ما هكذا تورد الإبل يا د. معين

> طارق حنبلة

>
طارق حنبلة
طارق حنبلة
العاصفة التي هبت مؤخراً في عدد من المناطق المحررة للأسف الشديد، وليست التي في يد من يعرفون بالانقلابيين الحوثيين، هي الشرارة الأولى والمنطلق الحقيقي لتسونامي مخيف ومرعب ومدمر قد يقتلع الأخضر واليابس، ويعيدنا إلى نقطة الصفر إذا لم تقم حكومة المناصفة التي أأمل ألّا تكون منشطرة في حركة وعيها وثقافتها وصيغة فعلها العملي والإداري.

فالناس جاعت وغرقت في لجج الآمها وجراحها التي تنزف في أعماق كل وطني وغيور وعاشق لهذه الأرض المباركة والطيبة، طيبة أهلها الكرماء والبسطاء والصابرين صبر أيوب، لو يعلم المسؤولون والقادة المترفون حد الثمالة.

وماذا بعد كل هذا عزيزي د. معين.. إلى أين تمضون بنا بحق الله؟

الناس تعاني من غياب أبسط الخدمات هنا وهناك، لقد وصل كثير من الشرفاء والأسر الكريمة إلى حد الفاقة، وهي تلامس الموت بكل معانيه، فهل تعلمون؟، هل تحسون بذلك أم أن شلل الأنس التي ترافقكم ليلاً ونهاراً تقول لكم عكس وتوهمكم بأننا نعيش عصراً وردياً جميلاً، وترسم لكم أننا في الجنة نغرق فيما لذ وطاب نأكل تفاحاً مع ملائكة الرحمن جلّ وعلا.

إننا يا عزيزي معين نغرق في ظلام موحش دامس، ونعيش حزناً لا يساويه حزن في الوقت المعاصر، وعلى مستوى المعمورة بأسرها باعتراف المجتمع الدولي.
فإلى متى، إلى متى؟ متى تبدؤون بحركة إصلاح حقيقية، متى تعيدون هيبة القانون والمؤسسات والهيئات الحكومية وتخلصونها من براثن الحقراء والأوغاد الفاسدين الذين يذهنون الحق بالباطل ويديرون الأمور على طريقة إدارة مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية، هزات تلو هزات مسكنات تلو مسكنات.. إلى متى؟

نحن لسنا مجانين أو حمقى، أو مختلين نرجسيين نبحث عن الجنة الموعودة "أنهار من العسل وحور العين".
لماذا تأخذون كل شيء لأنفسكم، وتتركون الشعب صاحب المصلحة الحقيقة يتضور جوعاً، لماذا لا تقتسمون معه الخبز وضياء القمر ورائحة عطوركم الباريسية.

كيف تسمحون لهؤلاء اللصوص والمرتزقة الذين لا تاريخ لهم ولا قيم ولا أخلاق أو ضمير أو إنسانية، يأكلون حقوقنا ويدوسون على كرامتنا بكل هذا الصلف والحقارة والجبن والوحشية، متى تشرق شمس العدالة والفرح والفن والفكر والإبداع وتمسح دموع المقهورين من قادة سياسيين وإداريين ومفكرين وشعراء وأدباء ومناضلين حقيقيين بعيداً عن هؤلاء الهمج وفتوات السياسة والدين والمتاجرين بحياة الأمم والشعوب، الذين لا يؤمنون بالدولة المدنية والعصرية التي تعيش كنفها كل شعوب الأرض اليوم.

متى نرى مصاصي الدماء القردة، هؤلاء لصوص المال العام، خلف القضبان، هذا هو الأساس الذي ينبغي أن تبني عليه دولتك يا عزيزي معين، وبدونه لن تقوم لكم قائمة وستحاسبون ولن يفيدكم الندم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى