حتى لانخلط عباس في دباس

> سمير عبد السلام سعد

>
سمير عبدالسلام
سمير عبدالسلام
* كثير من المكونات الرياضية ، سواء كانت أندية أو اتحادات رياضية ، تميل إلى تحميل مكاتب الشباب والرياضة في محافظاتها حالة القصور التي تعتري أداءها ، متناسية أنها مكونات لديها استقلالية في إدارة شؤون أعمالها ، فالأندية الرياضية كما نصت عليها مواد النظام الأساسي لديها مساحة واسعة في ممارسة أداء عملها وعلاقتها بمحيطها الاجتماعي وبرجال المال والأعمال لتوسيع نطاق عملها الرياضي والاجتماعي والثقاف من خلال جذب رؤوس الأموال والشخصيات المؤثرة ، القادرة على خدمة أنديتها، وكذلك الاتحادات الرياضية هي فروع لاتحادات عامة مركزية تتبعها مباشرة ، وهي مسؤولة عنها فنياً وإدارياً ، ومعنية بمراقبة أدائها وتقييمه ، لكن للأسف الشديد هذه الاتحادات العامة انقسمت ما بين عدن وصنعاء ، وشطرت الرياضة إلى شطرين ، وهو ما أثر على عدم تمكين الاتحادات العامة من تقويم وتقييم أداء فروعها في المحافظات.

* كما أن علاقة الاتحادات العامة بمكاتب الشباب والرياضة في المحافظات شكلية فقط ، ولا تعطي لها الاتحادات العامة القيمة الحقيقية لها ، لذلك نشاهد بأم أعيننا بعض الاخفاقات التي تحدث هنا أو هناك ، كما حدث مع كرة اليد والسلة والطائرة وستتبعها اخفاقات أخرى إذا ظلت العلاقة بهذا المستوى من السطحية والفتور ، وحتى لا نخلط عباس في دباس ، علينا أن نضع الأمور في نصابها الحقيقي ، وأن نحدد المسؤوليات ، فالأندية الرياضية مسئولة مسؤولية مباشرة عن أداء عملها ، إذ أن لديها هيئات عمومية تراقب أداءها ، ويحق لها أن تمارس دورها في التعيين والعزل ، فلا يحق للأندية تحميل مكاتب الشباب والرياضة مسؤولية اخفاقاتها وفشلها، وعليها أن تعلم حدود العلاقة مع المكاتب ومستوياتها وكذلك فروع الاتحادات التي لا يزال بعضها لا يؤمن بأهمية التنسيق القطاعي بينها وبين مكاتب الشباب والرياضة ، كما لا يحق للأندية وفروع الاتحادات الامتناع عن تقديم تقاريرها وكل ما يُطلب منها من قبل مكاتب الشباب والرياضة والاقتصار على العلاقة الموسمية التي تتم عند قيام المسابقات الرياضية فقط تتمعر وجوه المسؤولين الإداريين في الأندية الرياضية وفي الاتحادات وتشتاط غضباً عندما يُطلب منها الخطط أو تقارير الأداء وتحتج على ذلك وتقول ماذا تُقدم لنا المكاتب حتى يتم مطالبتنا بذلك متناسين أن الوزارة هي المسؤولة المباشرة عن مخصصات الأندية وموازنات الأنشطة الرياضية ، عبر هذه الاتحادات العامة.

* أما المسابقات الداخلية فهي مرهونة بمدى امكانيات كل مكتب شباب وتعاون السلطات المحلية معه ، وكذلك القطاع الخاص ورؤوس الأموال ، وماعدا ذلك ، فإن الوزارة هي مسؤولة عن النشاطات المركزية المتعلقة بإقامة المسابقات والتأهيل والتدريب ودفع المخصصات والبناء والتشييد والتدخلات الأخرى كإعادة التأهيل وغيرها في الظروف الطبيعية ، ولهذا وفي حدود هذا الفهم وهذه المسؤوليات ، علينا أن نعيد بناء العلاقة في هذه المستويات الثلاثة (مكاتب واتحادات وأندية) ما لم فإننا سنكون كطواحين الهواء لا تنتج إلا عدماً ، وسندخل في نقاشات عدمية الكل فيها سيكون خاسراً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى