رجال في ذاكرة التاريخ: حسن بن حسينون.. دخل التاريخ مجاهداً وطنياً وكاتباً شجاعاً
> نجيب محمد يابلي
> حضرموت، مساحتها 155.376 كيلو متراً مربعاً، وتقع على ساحل البحر العربي شرقي عدن واليمن والمقاطعات الجنوبية، يحدها من الشرق سيحوت وبلاد المهرة ومن الغرب خط يبتدئ من شرق بئر علي، ويمتد على انحراف نحو الغرب إلى غرب وادي عرمة وشبوة، فالعبر ويحدها من الشمال الربع الخالي ومن الجنوب بحر العرب.
حكمت حضرموت قبل استقلال الجنوب في نوفمبر 1967م السلطنتان القعيطية والكثيرية، عاصمة الأولى المكلا وعاصمة الثانية سيئون.
انتسبت أسرة بن حسينون إلى لواء المكلا التي شملت مقاطعات غيل باوزير وشحير وروكب والحرشيات وفوة وبروم، وتقع في هذا اللواء قبائل العوابثة والوكابرة والمحمديين وآل الحيق والشعاملة والعمارنة والحامديين وآل بهيش.
المصدر "معالم الجزيرة" للأستاذ: سعيد عوض باوزير، ص 234
الميلاد والنشأة
حسن عبود أبوبكر بن حسينون من مواليد غيل بن يمين، لواء المكلا، السلطنة القعيطية الحضرمية عام 1948م، والتحق بمدرسة أبناء البادية التابعة لجيش البادية الحضرمي وتخرج منها 1959م، ومن تحصيل الحاصل أنه حتى ذلك الزمن لم تكن هناك مدرسة متوسطة أو ثانوية، بل كانت هناك العطرة الذكر المدرسة المتوسطة في غيل باوزير التي درست فيها قامات حضرمية سامقة، وفي عام 1965م تم افتتاح ثانوية المكلا وابتعثت السلطنتان القعيطية والكثيرية عدداً كبيراً من الطلاب للدراسة في السودان وعدن.
بن حسينون يدرس اللغة الإنجليزية
يلاحظ من خلال سيرة الراحل الكبير حسن بن حسينون أنه كان طموحاً وتواقاً للتحصيل والتأهيل، ومن ذلك اتجاهه إلى المكلا لدراسة اللغة الإنجليزية بمعهد الأستاذ محمد سالم باشريف لمدة ثلاث سنوات، ولم يكتف بذلك، فالتحق بالمعهد الصحي لدراسة التمريض وحصل على دبلوم ليصبح مساعداً صحياً وأهله ذلك للعمل في مجال المختبرات بمستشفى جلالة الملكة إليزابيث الثانية في خور مكسر بعدن (مستشفى الجمهورية حالياً) خلال الفترة 1965 - 1967م، وخلالها حصل على دورة في علوم المختبرات بلندن.
بن حسينون بين لندن وبودابست
كان من حسن طالع بن حسينون أن ابتعث لدراسة المختبرات في عاصمتين ساحرتين: لندن، عاصمة بريطانيا، وبودابست عاصمة المجر، واتسعت مداركه ومعارفه في علوم المختبرات.
بن حسينون وشغف في العلوم السياسية والاجتماعية
وجد بن حسينون نفسه على مدرج الدراسة الجامعية طيلة أربع سنوات في العلوم السياسية والاجتماعية ليواصل بعد ذلك عمله العسكري ويرتقي من رتبة إلى رتبة حتى وصل إلى رتبة "عميد" حتى إحالته للتقاعد.
مزرعة بن حسينون تنافس أكبر المزارع
تفرغ حسن بن حسينون لمزرعة بيته بخور مكسر (عدن)، وأبلى بلاء حسناً في مزرعته وبذل جهداً جباراً في صنع ملحمة زراعية أهلت مزرعته لخوض منافسة مع مزارع كبيرة أدخلته التاريخ بالمنتج الزراعي كماً ونوعاً.
بن حسينون يدخل التاريخ برفقة هشام باشراحيل
تضيف "الأيام" (مرجع سابق): وبهذا القدر من الدراسة والعمل المتواصل في تلك المجالات ازداد حب وشغف حسن بن حسينون للكتابة وقول كلمة الحق بشأن معاناة الشعب وخاصة بعد وحدة 22 مايو 1995م، حيث كرس مقالاته في التعبير عن رأيه حول ما يتعرض له الجنوب أرضاً وإنساناً وللمطالبة بتغيير هذا الواقع المظلم مما دفع بسلطات صنعاء، حيث أحالته للمحاكمة إلى جانب ناشر صحيفة "الأيام" الفقيد هشام باشراحيل، حيث وصف الراحل الكبير عبدالله الأصنج رحيل هشام بأنه مات كمداً يوم السبت 16 يونيو 2012م.
إنها شهادة للتاريخ كان حسن بن حسينون في مقدمة المعتصمين والمرابطين أمام مبنى "الأيام" أو في الساحات العامة، بل مع جمهور محبي "الأيام" ورجلها هشام باشراحيل، الذين رابطوا معه في كل جلسات محاكمته.
بن حسينون في رثاء سعيد النوبان
ساد الحزن في أوساطنا وقلوبنا يوم الجمعة 25 يونيو 2004م عندما نعى الناعي وفاة الرجل الكبير د. سعيد عبد الخير النوبان، ونشرت "الأيام" في عددها الصادر يوم الأربعاء 30 يونيو 2004م ثلاثة مواضيع في رثاء الراحل الكبير النوبان، حيث كتب الرئيس علي ناصر محمد موضوعاً عنوانه "فقيد الوطن د. سعيد بن الخير النوبان"، وكتب محمد سالم قطن موضوعاً عنوانه "النوبان الرائد الذي رحل"، فيما كتب حسن بن حسينون الموضوع الأكبر وعنوانه "سعيد النوبان التربوي القدير والزاهد المتواضع الذي فقدناه"، جاء فيه:
"فقدت مدينة الشحر وأهلها واليمن عموماً أحد الرموز الكبار في مجال الثقافة والتربية والتعليم سعيد عبد الخير النوبان مثلما فقدنا من قبله العظماء من رجال مدينة الشحر أمثال الأديب والكاتب المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف والشاعر الغنائي الموهوب حسين أبوبكر المحضار، وشكل الاثنان في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ثنائياً فريداً من نوعه لم تشهد المدينة مثيلاً له من قبل"
يمضي بن حسينون في حصر مناقب الرجل من مؤهلات أكاديمية بدءاً من البكالوريوس حتى الدكتوراه والمناصب التي تقلدها والأبحاث التي قدمها، وكل ذلك كان كفيلاً بأن يجعل طاؤوساً، لكنه تواضع إلى درجة لا تصدق، ومن ذلك أحد حرس الرئاسة رفض أن يسمح له بالمرور باعتباره V.I.P، وتكمن أهميته بأنه كان وزيراً للتربية والتعليم، وقامت الدنيا ولم تقعد والدكتور النوبات يبتسم ساخراً لحال الزمان.
رحيل المجاهد الوطني حسن بن حسينون
نشرت "الأيام" في العدد 6967 الصادر يوم السبت الموافق 14 نوفمبر 2020 مانشيت العريض "رحيل المجاهد الوطني حسن بن حسينون" ونص الخبر:
"تبادل العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والكوادر الصحفية والإعلامية الجنوبية على مواقع التواصل الاجتماعي التعازي برحيل الإنسان والكاتب والسياسي والقيادي المخضرم الفقيد حسن بن حسينون الذي وافاه الأجل الأربعاء الماضي 11 مارس 2020 في مسقط رأسه مدينة غيل بن يمين بمحافظة حضرموت عن عمر ناهز 72 عاماً".
راحلناً وحبيبنا حسن بن حسينون متزوج ولديه (6) أبناء جميعهم خريجون جامعيون، واختتمت "الأيام" الخبر الحزين: وبرحيل الكاتب حسن بن حسينون تتقدم أسرة تحرير "الأيام" بصادق العزاء والمواساة إلى أبنائه وأفراد أسرته وأصدقائه ومحبيه، سائلين المولى عز وجل أن يلهم الجميع الصبر والسلوان ويتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة، إنا لله وإنا إليه راجعون.
حكمت حضرموت قبل استقلال الجنوب في نوفمبر 1967م السلطنتان القعيطية والكثيرية، عاصمة الأولى المكلا وعاصمة الثانية سيئون.
انتسبت أسرة بن حسينون إلى لواء المكلا التي شملت مقاطعات غيل باوزير وشحير وروكب والحرشيات وفوة وبروم، وتقع في هذا اللواء قبائل العوابثة والوكابرة والمحمديين وآل الحيق والشعاملة والعمارنة والحامديين وآل بهيش.
المصدر "معالم الجزيرة" للأستاذ: سعيد عوض باوزير، ص 234
الميلاد والنشأة
حسن عبود أبوبكر بن حسينون من مواليد غيل بن يمين، لواء المكلا، السلطنة القعيطية الحضرمية عام 1948م، والتحق بمدرسة أبناء البادية التابعة لجيش البادية الحضرمي وتخرج منها 1959م، ومن تحصيل الحاصل أنه حتى ذلك الزمن لم تكن هناك مدرسة متوسطة أو ثانوية، بل كانت هناك العطرة الذكر المدرسة المتوسطة في غيل باوزير التي درست فيها قامات حضرمية سامقة، وفي عام 1965م تم افتتاح ثانوية المكلا وابتعثت السلطنتان القعيطية والكثيرية عدداً كبيراً من الطلاب للدراسة في السودان وعدن.
بن حسينون يدرس اللغة الإنجليزية
يلاحظ من خلال سيرة الراحل الكبير حسن بن حسينون أنه كان طموحاً وتواقاً للتحصيل والتأهيل، ومن ذلك اتجاهه إلى المكلا لدراسة اللغة الإنجليزية بمعهد الأستاذ محمد سالم باشريف لمدة ثلاث سنوات، ولم يكتف بذلك، فالتحق بالمعهد الصحي لدراسة التمريض وحصل على دبلوم ليصبح مساعداً صحياً وأهله ذلك للعمل في مجال المختبرات بمستشفى جلالة الملكة إليزابيث الثانية في خور مكسر بعدن (مستشفى الجمهورية حالياً) خلال الفترة 1965 - 1967م، وخلالها حصل على دورة في علوم المختبرات بلندن.
بن حسينون بين لندن وبودابست
كان من حسن طالع بن حسينون أن ابتعث لدراسة المختبرات في عاصمتين ساحرتين: لندن، عاصمة بريطانيا، وبودابست عاصمة المجر، واتسعت مداركه ومعارفه في علوم المختبرات.
بن حسينون وشغف في العلوم السياسية والاجتماعية
وجد بن حسينون نفسه على مدرج الدراسة الجامعية طيلة أربع سنوات في العلوم السياسية والاجتماعية ليواصل بعد ذلك عمله العسكري ويرتقي من رتبة إلى رتبة حتى وصل إلى رتبة "عميد" حتى إحالته للتقاعد.
مزرعة بن حسينون تنافس أكبر المزارع
تفرغ حسن بن حسينون لمزرعة بيته بخور مكسر (عدن)، وأبلى بلاء حسناً في مزرعته وبذل جهداً جباراً في صنع ملحمة زراعية أهلت مزرعته لخوض منافسة مع مزارع كبيرة أدخلته التاريخ بالمنتج الزراعي كماً ونوعاً.
بن حسينون يدخل التاريخ برفقة هشام باشراحيل
تضيف "الأيام" (مرجع سابق): وبهذا القدر من الدراسة والعمل المتواصل في تلك المجالات ازداد حب وشغف حسن بن حسينون للكتابة وقول كلمة الحق بشأن معاناة الشعب وخاصة بعد وحدة 22 مايو 1995م، حيث كرس مقالاته في التعبير عن رأيه حول ما يتعرض له الجنوب أرضاً وإنساناً وللمطالبة بتغيير هذا الواقع المظلم مما دفع بسلطات صنعاء، حيث أحالته للمحاكمة إلى جانب ناشر صحيفة "الأيام" الفقيد هشام باشراحيل، حيث وصف الراحل الكبير عبدالله الأصنج رحيل هشام بأنه مات كمداً يوم السبت 16 يونيو 2012م.
إنها شهادة للتاريخ كان حسن بن حسينون في مقدمة المعتصمين والمرابطين أمام مبنى "الأيام" أو في الساحات العامة، بل مع جمهور محبي "الأيام" ورجلها هشام باشراحيل، الذين رابطوا معه في كل جلسات محاكمته.
بن حسينون في رثاء سعيد النوبان
ساد الحزن في أوساطنا وقلوبنا يوم الجمعة 25 يونيو 2004م عندما نعى الناعي وفاة الرجل الكبير د. سعيد عبد الخير النوبان، ونشرت "الأيام" في عددها الصادر يوم الأربعاء 30 يونيو 2004م ثلاثة مواضيع في رثاء الراحل الكبير النوبان، حيث كتب الرئيس علي ناصر محمد موضوعاً عنوانه "فقيد الوطن د. سعيد بن الخير النوبان"، وكتب محمد سالم قطن موضوعاً عنوانه "النوبان الرائد الذي رحل"، فيما كتب حسن بن حسينون الموضوع الأكبر وعنوانه "سعيد النوبان التربوي القدير والزاهد المتواضع الذي فقدناه"، جاء فيه:
"فقدت مدينة الشحر وأهلها واليمن عموماً أحد الرموز الكبار في مجال الثقافة والتربية والتعليم سعيد عبد الخير النوبان مثلما فقدنا من قبله العظماء من رجال مدينة الشحر أمثال الأديب والكاتب المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف والشاعر الغنائي الموهوب حسين أبوبكر المحضار، وشكل الاثنان في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ثنائياً فريداً من نوعه لم تشهد المدينة مثيلاً له من قبل"
يمضي بن حسينون في حصر مناقب الرجل من مؤهلات أكاديمية بدءاً من البكالوريوس حتى الدكتوراه والمناصب التي تقلدها والأبحاث التي قدمها، وكل ذلك كان كفيلاً بأن يجعل طاؤوساً، لكنه تواضع إلى درجة لا تصدق، ومن ذلك أحد حرس الرئاسة رفض أن يسمح له بالمرور باعتباره V.I.P، وتكمن أهميته بأنه كان وزيراً للتربية والتعليم، وقامت الدنيا ولم تقعد والدكتور النوبات يبتسم ساخراً لحال الزمان.
رحيل المجاهد الوطني حسن بن حسينون
نشرت "الأيام" في العدد 6967 الصادر يوم السبت الموافق 14 نوفمبر 2020 مانشيت العريض "رحيل المجاهد الوطني حسن بن حسينون" ونص الخبر:
"تبادل العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والكوادر الصحفية والإعلامية الجنوبية على مواقع التواصل الاجتماعي التعازي برحيل الإنسان والكاتب والسياسي والقيادي المخضرم الفقيد حسن بن حسينون الذي وافاه الأجل الأربعاء الماضي 11 مارس 2020 في مسقط رأسه مدينة غيل بن يمين بمحافظة حضرموت عن عمر ناهز 72 عاماً".
راحلناً وحبيبنا حسن بن حسينون متزوج ولديه (6) أبناء جميعهم خريجون جامعيون، واختتمت "الأيام" الخبر الحزين: وبرحيل الكاتب حسن بن حسينون تتقدم أسرة تحرير "الأيام" بصادق العزاء والمواساة إلى أبنائه وأفراد أسرته وأصدقائه ومحبيه، سائلين المولى عز وجل أن يلهم الجميع الصبر والسلوان ويتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة، إنا لله وإنا إليه راجعون.
