رجال في ذاكرة التاريخ.. محمد عبدالله مخشف: انتزع مركزًا متقدمًا في الصحافة والمجتمع

> نجيب محمد يابلي

>
  • قسم B في الشيخ عثمان
الأمر اللافت في عدن أن كل مناطقها موزعة على أقسام (Sections)، وكل قسم موزع على أرقام شوارعها، وأن كل قسم بشوارعه، تسكنه شخصيات لها قيمتها الاجتماعية تربويًا - صحيًا - تجاريًا - قضاة أو رجال دين - رجال صحافة - منتديات (مبارز قات) - رجال شرطة - رجال جمعيات خيرية - حلقات لتعليم القران، ومبادئ القراءة والكتابة، والحسابات، ومعروفة بـ"المعلامة" - نشاطات متنوعة (نجارون - بناؤون - حلاقون إلخ..

قسم (ب) Section) B) في الشيخ عثمان، وهو القسم الذي يقع فيه بيت عبدالله مُخَشَّف (وأكبر أولاده محمد)، يسكنه قامات في شتى المجالات، في التربية أمثال محمد سعيد عقربي، وعبدالله شرف سعيد، ومعتوق حسن ثابت، ومحمد عبدالله مقطري، والشيخ عبدالله حاتم، وولداه فيصل وفؤاد، وعلي السلامي، وخطباء مساجد أمثال الشيخ حاتم، ورجال أمن، أمثال صالح عقربي، وسعيد سالم أحمد، ومحمود عبدالرحمن، ورجال أدب، أمثال الأستاذ عبدالله فاضل، وأحمد محفوظ عمر، وأحمد الهمداني، وعلوي عبدالله طاهر، ومن رجال الفن المرشدي، وطه فارع، وعلي فيروز، ومحمد صالح عزاني، وسأكتفي بهذا القدر.

من سكان شارع المخشف: بيت عويضان، وهاشم فارع، وعبده قاسم (ولداه محفوظ ومحمود)، وبيت بامحروس، وأنيس عبده أحمد الدبعي، وبيت فاضل الدبعي، وهو شارع مجاور لشخصيات معروفة، عبدالله شرف سعيد، والسادة أولاد محمد إسماعيل، وعبده إسماعيل، وعمر إسماعيل(منهم المناضل الوطني هاشم عمر إسماعيل).
  • الميلاد والنشأة:
محمد عبدالله مخشف من مواليد الشيخ عثمان (عدن) في 2 مارس 1947م، من أسرة عائلها بائع فواكه في سوق بلدية الشيخ عثمان، وتلقَّى دراسته في ابتدائية الشيخ عثمان (الشرقية وحاليًا مدرسة ردفان)، ثم انتقل إلى متوسطة الشيخ عثمان، على أيام التربوي الكبير الأستاذ حامد الصافي، ولم تسعفه ظروف الأسرة من مواصلة دراسته الثانوية.
  • بداية الانطلاقة من فتاة الجزيرة
بدأ محمد مخشف مشواره الكفاحي في الصحافة، من صحيفة "فتاة الجزيرة"، لصاحبها الجهبذ محمد علي لقمان، وعمل مُخَشَّف فيها كمحرر تحت التدريب، في تصحيح البروفات، وتحرير صفحة أسبوعية للشباب، وتسجيل وتفريغ الأخبار من الإذاعات المحلية والعربية.

من وسط ذلك التراكم في المهام عند بداية المشوار، بدأ محمد مخشَّف أول المشوار الجاد والنوعي مع صاحبة الجلال والصحافة، صحيفة "فتاة الجزيرة"، وانطلق بعد ذلك إلى عالم أوسع في مطلع 1965م.

  • مخشف أو كولمبس في العالم الجديد
طرق محمد مخشَّف أو كريستوفر كولمبس باب عالم جديد غير العالم الجديد (أمريكا)، الذي وطأ على أرضه قدما كولمبس، وإنما العالم الجديد لمحمد مخشف، كانت صحيفة "الأيام" عام 1965م، واستوعبه صاحبها الخالد الذكر محمد علي باشراحيل (والد الزميلين هشام وتمام)، بوظيفة مساعد محرر خلال الأعوام 1965 / 1966م، وفي أبريل 1967م احتجبت "الأيام" قسريًا، وهذا قدرها وقدر عميدها في مواجهة الإرهاب الرسمي وغير الرسمي.
  • المخشف في إذاعة صنعاء
بعد احتجاب "الأيام" القسري، اضطر محمد مخشف إلى النزوح إلى الشمال، وهو في العقد الثاني من عمره، بحثًا عن مصدر رزق، والتحق في صنعاء بإذاعتها، محررًا في قسم الأخبار، إلا أنه عاد أدراجه إلى عدن بعد عدة أشهر، مع خروج القوات البريطانية وإعلان الاستقلال.
  • محمد مخشف في ركب محمد ناصر محمد
تأسست وكالة أنباء عدن A.N.A في فبراير 1970، واختير الشهيد محمد ناصر محمد (والد الزميل أيمن)، لمهمة تأسيس وإنشاء أول وكالة وطنية على مستوى الجزيرة والخليج، وأصبحت معروفة بهذا الاسم.

استدعى القائد المؤسس للوكالة محمد ناصر محمد زميله محمد مخشف ليكون معه، ضمن طاقم محدود اختاره بنفسه لهذه المهمة الجسيمة.
  • محمد مخشف يواصل الانطلاق النوعي
لم يكون العام 1970م يطوي أيامه الأخيرة، حتى تم اختيار الزميل محمد مخشَّف مراسلًا معتمدًا لوكالة أنباء رويترز (Reuters News Agency)، وظل مراسلًا لتلك الوكالة العالمية، لأنني منذ أن عرفت محمد مخشف (ابن الحتة) عرفته تواق لمعرفة خبر سمعه ويطرقه بشجاعة في وجه مسؤول أو في وجه شقي (من الفتوات)، وتجده يخوض صراعًا أو مصارعة، ووجدته ندًا لأي فرد من أفراد الفتوة.

  • محمد مخشف في ركب فاروق لقمان
إذا كان محمد مخشف بالأمس البعيد يعمل مع محمد علي لقمان صاحب فتاة الجزيرة والـ( Aden Chronicle)، ثم عمل مع محمد علي باشراحيل صاحب "الأيام" والـ (The Recorder)، وها هو يعمل منذ العام 1993م، مع نجل محمد علي لقمان الخالد الذكر، فاروق لقمان، أحد الأرقام الصعبة في الصحافة والبساطة، الذي وقع اختياره على الزميل محمد مخشَّف، ليعمل مراسلًا لجريدة (الاقتصادية) السعودية اليومية، التي تصدر عن الشركة السعودية للأبحاث والنشر، وتطبع في الرياض ولندن، واستمر مخشَّف مع "الاقتصادية" حتى عام 2006م.
  • مخشَّف رجل المهام الصعبة:
عند انتقال الزميل محمد مخشَّف عام 1973م، (عام العبور العسكري المصري الشهير في أكتوبر)، إلى صحيفة 14 أكتوبر، وتجشم مهام رئاسة قسم الأخبار، وكذلك رئاسة النوبة الليلية لأيام معدودة أسبوعيًا.
  • عمر الجاوي يطمئن قلبه للمخشف
في مطلع العام 1979م يعود الزميل محمد مخشف للعمل مجددًا في وكالة أنباء عدن A.N.A، بناء تكليف رسمي من الشخصية الوطنية السياسية والإعلامية البارزة، عمر عبدالله الجاوي، وأسند إلى الزميل مخشف مسؤولية مدير للتحرير في الوكالة الطيبة الذكر.
  • أحمد سالم الحنكي يطمئن قلبه للمخشف
انتقل الرجل الكاريزمي محمد مخشف في بداية 1983م إلى دار الهمداني للطباعة والنشر بعدن، بناء على تكليف رسمي من صديقه الشهيد أحمد سالم الحنكي، رئيس مجلس إدارة دار الهمداني، وبناء على ما تقدم تحمل الزميل مخشف مسؤولية سكرتير تحرير مجلة مسار، المجلة الجديدة الصادرة عن الدار.
  • مخشف مع نعمان والكاف في (نداء الوطن)
سكن الزميل مخشف في قلوب الكثيرين وها هو زميله الدكتور محمد أحمد جرهوم، وزير الإعلام، يكلف الزميل محمد مخشف مع زميليه نعمان قائد سيف وإبراهيم الكاف في العام 1987م بإصدار مجلة جديدة تعنى بشؤون المغتربين حملت اسم "نداء الوطن".
  • مخشف في كيان صحفي جديد
شارك محمد مخشف بنشاط في مختلف مراحل الحراك الصحافي لتأسيس كيان نقابي ومهني للصحافيين اليمنيين، منذ بدء الخطوات الأولى في مطلع سبعينات القرن الماضي، وتوج النشاط الجماعي، بعقد أول مؤتمر تأسيسي لكيان صحفي في عدن عام 1976م، وأطلق عليها (منظمة الصحفيين اليمنيين الديمقراطيين).
  • مخشف و (المرشدي في عيون المثقفين)
صدر كتاب مرجعي عنوانه (المرشدي في عيون المثقفين)، للراحل الكبير عبدالرحمن إبراهيم، ويقع في 203 صفحات، وأدلى عمالقة برؤيتهم عن محمد مرشد ناجي، ومن أولئك العمالقة محمد علي باشراحيل، ومحمد علي الجفري، وعلي عوض بامطرف، وعبدالعزيز المقالح، وسعيد عوض باوزير، ومحمد سعيد مسواط، ومحبوب علي، وعبده حسين أحمد، وأحمد علي الهمداني، وهشام محسن السقاف، وشكيب عوض، وعبدالله باكدادة، ومحمد حسن شميري، والدكتور سالم بكير، ومحسن علي بريك، وحسن البار، والفنان أحمد بن غودل، وعبدالمجيد الأصنج، وعبدالعزيز السقاف، ومحمد المساح.

قدم محمد مخشف رؤيته في المرشد (الأغنية - الفعل) ص 143 ورد فيها:

في البدء كانت الكلمة قول، جاء في كتاب مقدس، ومن ثم جاء الشاعر والروائي الألماني غويته المقول، في البدء كان الفعل، واليوم نشعر أن من حقنا أن نقول: في البدء كانت الكلمة، الفعل، والأغنية هي كلمة فاعلة، حين تستجيب لوجدان الناس وحاجاتهم وتطلعاتهم، ويخلص مخشف (والأغنية - الفعل أو الأغنية الوطنية قد لعبت في بلادنا هذا الدور).

استعرض مخشف تأثير الموسيقى، كلمات جميلة مغناة، وعصفت به وهو العاشق للفن، الذي عكس نفسه في أغاني عبدالوهاب، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، والشيخ علي أبوبكر، والعنتري، والقعطبي، وحامد القاضي، وعوض المسلمي وغيرهم.
  • مخشف وعلاقة متميزة بأسرة باشراحيل
كرَّست "الأيام" في إصداراتها اعتبارًا من الاثنين 3 مايو 2021م، كل صغيرة وكبيرة في سيرة ومسيرة مخشف، ولادته في 2 مارس 1947م، حتى يوم وفاته الأحد 2 مايو 2021م، ونشرت المقالات الحزينة من محبي مخشف، وفي مقدمتهم "الأيام" وأفراد أسرة باشراحيل.

تلقت "الأيام" منذ إعلانها خبر وفاة ملك الخبر الصحفي سكرتير تحريرها الأسبق محمد عبدالله مخشف سيلًا من برقيات التعازي ورسائل المواساة والوسط الصحفي واسهب المعزون في الحديث عن الفقيد ودماثة خلقه (راجع "الأيام" 4 مايو 2021م.
  • مخشف وكتابات متواصلة عن سيرته ومناقبة
تقاطرت الأقلام من كل حدب وصوب، حيث اهتز أصحابها بعد سماع الخبر الفاجعة، ومن محبي مخشف الذي أبدعت يراعاتهم في رثائه: محمد عمر بحاح، و د. عبدالله الشعيبي، وعلي عبدالكريم، ونجيب صديق، ونجيب يابلي، ووقفنا بإعجاب أمام مانشرته "الأيام" عن رحيل ملك الخبر للرئيس علي ناصر محمد

ارتبط الأستاذ الصحفي محمد عبدالله مخشف.. بعلاقة عمل امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا مع أشهر صحفيي العصر الذهبي للصحافة في عدن والجنوب والمنطقة، فقد كانوا يشكلون فريق عمل صحفي متميز، وهم أحمد مفتاح، معروف حداد، ومحمد زين الكاف، وإبراهيم الكاف، وعلي فارع سالم، ومحمد عمر بحاح، وسعيد عولقي، عملوا معظمهم في صحيفة "الأيام"، وفتاة الجزيرة، و14 أكتوبر، حيث كانت الصحافة العدنية مفخرة قيمة وقامة، ومثل هؤلاء الصحفيين خط مستقل في الرؤى والأفكار، كما ارتبط الفقيد الراحل مخشف بالزميل الصحفي نجيب صديق من خلال العمل في صحيفة أكتوبر، ويعد الزميل صديق من زملائه الصحفيين الذين ارتبطوا بأسفارهم إلى قاهرة المعز، حيث جمعتهم صداقة عمل طويلة.

ارتبط الاستاذ الصحفي محمد عبدالله مخشف..بعلاقة  عمل امتدت لأكثر من ثلاثون عاما مع اشهر صحفيي العصر الذهبي للصحافة في عدن والجنوب والمنطقة فقد كانوا يشكلون فريق عمل صحفي متميز ..وهم أحمد مفتاح... معروف حداد..ومحمد زين الكاف... وإبراهيم الكاف...وعلي فارع سالم...ومحمد عمر بحاح...وسعيد عولقي...عملوا معظهم في صحيفة الأيام..وفتاة الجزيره..و14 أكتوبر..حيت كانت الصحافة العدنية مفخرة قيمة وقامة..ومثل هؤلاء الصحفيين خط مستقل في الرؤى والافكار ..كما ارتبط الفقيد الراحل مخشف بالزميل الصحفي نجيب صديق من خلال العمل في صحيفة اكتوبر..ويعد الزميل صديق من زملائه الصحفيين الذين ارتبطوا باسفارهم إلى قاهرة المعز.حيت جمعتهم صداقة عمل طويلة..

الرحيل الفاجعة
مساء الأحد 2 مايو 2021م، نعى الناعي وفاة ملك الخبر الصحفي محمد عبدالله مخشف في منزله بمديرية المنصورة (عدن) عن 74 عامًا، وتمت الصلاة على جثمانه، بعد صلاة فجر الاثنين 3 مايو 2021م ، ومواراته ثرى مقبرة الممدارة.

فقيدنا محمد مخشف متزوج منذ عام 1974م من ابنة الراحل الكبير محمد مرشد ناجي، وأثمرت الزيجة إنجاب أربعة أبناء، ثلاثة أولاد وبنت واحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى