الشرعية فشلت في الشمال وتريد إفشال الجنوب

> أحمد عبدالله البشيري

> ما أشبه الليلة بالبارحة، عادة الذكريات، وتكررت الأوضاع المريرة على الشعب، مع اختلاف الزمن وحكامه، واختلاف القيم والأخلاق، مع أنه كان في عهد الاستعمار البريطاني، أخلاق وقيم واحترام أدمية الإنسان، لكن في هذا الزمن، الحُكَّام هم التجار، وهم يخلقون الأزمات، ويجوعون الشعب، لا توجد رحمة ولا إنسانية، في زمن خلف أوضاع جاهلية متخلفة، بعد احتلال شمال اليمن للجنوب، لم تكن موجودة في ظل الاستعمار البريطاني.

في عام 65م، بعد ثورة 14 أكتوبر المسلحة ضد الاستعمار البريطاني، كان الشعب في الجنوب العربي المحتل يعاني من الغلاء المعيشي، ولكن وضعه كان أفضل مما نحن عليه الآن، وعن ذلك الوضع القديم كتب عميد صحيفة "الأيام" المرحوم محمد علي باشراحيل، رحمه الله، في العدد (278) بتاريخ 22 مارس 1965م قال " التجار الجشعون، هم الخطر الأكبر، المتربص للانقضاض في أول فرصة على الشعب، في أشد أيام محنه".. نعم قالها من قبل، ونحن الآن بعد أكثر من نصف قرن، ونحن نبحث عن الأمن والاستقرار والعيش الكريم.

حكومة بعد حكومة، ويحلفون اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية، على أنهم يعملون لخدمة الوطن والمواطن، وآخر حكومة كانت حكومة المناصفة التي استقبلها الشعب الجنوبي في العاصمة المؤقتة عدن بحّمام من الدماء والأشلاء، الذي سقطت بصواريخ شمالية حوثية، أكثر من عدد الحكومة سقط الشهداء، وأكثر من ذلك جرحى في مطار عدن الدولي عند استقبالهم لها، وفوق هذا لم يحترموا موقف الشعب معهم، وكانوا في موقف السلبي والمتفرج على الوضع الذي وصل إليه الشعب في المحافظات الجنوبية المحررة.

كان الواجب المحتم على رئيس الحكومة أن يستمع لمطالب الشعب في عدن وغيرها، ويعمل في تحسين الأوضاع المعيشية، وضبط العصابات التي تلعب في أمن الشعب واستقراره، بما في ذلك دفع الرواتب وتثبيت سعر العملة، وضبط المتلاعبين فيها من مصاصي الدماء، وكذلك تسخير العمل في تعزيز الجبهات القتالية، لتحرير تعز والمناطق المجاورة للجنوب، ولكنه اتخذ الموقف السلبي، ولم يذكر من أين أتت الصواريخ التي كانت تستهدفه هو وحكومته، وكأنه يريد أن ينتصر للحوثي، ولا يريد لأبناء الجنوب أن ينتصروا، حتى في توفير لقمة العيش، لهم موقف عدائي للجنوب، مثل موقف عفاش منذ عام 94م حتى نهايته على يد الحوثي، كان يريد الحوثي أن ينتصر بعد أن سلم لهم كل شيء في صنعاء، لغرض الإطاحة بالرئيس هادي، واجتياح الجنوب مرة أخرى باسم الحوثي.

على الجميع أن يترفع إلى مستوى ما يحتاجه الوطن والشعب، ووفاءً لدماء الشهداء، الذين سقطوا في الساحات الجنوبية، منذ عام 94م وإلى يومنا هذا، وعلينا ألا نكون ممن يشاهدون أمهات الشهداء وآبائهم الذين يتعرضون اليوم للحصار في حياتهم المعيشية بطريقة متعمدة، من عصابات عفاش والإخوان.. علينا أن نضرب بيد من حديد على العناصر التي تعكر الحياة على المواطن في المحافظات الجنوبية المحررة، أما إذا استمرت الأوضاع على ما عليه دون إيجاد حل، فإن المجلس الانتقالي سيفقد شعبيته في الشارع الجنوبي، ويستغل الوضع لصالح العناصر الإرهابية، وسيكون الجميع معرض للخطر، وأولهم القيادات العسكرية والمدنية. لهذا علينا تعزيز الجبهة الداخلية والاستعداد الكامل لأي طارئ، كما علينا تحرير أراضي أبين وشبوة، وأخذ الثروات النفطية من أيدي العصابات العدوانية على شعبنا، ولن ننتظر حتى يغزونا مرة ثالثة عبر شبوة وأبين، ولن نكرر الأخطاء القاتلة، وندفع الثمن غاليًا بهذه السذاجة والسكوت عما يدور من حولنا، ونحن نسمع ونشاهد، حتى تكبر الأمور علينا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى