12 طنا إنتاجية كل فدان.. زراعة البصل تزدهر في أبين وتغطي الاحتياج المحلي

> تقرير/عبدالله الظبي :

> طرق بدائية مستخدمة لجني المحاصيل
كثير هو الحديث الذي سردناه عن قيمة محافظة أبين الزراعية، لكن لايزال قاصراً عن التوصيف الكمي الحقيقي لتلك المنطقة ذات الخصوبة العالية جداً والتنوع الجغرافي المناخي الذي سمح لها بإنتاج أصناف متنوعة من المحاصيل الزراعية لسد احتياجها وما جاورها من المدن، بل التصدير للخارج، ومن تلك الأصناف محصول البصل الذي لا يمكن الاستغناء عنه طوال العام لما له من فوائد متعددة جعلته مكوناً أساسياً لمعظم الأكلات من مختلف مطابخ العالم إن لم يكن جميعها.

المزارعون هنا يتسابقون في جمع محصول البصل الذي تمت زراعته منذ فترة في مناطق دلتا أبين الخصبة، خاصة نوع "البافطيم" المتميز بمقاومته للأمراض وقلة ازدواجه في الأبصال كما أنه قليل التزهير، فهذا النوع من البصل ذو اللون الأحمر كروي الشكل يمكن خزنه لفترات طويلة على عكس بعض الأنواع الأخرى التي تتعرض للتلف إذا ما خُزِنت.

ويوضح المزارعون أن خلال الخمس السنوات الأخيرة توسعت مساحات زراعة البصل والبافطيم بالذات وزيادة طلب المزارعين على بذوره، إذ إنه واحد من أهم محاصيل التصدير التي تدر مردوداً جيداً للمزارعين، كذلك لكونه نبات ثنائي الحول، أي أنه يتم دورة حياته في أقل من عامين فهو ينمو خضرياً في العالم الأول من زراعته وتتكون حينها البصلة، ثم في العام الثاني من الزراعة ينمو البصل خضرياً ثم زهرياً وتتكون البذرة. كما يتميز البصل عن باقي المحاصيل الزراعية بقابلية زراعته في جميع المناطق تقريباً.

المزارع فهد صالح عبدربه أشار إلى أن عملية حصاد البصل مازالت تجري بقطف يدوية، حيث يتشارك في العمل الرجال والنساء، وذلك بعد وصول المحصول إلى النضج الكامل.
وأوضح: "نعرف أن المحصول نضج عندما تجف 50 % من الأوراق وتتهدل، كما ينقطع التواصل بين الساق الكاذبة ورأس البصل فينثني الساق بسهولة ويكون ملمسه إسفنجياً".

وقال عبدربه إن المزارع يتوقف عن ري المحصول قبل القلع بـ 20 يوماً على الأقل، "بعدها يأتي دور العمال الذين يقومون بقلع النبات ونقله للتجفيف، ومن ثم يزيلون الأوراق عن عنق البصلة ويفرزون المحصول، حيث يتم استبعاد أي بصلة تالفة أو مزدوجة قبل التعبئة في أكياس شبكية بأوزان مختلفة تمهيداً لنقله إلى المخازن أو التجار أو لميناء التصدير".

وتعود بدايات زراعة البصل في أبين إلى سبعينيات القرن العشرين، حيث كان يزرع حينها كبصل أخضر فقط، ذلك أن مناطق دلتا أبين كانت تخضع لخطة زراعية مركزية توزع من خلالها المحاصيل الأساسية على الأراضي الزراعية وفقاً لمبدأ الدورة الزراعية وتبادل المحاصيل. ثم بفضل مركز البحوث الزراعية بدأت تنتشر زراعة البصل المجفف لكن بشكل خجول، إذ إن بلادنا حينها كانت تعتمد على الاستيراد من الخارج، لكن بعد عام 2007م تدخل مركز البحوث ومركز الإرشاد الزراعي بإقامة بعض الحقول الإيضاحية في أراضي المزارعين وتوعيتهم وتدريبهم على تطبيق بعض التقنيات والعمليات الزراعية وفقاً لمخرجات البحوث وتعرفيهم على طرق مكافحة الآفات والأمراض التي تصيب البصل الذي زُرع عقبها في مساحات لا بأس بها مقارنة بالفترة السابقة.

خلال هذا الموسم، وحسب أحد المهندسين الزراعيين، تدخلت منظمة كير الدولية بدعم أكثر من 500 مزارع ببذور البصل والطماطم، والمعدات الزراعية، كما كلفت حوالي 28 مرشداً زراعياً بمتابعة نشاط المزارعين وتوعيتهم وحثهم على تطبيق للعمليات الجراحية الزراعية الصحيحة الموصى بها من قبل مركز أبحاث الكود، وكانت النتيجة أن وصلت إنتاجية الفدان الواحد إلى أكثر من 12 طناً من البصل، حيث نجحت جهود إدارة الزراعة والإرشاد والإشراف على الحقول المدعومة التي كانت نسبة النجاح فيها 95 % هذا العام.

م. نبيل أحمد علي، من مركز الإرشاد الزراعي، أكد تلقيهم بذوراً من منظمة كير لدعم المزارعين، مشيراً إلى أن زراعة البصل تمت في مزارع عدد من المواطنين، "بدأت العملية تاريخ 24 سبتمبر، وها نحن الآن وصلنا إلى مرحلة الحصاد بنجاح".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى