شبوة.. وفيات وإصابات متفشية تنذر بخروج قطاع الصحة عن الخدمة

> استطلاع/ محمد عبدالعليم:

>
  • دعوات بالتعاون مع الصحة والالتزام بالإجراءات الاحترازية
  • 144 حالة مؤكدة و334 اشتباه خلال الربع الأول من العام
    انتشار الوباء في 9 مديريات ورقعة الخطر تتمدد
الكل في شبوة يتواجد بالقرب من المستشفيات والمستوصفات، إما بحثًا عن علاج، أو وداعًا لقريب متوفى، نتيجة الانتشار المخيف لكوفيد-19 في المحافظة.

الجالية وهي إحدى مناطق عتق عاصمة شبوة، تشهد تزايدًا في أعداد الوفيات بشكل متسارع يومي، حيث سلم الأهالي أمرهم، لعدم توافر أي وسائل طبية مساعدة، لإنقاذ حياة الناس، ولو لمجرد المحاولة. ميفعة هي الأخرى ودعت عددًا كبيرًا من المواطنين؛ إذ يقول أحمد سالم، وهو أحد سكان المنطقة أن الوباء يحصد ما بين 10 - 15 وفاة في اليوم الواحد.

د.سعيد افاضل
د.سعيد افاضل
مدير عام مكتب الصحة والسكان بمحافظة شبوة د. سعيد فاضل قال لـ "الأيام "، إن الإحصائية الخاصة بنتائج انتشار فيروس كورونا في شبوة منذ بداية العام الحالي 2021م، تضمنت 334 حالة اشتباه، منها 41 حالة وفاة، و144 حالة مؤكدة مخبريًا منها، 17 حالة وفاة.
ودعا فاضل المجتمع إلى التعاون مع مكتب الصحة، والوزارة والحكومة لاحتواء الجائحة، وإنقاذ شبوة من استمرار انتشار الفايروس، وحصده للأرواح.

عبدربه هشله
عبدربه هشله
وردًا على سؤالنا حول تقييم الوضع الصحي، قال الأمين العام للمجلس المحلي بشبوة، والقائم بأعمال رئيس لجنة الطوارئ بالمحافظة، عبدربه هشلة ناصر، إن "الوضع لا زال مقدورًا عليه، ويمكن مواجهته، والتغلب عليه، والوقاية منه، ولكن ذلك يتطلب جهودًا من الجميع، فالكل مسؤول، ومطالب بتأدية دوره الإنساني، تجاه أهله ومجتمعه. التجمعات في المناسبات، وأسواق القات، والمساجد دون مراعاة الإجراءات الاحترازية، هذه كلها كفيلة بنشر الوباء بصورة أكبر، وسيدفع الجميع ثمن ذلك الاستهتار غاليًا".

وأشار هشلة إلى احتياج مشافي المحافظة للأكسجين، ذلك أن ما يتم إنتاجه في محطة الأكسجين هناك، لا يتعدى 57 أسطوانة في اليوم، فيما يبلغ الاحتياج عددًا أكبر من ذلك بكثير، مناشدًا وزير الصحة العامة والسكان د. قاسم بحيبح، بدعم المحافظة، والوقوف إلى جانبها خلال هذا المعترك الإنساني.

وقال:"إن مجابهة الوباء تأتي على رأس أولويات احتياج المحافظة، ولا بد أن نلمس دور منظمة الصحة العالمية الفاعل في هذا الشأن، وكذا المنظمات العاملة في شبوة، وشركات النفط أيضا، التي تقع على عاتقهم مسؤولية إنسانية تجاه المجتمع الشبواني، التي تتمثل بإسهامهم في مواجهة الوباء، أسوة ببقية الشركات العاملة في المحافظات الأخرى المجاورة".

د. صالح الحمصي
د. صالح الحمصي
ووصف د. صالح الحمصي، وهو طبيب عام، وصف فايروس كورونا، بطاعون القرن الواحد والعشرين، "يخيم الهلع، والخوف الشديدين، على سكان محافظة شبوة، أنها أيام عصيبة، خاصة بعد حدوث الموجة الثانية من وباء كورونا، الذي يمكن أن نسميه (طاعون القرن الواحد والعشرين)، ذلك أن موجة ثالثة من الطاعون كانت قد انتشرت بداية من الصين، وحصدت في العام 1956م حوالي 60 ألف شخص، في غضون أسابيع فقط، لينتشر بعدها إلى بقية المقاطعات والقارات".

وأكد الحمصي أن الإحصائيات المتوافرة حاليًا لا تمثل سوى 30 %، مما هو حاصل على أرض الواقع، موضحًا أنه لم يمر يوم إلا وتدفن فيه من 4-6 حالات وفاة، جراء الإصابة بكوفيد-19، الذي استفحل وتوسع انتشاره إلى مديريات عتق الصعيد، وجردان، وحبان، والروضة، وميفعة، ومرخة السفلى، وبيحان وعسيلان.

وأشار الحمصي في سياق حديثه لـ"الأيام"، أن الضغط على مركز العزل في مدينة عتق، قد تضاعف بصورة غير مسبوقة، وأن التقطع في إمداد المركز بأسطوانات الأكسجين، قد زاد الطين بلة، منوهًا بتخوف المواطنين من الدخول في مركز العزل، إزاء الاعتقاد الخاطئ لديهم، بأن من يدخل المركز لا يغادره إلا جثة هامدة.

وتظل الجهود المبذولة من قبل السلطة المحلية، ومكاتب الصحة في المحافظة، والوزارة، لتدارك خطر الجائحة، لا تصل فعليًا حتى إلى 5 % من حجم الاحتياج، لمقاومة الهجمة الشرسة لكوفيد-19. وأدى خروج عدد من المنشآت الصحة عن الخدمة، جراء إصابة طواقمها الطبية بالمرض، إلى مفاقمة سوء الحالة الصحية، ومعدل الضغط على بقية المرافق، التي لا زالت تعمل.

وتظهر الكوادر الصحية تخوفًا من الإصابة بالفايروس، الأمر الذي يطرح احتمال خروج القطاع الصحي برمته عن الخدمة، وما سيشكله ذلك من انفجار حقيقي في أعداد الإصابات والوفيات، وتدهور الوضع الصحي بشكل كارثي، يخرجه عن السيطرة، ما يعني ضرورة الاستجابة السريعة، لنداءات توفير متطلبات مجابهة الوباء، والقيام بالإجراءات الإسعافية، وإلزام الجميع بتطبيق الإجراءات الاحترازية، من قبل السلطة المحلية والوزارة، وتحملها للمسؤولية المناطة بها بتعاون المجتمع.

شكيب الأحمدي
شكيب الأحمدي
وأوضح مدير مستشفى مصينعة د. شكيب الأحمدي، خلال حديثه لـ"الأيام" العبء الواقع على مركز العزل بسبب توافد الحالات من مختلف مناطق المحافظة، مشيرًا إلى أنه يمكن تخفيف الضغط عن مركز العزل، من خلال رفد المستشفيات الريفية، بأسطوانات الأكسجين بصورة عاجلة.

وتحدث الأحمدي عن أهمية تفعيل دور السلطات المحلية خلال المرحلة الراهنة، من خلال إقالة المدراء المقصرين، والإسراع في تفعيل مركزي العزل في كل من عزان وبيحان، وتذليل الصعاب أمام مركز العزل، وذلك برفده باختصاصي باطني، واختصاصي عناية مشددة، وأطباء تخدير، ليعمل المركز بكامل طاقته، لإنقاذ أرواح الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى