تراث متجدد.. أنوار رمضان تزين شوارع عدن

> تقرير/ بديع سُلطان:

> ​زينت أضواء ليالي رمضان معظم شوارع مدينة عدن خلال الأيام الماضية، وسط أجواء الفرح بقدوم الشهر الكريم.
وتزينت الحارات والأسواق والمولات التجارية بالأنوار، وزينة الشهر الفضيل، بعد أن استعد المواطنون جيدًا لاستقبال رمضان، في مظهر روحاني؛ يعكس مدى الفرحة التي تملأ قلوب اليمنيين باستقبال رمضان.

وباتت هذه الأعمال التي يحرص عليها أبناء مدينة عدن، طقسًا لاستقبال شهر رمضان، وبمجرد المرور في حارات مدينة عدن وأسواقها الشعبية العتيقة في المدينة القديمة التاريخية، تلفت الأنوار المعلقة على المحلات وبين المباني السكنية الانتباه، وتجذب الأنظار.
لدرجة أن المواطن سمير أحمد علي يكشف أن كثير من المنازل في الحارة الواحدة يقومون بعملية اشتراك مالي فيما بينهم؛ لتوفير كميات كبيرة من الأنوار الرمضانية هذه، وربطها بين أسطح البيوت، وبشكل متقارب؛ لخلق أجواء أكثر حميمية.

ويؤكد سمير لـ "العين الإخبارية"، أن الاشتراك في تزيين الحارات والشوارع؛ يعكس مدى التكافل والتعاضد الذي يعبر عنه رمضان، وهي المعاني التي تجسدت بالفعل في طقوس إحياء وإنارة ليالي الشهر.
ويشير المواطن سمير، إلى أن الأنوار التي تعمل بالبطاريات منحت شوارع عدن حيوية وجمالاً، في ظل انقطاع الكهرباء، بسبب ظروف الحرب الصعبة التي تمر بها البلاد.

وفي ذلك ما يؤكد الرغبة الجامحة عند اليمنيين في التغلب على صعاب الحرب والظروف القاسية التي ترافقها.

تراث بأدوات متجددة
لم تكن تلك الطقوس وليدة الحاضر، رغم حداثة الأنوار العصرية المعلقة، لكن هذه الطقوس تاريخية وتمتد لعقود إن لم تكن قرونًا، بحسب المدير التنفيذي لجمعية التراث والأصالة اليمنية بعدن، وهيب السعدي.
ويقول السعدي لـ "العين الإخبارية" "إن اليمنيين اعتادوا منذ قرون على إحياء ليالي شهر رمضان، باستخدام الفوانيس الليلية، وكانت الفوانيس شعبية وتقليدية".

ويضيف: "غير أن الجيل الجديد أحيا هذه الطقوس، لكن باستخدام الأنوار الحديثة والعصرية، المضاءة بالكهرباء أو البطاريات".
ويؤكد السعدي أن هجران الفوانيس التراثية والتقليدية القديمة، رغم قساوته إلا أن الإبقاء على الطقس بحد ذاته، يعبر عن تمسك اليمنيين بتراث الأجداد، حتى وإن اختلفت وتجددت الأدوات.

وأشار المدير التنفيذي لجمعية التراث والأصالة اليمنية، إلى أن شوارع وأزقة عدن باتت اليوم أكثر بهجة وجذبًا، بسبب الأنوار المعبرة عن الفرحة بقدوم شهر رمضان، لافتًا إلى أنها خلقت أجواءً حميمية وروحانية مع الشهر الفضيل، أكدت مدى ارتباط اليمنيين برمضان، وترحابهم به.
وقال السعدي إن الاحتفاء برمضان لم يقتصر على المنازل والحارات والأزقة، والمباني السكنية، بل تعدى الأمر كل ذلك ليشمل أيضًا المولات والأسواق التجارية الكبرى.

أسعار في المتناول
يتزاحم باعة الأنوار الرمضانية على قارعة الأسواق العدنية القديمة، وفي المحلات المعنية ببيع الأدوات الكهربائية.
وتتراوح أسعار الأنوار المباعة، بحسب البائع الشاب، ياسر اليافعي، ما بين 2000 - 2500 ريال يمني (ما يعادل 3 دولارات)، لنحو 15 مترا من الأنوار، وهي أسعار بمقدور العائلات توفيرها، وفي المتناول.

ويضيف اليافعي لـ "العين الإخبارية" أن هذه الأسعار للأنوار الخاصة بالمنازل، والتي يقبل عليها المواطنون بشكل كبير، بينما هناك أنوار صغيرة مستقلة على شكل هلال أو فوانيس أو نجمة، يبلغ سعرها حوالي 1500 ريال يمني.
ويشير إلى أن هناك أنوارا ضخمة، يقبل عليها أصحاب المولات والأسواق الكبرى، وهذه لا تتواجد في المحلات الصغيرة أو مع الباعة المتجولين، ويتم توفيرها بالطلب الخاص.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى