الزبيدي: التحشيد العسكري على الجنوب لا يعبّر عن سلوك دولة

> عدن «الأيام» خاص

>
  • ​الزبيدي: مددنا أيدينا للشرعية لكن من يختطف قرارها لا يريد السلام
وجّه  رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس قاسم الزُبيدي، أمس، كلمة هامة إلى أبناء الجنوب بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل، موضحًا فيه أن الصبر لن يطول على ما وصفه بحرب الخدمات التي اتهم  قوى وصفها بالفاسدة بالوقوف ورائها من أجل تركيع الجنوبيين.

وجاء نص الكلمة كالتالي: "يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم المؤمن الصابر  المجاهد.
إنه لمن دواعي سروري، أن أتوجه إليكم وإلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية، بأحر وأصدق التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل، شهر الخير والبركة، سائلًا المولى أن يحلّ رمضان هذا العام على شعبنا وعلى سائر الشعوب العربية والإسلامية، بمزيد من الخير والبركة والسلام، وأن يجعله -وكما وعد عباده-، شهر رحمة، ومغفرة، وعتق من النار، وأن يعيده علينا جميعًا بالخير والسعادة.
أيها المواطنون والمواطنات
كم هي حاجتنا ماسة لاستغلال أيام وليالي هذا الشهر المبارك في الطاعات والعبادات التي تقربنا إلى الله عز وجل، كما هي حاجتنا أكثر  لأن نجعل من القيم والمعاني الروحية السامية والنبيلة لهذا الشهر، دستور حياة نستمد منه قيم الخير والرحمة، والتسامح، والصبر والثبات، والتقرّب إلى الله بالأعمال الصالحة التي أمرنا بها ربنا، وحثنا عليها رسوله الكريم، صلوات الله وسلامه عليه.

يا أبناء شعبنا الأحرار
أيها المواطنون والمواطنات
إننا نعيشُ معكم لحظة بلحظة واقع المعاناة والألم، الذي تحاول قوى الفساد والهيمنة من خلاله تركيع شعبنا، وكسر إرادته الحُرة عبر حرب الخدمات، وتدمير مقومات الحياة، وتعطيل مؤسسات الدولة الخدمية كقطاع الكهرباء، ومنع دفع مرتبات موظفي الدولة، والارتفاع الجنوني المتعمد في أسعار السلع الأساسية.

وإزاء ذلك فإننا نؤكد بأن هذه الحرب التي يدفع ثمنها الطفل، والشيخ، والمرأة، هي حرب دنيئة، لا تليق بمسلم، وإننا وعلى قدر حرصنا على إحلال السلام، ومد أيدينا للآخر، إلاّ أن صبرنا لن يطول على العبث بحياة أهلنا وتعذيبهم، من قبل قوى وجماعات، تعتقد أنها بتجويع شعبنا، وإحالة حياته إلى جحيم، تستطيع تركيعه وفرض أنصاف الحلول عليه.

أيها المقاتلون والمناضلون الأحرار:
ننتهز هذه المناسبة لتهنئتكم وأنتم تواصلون رسم هذه اللوحة العظيمة من البطولة والتضحية، دفاعًا عن أرضكم، ووطنكم، وعن كرامة شعبكم، تقدمون الدم رخيصًا، وتتحملون كل المشاق والمعاناة، دون تبرّمٍ أو  شكوى، فبوركتم وبوركت النساء العظيمات اللاتي حملت بكم، فما تقدمونه اليوم هو خير نموذج لعظمة هذا الشعب وصلابة عُوده، ولذلك كانت الانتصارات هي عنوان مسيرة نضالكم، وستتوج بإذن الله، بالنصر الكبير باستعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، وعاصمتها عدن.

يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم
لقد حرصنا وانطلاقًا من المسؤولية التي ألقاها على عاتقنا شعبنا، أن نكون دعاة خير وسلام، فمددنا أيدينا إلى الإخوة في الشرعية اليمنية وبرعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية، حِرصًا على السلامِ وحقن الدماء، ورغبة في الوصول إلى حلٍ عادلٍ لقضية شعبنا، تحترم حقه في الحياة وفي تقرير مصيره السياسي واستعادة دولته، لكن بدا اليوم واضحًا أن في هذه المنظومة من لا يزال يختطف قرارها ومن لا يرغب في السلام ويسعى للحرب والعنف والدمار .

إن عمليات الحشود العسكرية على مختلف الجبهات مع الجنوب، وتحريك الجماعات الإرهابية والتشديد في حرب الخدمات، هي تصرفات نزقة لا تعبّر عن سلوكِ دولة كان ينبغي أن تتجه جهودها في هذا الشهر  الكريم لخدمة مواطنيها، بدلًا من حشد السلاح لقتلهم، وأن تمدهم بقوافل الإغاثة من وباء كورونا، بدلًا من قطع الكهرباء والمعاشات عنهم.

وأمام ذلك فإننا ندعو الأشقاء في المملكة العربية السعودية رعاة اتفاق الرياض وقائدة التحالف العربي، لوضع حدٍ لهذه التصرفات العابثة، التي اتخذت من شعبنا عدوًا تقاتله  وتقتله بكل أشكال الحروب  والأسلحة، وتركت المليشيات الحوثية في حالة سلام، إن لم نقل إن قوىً في الشرعية، هي من تمد هذه المليشيات بأسباب البقاء.

الإخوة والأخوات ..المواطنون والمواطنات
إن هذه المرحلة البالغة التعقيد التي يمر بها شعبنا تتطلب منا جميعا التكاتف والتلاحم والتراحم، وأن يشدَّ بعضنا بعضا، فالمؤامرات كبيرة، وهدفها تمزيق لحمتنا الجنوبية،  واستخدام ثرواتنا وقدراتنا، لضرب قضيتنا الأساسية، وهو ما يتطلب منا جميعًا الحرص، واليقظة وتفويت الفرصة على المتربصين، وإفشال مخططاتهم اليوم، كما تم إفشالها سابقًا.

وفي هذا الاتجاه نوجّه قيادة المجلس  الانتقالي  الجنوبي، وهيئاته التنفيذية وقواعده في المحافظات والمديريات والمراكز، بالالتحام بالشعب، وأن تسخر قدراتها وإمكاناتها ماديًا وبشريًا، في خدمة المجتمع، لا سيما في مواجهة تفشي وباء كورونا.. كما ندعو السلطات المحلية في كافة محافظات الجنوب للاهتمام بالخدمات واستثمار الموارد استثمارًا سليمًا، ومحاربة الفساد وقطع دابره.

الأخوات والإخوة المواطنون
إننا ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا ينبغي أن يفوتنا الدعاء للشهداء الأبطال، الذين ارتقوا دفاعًا عن وطننا، وأن نسأل الله لهم  الرحمة والمغفرة، وأن يسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يشفي الجرحى شفاءً عاجلًا، وأن يثبّت أقدام الأبطال وينصرهم ويسدد رميهم في مواجهة أعداء شعبنا وحريته وكرامته.

نُجدد التهنئة لكم بحلول شهر  رمضان الكريم، ونسأل الله تعالى أن يُعيدَ هذا الشهر، وقد تحققت لشعبنا كل أمانيه في استعادة وبناء دولته الأبية الفيدرالية المستقلة، دولة العزة والكرامة والحرية والعدالة والمساواة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى