فضائل ليلة النصف من شعبان

> جمع وترتيب/ عبدالقادر بن عبدالله المحضار

> الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وبعدُ، فإن ثبوت الفضل لليلة النصف من شعبان مما كثر السؤال عنه وتباينت الآراء حوله، وقد أشبع الكثير من أهل العلم والفضل في الحديث عن هذه المسألة من جوانب متعددة من خلال ما سطرته أناملهم المباركة، ومن أبرزهم الشيخ ابن تيميه رحمه الله في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) حيث يقول: (أما ليلة النصف من شعبان فقد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة * (1)، وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها * (2) وصوم شهر شعبان * (3) قد جاء فيه أحاديث صحيحة والذي أجمع عليه الكثير من أهل العلم وتفضيلها لتعدد الأحاديث الواردة فيها لا وما يصدق ذلك من الآثار والروايات والأحاديث الشريفة، وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن * (4) وأعلم أنه يستحب ويجوز الاجتماع للصلاة تطوعاً واستماع القرآن أو ذكر الله ونحو ذلك إذا كان يفعل أحياناً فهذا أحسن، فقد صح أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلاّ غشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده) *(5).

كما أورد العلامة عبدالله بن عبدالقادر التليدي، رحمه الله، في كتابه جواهر البحار في الأحاديث الصحيحة القصار شرحاً لحديث في فضل ليلة النصف من شعبان، فذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يطلع الله إلى خلقه) اطلاعاً يعلمه الله فإنه لا يخفى عليه خائفة، وذلك (ليلة النصف من شعبان) فهو يدل على أن لهذه الليلة ميزة وفضلاً على غيرها، فينبغي إحياؤها بالصلاة والتلاوة والذكر والدعاء (فيغفر) الله (فيها لجميع خلقه) من الإنس والجن وهو يشمل غفران كل الذنوب وفضل الله أوسع (إلاّ لمشرك) بالله الشرك الأكبر وهو الكافر (أو مشاحن)، وهو الذي يهجر أخاه المسلم، ويقاطعه بدون مبرر شرعي، فهذان محرومان من المغفرة في هذه الليلة، وكذا غيرها كرمضان مثلاً، انتهى شرحه للحديث النبوي، والحمد لله الذي وفقنا لجمع هذه السطور، ونسأل الله أن ينور القلوب ويشرح الصدور، وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

الهوامش:
* (1) ذكر فضائلها الكثير من العلماء، بل كتب بعضهم رسائل في فضائلها.

* (2) ورد في الصحيحين عن أنس أنه صلى الله عليه وآله هو واليتيم وأم سليم في صحيح الإمام مسلم باب جواز الجماعة في النافلة.

* (3) وردت في الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم أكثر أيام شهر شعبان.

* (4) ينظر مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي وابن ماجة.

* (5) انتهى كلامه رحمه الله من كتابه المذكور الجزء الثاني.

* (6) أما تخريج الحديث فقال: (والحديث رواه ابن حيان مع الإحسان، وأبو عاصم في السنة، والطبراني في الكبير عن معاذ بن جبل، وأورده الهيثمي في المجمع، والحديث صحيح لشواهده الكثيرة، وورد عن نحو سبعة من الصحابة، وقد أوردها الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريج صحيح ابن حبان معزوة لمخرجيها فانظرها، انتهى كلامه رحمه الله من كتابه السابق ذكره، الجزء الثاني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى