المسحراتي بمدينة شبام التاريخية

> علوي بن سميط

>
(المفلّح) هو المسحراتي بمدينة شبام الذي يجوب أزقة وشوارع المدينة العتيقة منذ مئات السنين لإيقاظ وتنبيه السكان لتجهيز السحور، وتقوم بهذه المهمة والعادة القديمة التراثية الرمضانية أسرة من الأسر المعروفة والشهيرة بالمدينة (آل خراز) دون أجرٍ ابتغاءَ مرضاةِ اللهِ، ويقول الشيخ الفاضل جمعان سالم خراز رحمة الله عليه الذي مارس هذه العادة: "ورثت ذلك عن أبي وكبار الأسرة، وتعود بداية المسحراتي بشبام وهو التفليح منذ القرن السابع الهجري".

جاء ذلك في حديث معه في "الأيام" عام 1999م، وبعد وفاته قبل سنوات واصل أبناؤه الحفاظ على هذه العادة الجميلة رغم وجود المنبهات العصرية وسهر الناس حتى وقت الإمساك، ومنذ أكثر من عشر سنوات يقوم (المفلّح) رياض جمعان خراز بالانطلاق كل ليلة من بعد منتصف الليل من ساحة الحصن -أكبر ساحة في شبام- وفقاً لخطة سير مرسومة منذ مئات السنين بالمرور في الشوارع والساحات حتى الثالثة قبل الفجر، ويتوقف في أماكن محددة بدقات على الطبل (الهاير) بيديه منشداً في العشر الأولى أبياتاً بذاتها، وفي العشر الثانية أبياتاً أخرى، والعشر الأخيرة كذلك، فيما الأزقة يمشي فيها بالدقات دون التغني، وفي هذه السنوات ما أن يمر الشاب رياض خراز بالشوارع فيهبط الصغار من البيوت الطينية، ويسيرون خلفه رغم الوقت المتأخر من الليل، ويرددون خلفه ما ينشده ويتبعون خطواته، مما يعني أن الصغار يندمجون في هذه العادة وهي جامعة للكل وتراث جمعي لأهل المدينة القديمة، وبقيت عادة المسحراتي المفلّح كما هي في البلدان العربية والإسلامية، ورغم اختفائها بالعديد من المدن إلا أن بين أسوار شبام يردد المفلح الأناشيد، وتدق يده بلحن مميز على الهاير، أما عن عادة المسحراتي إسلامياً فبعض الروايات التاريخية تقول: إنها بدأت في مصر بالفسطاط، إذ إن من نادى بالسحور وإيقاظ الناس هو ابن إسحاق عندما كان يذهب إلى جامع عمرو بن العاص وهو يدق على الطبل إلى أن يصل المسجد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى