تداعيات موسكوفية

> د. هشام محسن السقاف

>
لوحدي أقيس اتجاهي نحو قلبك
بوصلة الروح أنت

ولوحدي تغيم السماء

فلا أرى

الناس من حولي أشباح

ولا شيء مباح لعيني

سواك.

وأنا غارق

حيث لا شيء سوى ما كان منك

وما كان

حديث الأمس والنجوى والسمر البريء

والضحكات تجلجل في الأرجاء

والهمس

و السير بلا هدى

في كل منعطف أنت

و على "يخوت" الحب في النهر.

كنا نملك هذي المدينة الكبيرة

كنا نطلق حمامات الشوق

في الشوارع

والنوافذ المغلقة

وسماكة الثلج

كنا نغفو قليلا تحت أشجار الخريف

ونسمع قليلا سمفونية الورق الأصفر المتطاير

نجلس تحت سنديانة عجوز

أغصانها أيد تتضرع لله

أما الصفصافة فتترك للثلج مشيئته

ولا عزاء

كنا نشرب من نافورة باردة

تحت أقدام "جوجول"

وهو بأسماله البالية

نصغي، وهو يهمس للمطر

و لبائعة هوى

و لرجل نبيل فقد أنفه

نفحص شرود "بوشكين"

و عينيه الشرقيتين

و نراه يرفع سقف الغيرة

ويموت

هو بوشكين يمر على هواه الزمان.

نقتنص صمت "الساحة الحمراء"

نرتل ما في نفسينا من نبضات

و الليل يناصفنا و ساعة "الكريمل".

نلثم سعداء دفء المترو الأخير

نكون قد عدنا

نغلق وراءنا سور المدينة الأحمر

و نفتش عن نشوة أخرى

إن كان ثمة بقية منها

ونحن نصعد السلالم.

*

كيف لك ؟ كيف لي أن أغادر

و طالوت الملك هذا

نرسمه على إيقاع بجعة بيضاء

و نمحوه لنصحو عليه كما كان.

نرسمه بستانا من كرز

أفقا من الضباب "المسكوفيتشي" المحير

وعجائب

يقترب الليل من نافذتي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى