبهذا العمل نستطيع توصيف اللاعبين وحصرهم جيلاً بعد جيل ، دون أن يجد لاعبو الزمن القبيح فرصة للتسلل إلى منطقة محرمة عليهم.

* من حق اللاعبين الذين اعتزلوا ولا تنطبق عليهم معايير الزمن الجميل أن يلعبوا حتى في المريخ ، ولهم أيضاً أن يقيموا (مهرجانات شحت وتسول) لكن بعيداً عن مصطلح الزمن الجميل ، ممكن تكون المسميات معتادة : قدامى عدن ، قدامى لحج ، قدامى أبين ، قدامى شبوة ، قدامى حضرموت ، قدامى (شلوك الجن) ، قدامى (الشيطان) ، وغير هذه المسميات فأنتم تسيؤون لزمن أجيال متعاقبة لا تُتاجر بسمعتها وعراقتها بثلاثين ألف ريال أو يزيد.

* نعم يمكننا وضع مشروع جديد يقنن من استهلاك شعار (الزمن الجميل) ، الذي بات على كل لسان ، شأنه شأن مفردة (الكابتن) ، التي أصبحت تطلق على الزبال والطبال والخباز والعجل المنفوخ ، ومقيمي المباريات المشبوهة ، التي تضع (بيض الزمن الجميل مع أحجار الزمن القبيح في سلة واحدة) ، ويا أيها القدامى الدوليون المحترمون : لا تسكبوا على ثوب زمنكم الأبيض الجميل حبر الشحت والتسول والاستجداء أمام (ملاليم) سياسي لا يسوى بصلة ، كما يفعل بعضكم اليوم للأسف الشديد ..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى