عمره يتجاوز 500 عام.. «الدان» الحضرمي ينتظر اعتراف «اليونسكو»

> إبراهيم العشماوي

> «الدان» الحضرمي، هو فن غنائي فلكلوري ارتبط منذ القدم بمنطقة «حضرموت»، الواقعة شرق اليمن، وينتظر الاعتراف العالمي به بعد نيل طلب السلطات الثقافية في اليمن موافقة مبدئية من جانب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» لإدراجه بقائمة التراث الثقافي غير المادي.
وقد مر «الدان» بمراحل تطور متنوعة حتى بات ذلك الشكل الغنائي الأصيل والمتعارف عليه لحنا وشعرا وأداء وعزفا، وبات له مطربون يبدعون في أدائه، ومن أشهرهم الفنان والمطرب الشهير أبوبكر سالم بلفقيه، الذى نشره على نطاق واسع في منطقة الخليج العربي، والفنان محمد جمعة خان، والفنان المعروف عيدروس بن عبدالقادر.

ولأنه موغل في القدم، من الصعب تحديد تاريخ بداية «الدان» الحضرمي، وإن كان بعض الباحثين يرجعون نشأته الأولى لأكثر من 500 سنة مضت، وذلك لورود لفظة «دان» في عدد من قصائد الشاعر الشعبي والعالم الصوفي عمر بن عبدالله بامخرمة المتوفى في مدينة سيئون عام 952 هجريا، وذلك حسب ما ذكره جعفر السقاف والكاتب عبدالقادر الصبان في دراستهما عن «الدان».

ويشير المستشرق السويدي كارل لاندبرج إلى أن أصل «الدان» مأخوذ من الدندنة ولعلها من الفعل الرباعى: دندن، يدندن، ومن معانيها أن تسمع من الرجل نغمة، أو صوتا، ولا تفهم ما يقول. فيبدأ المغنى يهمهم ويدندن بنغمات: «دان دان دان»، ليتشكل بذلك صوتا ولحنا، ثم يتم تركيب الأبيات الشعرية على ذلك.
وقد يحضر أكثر من شاعر هذه المجالس فيتساجلون في موضوع أو أكثر، يدلي كل شاعر فيه برأيه ويدافع عن وجهة نظره شعرا،. فتجمع السهرة أو الندوة إلى فني الغناء والموسيقى، فني الأدب العامي والمساجلة الشعرية.

ويعالج شعراء «الدان» موضوعات الغزل، والمديح، والفخر، فضلا عن تناولهم موضوعات سياسية واجتماعية، ويتطرقون لمشاكل القبائل والنزاعات بينهم.

يوضح الباحث اليمنى جيلاني علوى الكاف، وهو شاعر وكاتب متخصص في الدان الحضرمي، لــ «الأهرام» أن الدان في وادي حضرموت نوعان، أولهما: «الدان الحدري»، وهو السائد في المناطق الوسطى إلى انحدار الوادي نحو شبام وسيئون وتريم وغيرها. وهناك «الدان المعلوي»، وهو السائد في المناطق التي تقع في علو الوادي، نحو منطقة «دوعن» وغيرها.

أما التصنيف الثاني للدان، فهو ثلاثي، ويؤلف من «الريّض» ذي المقاطع الطويلة، وهو الرباعي والخماسي والسداسي وما بعده. وسمّي ريّضا، لهدوء أنغامه. ويتضمن ذلك التصنيف ذا المقاطع الثنائية والثلاثية والرباعية السريعة الحركة والاندراج.
وأخيرا، «الهبيش» ذو المقاطع الثنائية في الأغلب، وهو الأسرع نغما والأكثر انتشارا في البادية.

ويأتي الكاف بتصنيف آخر، وهو ثلاثي أيضا وفقا لطبيعة المغنى بالدان. فهناك «دان الجمّالة»، الذى يتغنّى به الجمّالون سواء كان من إبداعهم أم من المتوارث شعبيا. وهناك «الدان البدوي»، الذى يتم التغني به في البادية. و«الدان الحضري»، الذى يتم التغني به في المدن الرئيسة بوادي حضرموت. ويندرج ضمنه، «دان» المساجلات الشعرية، الذى هو أكثر تمدّنا وأرقى تطورا شعرا ولحنا من دان المساجلات الشعرية في البادية.
وفي عام 2019، نظمت وزارة الثقافة اليمنية أنشطة ذات طابع دولي للتعريف بعراقة «الدان»، وكونه أحد أهم العناصر الثرية للهوية الثقافية لليمن. ويقول الدكتور محمد جميح، السفير اليمنى لدى «اليونسكو» إن الطلب اليمنى بشأن «الدان» قد تم قبوله في المبدأ، ويخضع حاليا لدراسة متأنية جنبا إلى جنب طلب إدراج الغناء الصنعاني.

"الأهرام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى