من رحم المعاناة لا يولد شيء

> معاذ مدهش الشرعبي

> دائمًا ما نسمع هذه الحكمة "من رحم المعاناة يولد الإبداع" ودائمًا تفسر المعاناة بأنها مسألة أحادية تلازم الفرد نفسه (هو) مع نقيضه (المعاناة) ويجب عليه أن يتغلب على نفسه كي يدفن المعاناة أو العكس.
أحدهم قال: "إن الإبداع قرين المعاناة، يقصد بالجوع والهموم وحث على نبذ الإنسان وإيلامه كي يصبح مبدعًا".

يبدو الأمر أشبه بمباراة بين الإنسان وذاته.
تكون المعاناة جيدة حين يقف بوجه الفرد طرف معادٍ كنظام مستبد أو أي شيء آخر.

أما إذا كانت المعاناة بين الفرد ونفسه، كأن يجوع ويظل في قمة العوز لما يبقيه حيًا فالأمر مختلف تماما.

عندما يجوع الإنسان لا يفكر بأي شيء سوى ببطنه. من يتألم لا يذهب فكره أبعد من شفاء آلامه. الألم الذي يوقف عجلة الحياة، ويجبرنا على التفرغ لإيجاد حلول لمشاكلها، والألم الناتج عن النفس عند الجوع والحاجة يسمى صراعًا، ولا يعد محفزًا مفيد إلا للعلل والأسقام، وفي الوقت نفسه توافر الشيء بالكامل يعد مفسدة أيضًا.

يكون نتاج المعاناة مثمرًا حين نسقطه على شعب بالكامل، كأن يعش الناس كافة تحت الاضطهاد والقمع وانعدام الأشياء الثانوية، حيث تكون المعاناة محفزة للناس كي يحسنوا من الأسوأ.
من الصعب أن يحفزك سيرك على الأقدام لمسافة طوية جدًا لأنك لم تجد قيمة ما يوصلك. ومن المستحيل أن تنام جائعًا ثم تصحو بنشاط جيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى