مركز دراسات: سياسة أمريكا الجديدة تشجع الحوثيين على إطالة الحرب

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
مركز أبعاد: المساعي الأمريكية لإنهاء حرب اليمن بمبرر الأزمة الإنسانية "خيار غير معقول"
ضغط واشنطن على الرياض قد يدفع لاتفاق مع الحوثيين يعالج مخاوف المملكة الأمنية
> اعتبر مركز دراسات يمني أن السياسة الأمريكية الحالية تسهم في إطالة أمد الحرب باليمن "لأنها تعزز مواقع الانقلابيين الحوثيين على حساب الحكومة الشرعية والمملكة العربية السعودية كقائدة للتحالف العربي في اليمن"، وذلك إثر توفير السياسة الأمريكية للمناخ المناسب لاستمرار فتيل الأزمة واستمرار الصراع المسلح في اليمن.

وقال مركز "أبعاد" للدراسات والبحوث في تقرير أصدره نهاية الأسبوع المنصرم نشرته صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن أمس الأحد إن سياسة الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن لن يكون لها تأثير على المعارك ضد الحوثيين في اليمن "لكنه يشجع الجماعة الحوثية المسلحة على استمرار جهود الحرب".

وأضاف أن الإدارة الأمريكية "تعتقد أن إنهاء حرب اليمن، بغض النظر عن نتائجه المستقبلية، سيخفف من الانتقادات التي تواجهها داخلياً وخارجياً بالتخلي عن المنطقة، كما أنها بؤرة صراع ترى أن من السهل إنهاؤها".

وذكر في تقريره الموسوم "تأثير استراتيجية بايدن على حرب اليمن" أن هذا الاعتقاد الأمريكي أسفر عن صدور العديد من القرارات الأمريكية التنفيذية المتعلقة بالشأن اليمني بشكل غير مسبوق، وضمن أولويات رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، أعلنها في أول خطابه الرئاسي.

وأوضح التقرير أن سعي الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب في اليمن بمبرر إنهاء الأزمة الإنسانية وتأمين السعودية ودول المنطقة يعد "خيارا غير معقول" في حال يعني تسليم حكم اليمن لجماعة الحوثي، وصناعة حزب الله آخر في اليمن.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية "إذا تركت اليمن للحوثيين والحرس الثوري الإيراني فسيعني ذلك انتقال الولايات المتحدة ودول الخليج بسرعة من مشكلة سيئة إلى شيء أسوأ بكثير".

وأضاف التقرير أن "الولايات المتحدة أزالت بالفعل أي أوراق ضغط على الحوثيين وأضعفت خصومهم (التحالف العربي) من خلال القرارات الجديدة ضد التحالف. لذلك ليس لدى الحوثيين حافز كبير للتفاوض من أجل السلام لأن القتال لفترة أطول قد يزيد من نفوذهم في المحادثات المستقبلية".

وأكد أن تحركات مبعوث الإدارة الأمريكية إلى اليمن تيم ليندر كينج منذ تعيينه مطلع الشهر الجاري "تسعى لبناء دور خاص للولايات المتحدة لصناعة نهاية سريعة للحرب في اليمن، لكنه سيحتاج إلى تجنب الظهور بشكل مباشر لأسباب متعلقة بفقدان ثقة الأطراف المحليين، لذلك قد يلجأ للأمم المتحدة".

وأوضح أن "الضغط الأمريكي على السعودية مع الأزمات الاقتصادية والسياسية الأخرى قد يدفع الرياض إلى إبرام اتفاق مع الحوثيين يعالج بالكاد المخاوف الأمنية الرئيسية للسعودية لكنه في الواقع سيعني تسليم السلطة إلى سلطة الأمر الواقع الحوثية في صنعاء".

وقال إن أي "صفقة لإبقاء الحوثيين في السلطة لن تكون موضع ترحيب من اليمنيين" وإن محاولة دفع "الأطراف اليمنية إلى اتفاق مع الحوثيين سيمنحهم القوة المهيمنة بتمثيلهم وبقاء أسلحتهم، وسيعني صناعة نسخة من حزب الله اللبناني بشكل جديد في المنطقة".

وتوقع التقرير بأن "الضغوط الأمريكية تدفع السعودية نحو خيارين: الأول، تحقيق انتصار سريع للخروج من المأزق الحالي بدفع الحوثيين باتجاه طاولة التفاوض، بتحقيق انتصار في محافظة مأرب، وإشغال الحوثيين في باقي جبهات القِتال بما في ذلك التقدم نحو ميناء الحديدة غربي البلاد. الثاني، الرضوخ لضغوط الرؤية الأمريكية الجديدة التي تسلم البلاد للحوثيين".

وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت عن وقف دعمها للعمليات العسكرية السعودية في الحرب اليمنية ضد الحوثيين، ويشمل ذلك وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية، كما ألغت قرارا أمريكيا سابقا حول تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية بالإضافة إلى تعيين الدبلوماسي الأمريكي تيم ليندركينج، مبعوثا خاصا إلى اليمن، لأول مرة في تاريخ السياسة الأمريكية تجاه اليمن، ضمن المساعي الأمريكية لإيقاف الحرب اليمنية عبر الجهود الدبلوماسية، إيمانا من واشنطن بأنه "لا حل لوقت الصراع المسلح في اليمن إلا من خلال الدبلوماسية".

وأوضح سياسيون يمنيون لـ ”القدس العربي" أن هذه التوجهات السياسات الأمريكية حيال الحرب في اليمن شجعت الانقلابيين الحوثيين على التصعيد العسكري في محافظة مأرب، التي تعد المعقل الأهم للسلطة الشرعية، نظرا لأن مأرب تحتضن أهم الحقول والمنشآت النفطية بما في ذلك مصافي تكرير النفط اليمني". وقالوا إن "جماعة الحوثي تعتقد أن هذه القرارات الأمريكية تعد بمثابة ضوء أخضر لها للتحرك العسكري الميداني ضد القوات الحكومية اليمنية وضد المملكة العربية السعودية، وهو ما ظهر جليا من خلال التصعيد العسكري الحوثي على محافظة بشكل غير مسبوق والذي جاء بعد صدور هذه القرارات الأمريكية مباشرة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى