لاعبو المنتخب المدرسي يحملون مشاعل الفرح ويهدون إنجازهم لأبين

> عصام علي محمد

> * في الغالب يأتي النبأ السار كالهزة الكهربائية .. هذا ما أحسست به فور رجحان ركلات الترجيح التي تبسم الحظ فيها للاعبي منتخب أبين المدرسي .. إنه إحساس مشترك جمعني وغيري ، وترددت بقلوبنا وعقولنا في آن واحد .. إنهم شباب وقفوا على منصات المجد وطرقوه بأطراف قوية نرى فيه أملاً مرجّى في المستقبل القريب .. ولقد لزم علينا الآن أن نمد أكفنا بالتهنئة إلى كل تلك العقول التي خططت بأقلام الإدارة، وكذا الأقدام التي نالت شرف المنافسة في بطولة كأس الرئيس لمنتخبات المدارس الثانوية التي أشرف عليها اتحاد كرة قدم عدن ، وظفر بها نجوم أبين الأبطال ، باستحقاق للمرة الثانية بعد شوطين متكافئين من الندية ، أمام تألق نجوم منتخب عدن .. وللحقيقة فإن هذا الفوز هو تأكيد صريح على أن أبين تتنفس كرة قدم فأينما استوقفت بصرك ستجد من تتقن أطراف أقدامه مداعبة المستديرة الساحرة بوجوه شاحبة وربما بأسمال بالية.

* لقد اعتدنا في كل محفل رياضي أو سياسي أو اجتماعي أو ثقافي فني ، أن تكون فيه عدن وأبين هما كفتا الميزان ، وتكون (لحج) الشقيقة الثالثة هي رمانة أو (فاكهة) ميزان تلك المناسبة، وقد جرت على نسق هذا الثالوث المتنوع معظم مناسباتنا منذ زمن تجاوزت مدته عُمر إنسان .. وبالتنوع المتحضر الذي تقدمه عدن ، مع كل ترحيب واستضافة حدث رياضي أو اجتماعي ، تبرز ثمّة نماذج كفؤة للإدارة ، فلا بد أن تترافق هذه النماذج مع بروز نجوم تحاول أن تشعّ ببصيص أمل يأتي من خلف غيوم سوداء لبدت سماء الرياضة وأرضها المستطيلة بغموم لا حصر لها أجبرت نجوماً كثر على الخفوت والمغادرة بصمت لكن الجميع يلمح بعين ثاقبة حضوراً ودعماً لتوالي اللقاءات الرياضية وتنوع منافساتها فلا بد من تسجيل إعجاب بكل تلك العقول التي تصر على دوران كرة القدم في ملاعبنا متحدية كل الظروف الصعبة المحيطة، لكن الجميع يعلم أنها ملاذ آمن لنا جميعاً دون استثناء.

* أثر الحضور لشباب أبين من رياضيين أو مشجعين محبين لكرة القدم برجالها وشبابها ، وحتى بالأثر الطيب الذي تخطه النساء ، هكذا تُصنع أفراح بشباب وأبناء أبين عامة ، وإن قلت تلك الأفراح، لكن تفاصيلها تُحفظ في تلافيف ذاكرة الزمان أو المكان المشهود بمحافل حضور أبين المحافظة أو الإنسان .. وليس بخافٍ كمية الضغوطات التي تعرضت لها محافظة أبين منذ تسعينيات القرن الماضي ، لكن تطويع تلك الحالات الصلبة من الضغوطات النفسية والمجتمعية ، والتي تسببها تلك الحوادث الإنسانية تبرز معها قدرات بعزائم فولاذية تتحول أمامها صلابة تلك المشكلات والأزمات والحوادث إلى حالات سائلة تتعامل معها الأسر والأفراد ضمن السياق اليومي يجد له فيها متسعاً من السعادة يمارس فيها أشكالاً من التعليقات الساخرة من تلكم الأحداث ، التي تحاصر شأنهم كله لكنها لم تستطع أن تكسر طموحاتهم ، أو تقلل من نسبة تفاؤلهم بالقادم الذي تصنعه عزائم الرجال وصبر النساء وإصرار الشباب من أبناء هذه المحافظة.

* العثور على الفرح أو إيجاد الخرائط الموصلة إليه هي مهمة خاصة يبذل فيها شباب أبين جهداً تصاحبه عزيمة وتسبقه غاية تصدير الفرح إلى كل الوجوه العابسة بفعل الحرب ومكائد السياسيين ، الذين دنسوا بأفعالهم المشينة ، طهارة قلوب الرياضيين المؤلفة على المتعة والتلذذ بشرف المنافسة ، والاستمتاع بسلام الأحضان ، عقب كل نزال والفاصل خط التماس بين الحالتين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى