"ساويز" بين الاتهام بزرع الألغام والمشاركة في الأمن البحري

> ​تدفعنا حادثة السفينة الإيرانية في البحر الأحمر مساء أمس الثلاثاء إلى الحديث عن سبب وجودها هناك، حيث تطفو منهكةً عرض البحر عقب تفجيرها بنيران لم يكشف عن مصدرها، سوى تقارير صحافية اتهمت إسرائيل.
ولا يزال تبرير وجودها وطبيعة أعمالها التي ظلت محاطة بغموض أعماق البحر منقوص الإجابة، قبالة مياه بلد تستعر خلف سواحله نيران الحرب الأهلية، التي لطالما اتهم أهلها "ساويز" بأنها أكبر مسعرّيها.

وأثارت هذه السفينة الجدل بشأن أنشطتها ووجودها الدائم في المياه الإقليمية اليمنية وتحركاتها التي لطالما وُصفت بـ"المشبوهة والمريبة"، فضلاً عن اتهامها من قبل الحكومة الشرعية اليمنية ودول التحالف العربي والولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري والعملياتي لميليشيات الحوثي، عن طريق نشر الألغام البحرية التي أدت إلى مقتل عشرات الصيادين اليمنيين، إلا أن طهران والحوثي ينفيان هذه العلاقة باستمرار.

اتهام يمني رسمي
كثيرة هي المرات التي اتهمت فيها الحكومة الشرعية اليمنية "ساويز" بقيامها بأنشطة عسكرية واستخبارية تدعم ميليشيا الحوثي الانقلابية، في مقابل نفي إيراني كان آخره أمس، عندما ألمحت خارجية طهران إلى أن السفينة الراسية منذ قرابة الـ 3 أعوام، كانت تقوم بـ"مهمات لوجستية لصالحها بعلم جهات دولية"، تتمثل في "حماية السفن التجارية من القراصنة".

الإمداد بالسلاح
وسبق وأصدرت الحكومة اليمنية تحذيراً من "استمرار انتهاك السفن الإيرانية للمياه الإقليمية اليمنية وتجريف الثروات السمكية واستخدام الصيد غير المشروع غطاء لتهريب الأسلحة للحوثيين".
واستعرض اجتماع لمجلس الوزراء، منتصف شهر يوليو من عام 2020، تقرير وزير الثروة السمكية السابق فهد كفاين، حول "استمرار قيام السفن الإيرانية بعمليات صيد غير مشروعة وانتهاكات مستمرة للمياه البحرية اليمنية".

ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، كشف التقرير عن أن سفن الصيد تستخدم غطاء لتهريب الأسلحة الإيرانية لميليشيا المتمردين الحوثيين.
مع هذا تنفي إيران اتهامها بتزويد الحوثيين بالأسلحة والعتاد في القتال القائم لفرض هيمنتها على مناطق مختلفة في اليمن.

تدير عمليات الحوثي
كما اتهمت الشرعية اليمنية السفينة بأنها قاعدة عسكرية "تدير العمليات لصالح الحوثيين، وتمثّل غرفة عمليات للنظام الإيراني".
وعزز الاتهامات الحكومية ما ذكره "المعهد البحري الأميركي" الذي نشر تقريراً في أكتوبر 2020، أشار فيه إلى أن "ساويز" هي "سفينة عسكرية سرّية يديرها الحرس الثوري الإيراني".

وذهب إلى أن "رجالاً يرتدون زيّاً عسكرياً كانوا موجودين على متن السفينة، وأن زورقاً يستخدمه الحرس الثوري عادة، له هيكل مشابه لزوارق بوسطن ويلر الأميركية، كان على ظهر السفينة".
ولا تعترف إيران بانتماء السفينة للحرس الثوري، ووصفتها على لسان المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة، أنها سفينة غير عسكرية، ووجودها في البحر الأحمر وبحر عُمان من أجل المساعدة في استتباب الأمن البحري في مسير حركة السفن، وكذلك لمواجهة قراصنة البحر في المنطقة.

مقتل 100 صياد يمني
وعلاوة على البيانات الحكومية الرسمية، شهدت مدن يمنية وقفات احتجاجية حاشدة لصيادين وجمعيات نقابية قبل عامين، اتهموا خلالها السفينة بالتسبب في مقتل 100 صياد يمني.

وبعد أن تقطّعت بهم سبل الدفاع عن أنفسهم، احتشد المئات من الصيادين اليمنيين في وقفة احتجاجية شهدها شهر مايو 2019، ناشدوا خلالها "الحكومة وقيادة تحالف دعم الشرعية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بالتدخل الفوري لإنقاذهم من السفينة الإيرانية ساويز الراسية في عرض البحر الأحمر، التي تسببت بمقتل أكثر من 100 صياد يمني وتعطيل نشاط 30 ألف آخرين وحرمان مئات الآلاف من الأسر من مصدر دخلها الوحيد"، وفقاً للبيان الصادر عن قادة الوقفة.

ولم تعلق إيران على اتهامها بالتورط بمقتل الصيادين وتؤكد أن مهمة السفينة ساويز تقتصر على استتباب الأمن البحري.
واتهم الصيادون السفينة بزراعة الألغام البحرية التي راح ضحيتها العشرات، وقالوا إن استمرار وجودها يهدد حياة الصيادين ومعيشتهم، كونها تُعدّ "مصدراً للألغام التي تقوم عناصر ميليشيا جماعة الحوثي الموالية لإيران بزرعها على طول الساحل الغربي لليمن".

مركز عمليات
وبالسؤال عما تفعله "سافيز" بالقرب من السواحل الغربية اليمنية بشكل دائم في ظل حرب مستعرة، قال المحلل العسكري علي الذهب إن السفينة "تمارس نشاطاً أمنياً ملموساً يخدم الحوثي وأذرع طهران في المنطقة ويضرّ بحركة الملاحة الدولية".
وأضاف "أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس أنها تدعم الأمن البحري، بينما هناك تقارير دولية مصورة أثبتت أن السفينة تحمل على متنها أسلحة هجومية وآليات عسكرية أخرى وقوارب نقل، وتتلقى إمداداً مستمراً من سفن أخرى ترابط إلى جوارها، ولهذا فمن المرجح قيامها بدور استخباري".
ولم يصدر عن الحوثيين أي تصريح رسمي أو تعليق لأي من قادتهم حول الحادثة، إلا أن الجماعة نفت في أكثر من مناسبة أيّاً من التهم التي تربطها بعلاقة مباشرة مع طهران، وهو الأمر ذاته الذي تؤكده الأخيرة.

إندبندنت عربية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى