عاد شي رحمة في رمضان يا كهرباء..!!

> على الرغم من كل شيء، يبقى رمضان سيد الشهور، ويبقى لرمضان طعم آخر، ليس لغيره من شهور العام.

على الرغم من حالات الفقر المدقع، التي أصيبت به كثير من الأسر، نتيجة الغلاء الفاحش، ونتيجة تدني المعاشات، التي تعتبر نقطة في بحر الغلاء والأسعار، ونتيجة تأخر المعاشات، والرواتب، لكثير من القطاعات، مدنيين وعسكريين، متقاعدين أو منتظمين، وعلى الرغم من تفشي الأوبئة، والأمراض، كجائحة كورونا، أو الحُمِّيات بمختلف أنواعها، وعلى الرغم من حرب الخدمات، وخصوصًا خدمة الكهرباء، التي صارت لا تُطاق، فالذي بدأ لنا أن موضوع الكهرباء كبير جدًا، وأكبر من مدينة هوليود، وبوليود و6 أكتوبر، وغيرها من المدن الكبيرة، مافيا وعصابات، لن يقدر عليها إلاّ أرحم الراحمين، وبدعاء الصالحين، سيسلط عليهم من يعذبهم كما عذبونا، والمقصود بذلك طبعًا أصحاب القرار في عذاب الناس والفاسدين، وحتى المتقاعسين عن أداء عملهم بما يرضي الله.

على الرغم من كل ذلك تحمل الناس فوق طاقتهم، خاصة مع استقبالهم لشهر رمضان الكريم، كلا بحسب استطاعته، ومنهم من يشتري لأسبوع بحسب معاشه، ومنهم من يشتري مواده الغذائية لأيام معدودة، ولم يعودوا بحاجة لتاكسيات لنقل المواد الغذائية، مثلما كان في السابق، بل كيس أو كيسين يحملوه باليد، فأموالنا لم تعد لها قيمة شرائية في السوق.

أحدهم قال لي: أنا احتاج فقط لحوالي ستين ألفًا، لشراء اللبن، والبودنج للأولاد!. فقلت له ساخرًا وباكيًا في آن واحد معًا: وهل هناك الآن من يفكر بهذه الكماليات ؟ خذ لك أرز وسكر وزيت، يعني الأشياء الهامة التي لن تستطيع الاستغناء عنها.
أتساءل متى ستصلح الأمور؟ ومن عام إلى عام، والوضع من سيء إلى أسوأ، هناك أسر فعلًا عزيزة، ولا يعلم بفقرها وحاجتها إلاّ الله.

خطيب الجمعة أ. ألطاف (خطيب جامع الشيخ عبدالله في الخساف، بمديرية كريتر بالعاصمة عدن)، كاد أن يبكي على المنبر، وهو يقول متألما: جاءتني امرأة البارحة، وهي تشكو حالها، وحال أولادها اليتامى، بأنها: لا تستطيع حتى أن تأكلهم فاصوليا؟! فقد وصل بنا الحال إلى هذا. كما حثّ الأخوة المتصدقون من تجار، ورجال الخير أن يتحروا، ويبحثوا بأنفسهم عن المحتاجين، ومثل هذه الأسر التي لا يصل إليها أي دعم من مواد غذائية، وإعانات مالية، فهي أسر عفيفة، لا تدق الأبواب، ولا يسمع بشكواها وحالها إلاّ الله، الذي نثق بعد له، وكرمه، بأنه لن ينساها.

نسأل الله أن يجعله شهر رحمة، ومغفرة، وعتق من النار، وأن يرحم الغني الفقير، وأن تنتهي الآلام، وتتحسن الأحوال.
وأخيرًا أقول عاد شي رحمة في رمضان.. يا كهرباء؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى