العرب: اليمنيون يعقدون آمالا على تحركات عمان الجديدة

> «الأيام» العرب:

> يقوم وفد الوساطة العماني بزيارة إلى صنعاء برفقة وفد التفاوض الحوثي برئاسة محمد عبدالسلام، في ظل تطورات متسارعة توحي بإمكانية إحراز اختراق جزئي في بعض الملفات العالقة التي فشلت المفاوضات بين الرياض والحوثيين في التوصل إلى أيّ تفاهمات حولها نتيجة للمطالب الحوثية المتزايدة والتي يصفها وسطاء دوليون بالتعجيزية.

وتكتسب الزيارة الجديدة لوفد الوساطة العماني، أهمية خاصة لتزامنها مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى العاصمة السعودية الرياض أجرى خلالها مباحثات مع مسؤولين سعوديين كبار من بينهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وجاءت زيارة الوفد العماني في أعقاب جولات للمبعوثين الأممي والأميركي إلى اليمن، شملت عواصم المنطقة الأكثر تأثيرا في مسار الأحداث اليمنية، مثل الرياض وأبوظبي ومسقط.

وقالت وزارة الخارجية العمانية الخميس إن وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الشيخ خليفة بن علي بن عيسى الحارثي التقى المبعوث الخاص الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ لمناقشة المستجدات والتطورات في القضية اليمنية. وأشارت إلى أن “اللقاء بحث الجهود التي تبذلها الأطراف المختلفة للتوصل إلى حل سياسي شامل يخدم مصلحة الشعب اليمني وأمن المنطقة واستقرارها”.

وترجح أوساط يمنية أن يجري طرح مقترحات جديدة خلال الزيارة، في ظل تصاعد حالة من السخط الشعبي في مناطق سيطرة الحوثيين، بسبب الاتهامات المتواترة للجماعة بعرقلة التوصل إلى اتفاق حول بند صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الحوثي، إلى جانب فشل كل رسائل التهديد التي أطلقها قادة سياسيون وعسكريون حوثيون خلال الفترة الماضية، ولوحت باستئناف الهجمات التي تستهدف إمدادات النفط وممرات الملاحة البحرية.

ولا تستبعد مصادر يمنية مطلعة أن ينفتح الحوثيين في هذه الجولة من المفاوضات على ملف الرواتب، بهدف امتصاص حالة الغضب الشعبي، وتحقيق انتصار جديد في الملف الإنساني، يضاف إلى قائمة مكاسبهم الاقتصادية التي تحققت في الجولات السابقة وتحديدا فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، حيث سيمثل انتزاع اتفاق حول الرواتب مكسبا مهما سيعزز من قوة الجماعة في مناطق سيطرتها وينهي أحد أبرز أسباب التوتر السياسي والشعبي المناهض للحوثيين.

وتمنح جهود الوساطة العمانية في جولتها الحالية مخرجا مناسبا للحوثيين لامتصاص الغضب الشعبي المتصاعد جراء الأوضاع المعيشية والاقتصادية في مناطق سيطرتهم، إضافة إلى امتصاص حالة السخط الدولي المتنامية إزاء التعنت الحوثي والتي بدت من خلال إحاطات سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن خلال الجلسة الأخيرة المتعلقة باليمن، حيث حمّلت في مجملها الحوثيين مسؤولية فشل جهود السلام وتفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي في المناطق اليمنية، نتيجة للحرب الاقتصادية التي تشنها الجماعة ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وأعلنت وكالة الأنباء التابعة للحوثيين الخميس عن وصول رئيس الوفد الحوثي المفاوض محمد عبدالسلام برفقة الوفد العماني إلى مطار صنعاء الدولي “للتشاور مع القيادة واستئناف العملية التفاوضية”.

وعن أهداف الزيارة وبرنامجها، قال عبدالسلام في تغريدة على موقع “إكس”، “وصلنا إلى صنعاء نحن والوفد العماني للتشاور مع القيادة وتقييم المرحلة واستئناف العملية التفاوضية وفي مقدمتها معالجة الملفات الإنسانية”، مشيرا إلى أن زيارة الوفد العماني إلى العاصمة صنعاء “تأتي في سياق جهود الوساطة العمانية لإحياء العملية التفاوضية وتقييم المرحلة”.

وأضاف “نعمل على إحياء العملية التفاوضية بدءًا من الملف الإنساني وتداعياته الكارثية خاصة فتح المطارات والموانئ وصرف المرتبات”.

وتابع “سنجري خلال الزيارة مشاورات مع القيادة لإحياء العملية التفاوضية ضمن رؤية واضحة تعالج الملفات الإنسانية الأكثر إلحاحاً وتمس كل مواطن يمني” متسائلاً “إذا لم تبدأ العملية التفاوضية بتنفيذ البنود الإنسانية فلا يمكن البناء على نوايا إيجابية للطرف الآخر”.

واتهم عبدالسلام دول الرباعية حول اليمن (أميركا، بريطانيا، السعودية، الإمارات) بعرقلة الملف الإنساني، على حد زعمه، وأضاف “نأمل أن ينتهي هذا التجمع السيء”.

وفي تعبير عن انعدام ثقة المجتمع الدولي والإقليمي، في تعاطي الحوثيين مع جهود إحلال السلام في اليمن، أعربت أميرة الحفيتي نائبة المندوبة الدائمة لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، في جلسة لمجلس الأمن بشأن الحالة في اليمن، الأربعاء، عن “بالغ القلق إزاء استمرار الهجمات الحوثية على طول خطوط التماس في عدد من المحافظات، رغم التهدئةِ الهشة التي يشهدها اليمن”، في إشارة إلى استمرار التحشيد العسكري الحوثي على الجبهات، وخصوصا مأرب والضالع ولحج وشبوة.

وحول الأجواء المحيطة بزيارة الوفد العماني إلى صنعاء قال المحلل السياسي اليمني عبدالوهاب بحيبح إن زيارة الوفد العماني إلى صنعاء للقاء قيادات الميليشيا الحوثية تأتي بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان إلى الرياض.

وأشار بحيبح في تصريحات لـ”العرب” إلى أن المساعي الدبلوماسية العمانية الحثيثة لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول في الملف اليمني تتناغم إلى حد كبير مع التحركات الرامية لتفعيل بنود الاتفاق السعودي – الإيراني الموقع في بكين، والذي أنهي القطيعة في العلاقات الدبلوماسية ما بين الرياض وطهران والتي استمرت منذ العام 2016 إلى أوائل العام الجاري.

واعتبر المحلل السياسي اليمني أن ملف اليمن من أهم الملفات التي من المفترض أن ينعكس عليها هذا الاتفاق، بما يحقق تهدئة الوضع في البلاد وحدوث تسوية شاملة وضمان أمن السعودية، وهي بالونة الاختبار الحقيقي لصدق النوايا الإيرانية.

وأضاف “عند الحديث عن الجدوى من هذه الجهود فمن المؤكد أن استثمارات طهران لتحقيق مشروعها التوسعي في المنطقة لم يكن بين عشية وضحاها، بل مشاريع تشكّلت وموّلت ونسجت بعقلية النسّاج الإيراني خلال أعوام طويلة بهدف تحقيق النفوذ الإيراني في الإقليم ولن تتخلى عن هذا الحلم فهي في الأساس دولة ثورية توسعية، ومن هذه المشاريع الحركة الحوثية، التي من خلالها نفذت إيران إلى اليمن خاصرة منافستها الأهم السعودية، وبواسطتها نفذت إيران إلى الممرات المائية في البحر الأحمر، واستهدفت أمن المملكة ومقدراتها الاقتصادية والمدنية، بل وهددت الممرات المائية في البحر الأحمر”.

ورجح بحيبح أن تحقق الوساطة العمانية اختراقا هذه المرة “أولا لوجود رغبة إيرانية بالتهدئة مؤقتا، وثانيا لتزايد الاحتقان في المحافظات التي تقع تحت سيطرة الميليشيا الحوثية والتي تعاني من نقص في الخدمات الأساسية وتفشي الفقر والجوع والمرض وانقطاع في صرف المرتبات في ظل الهدنة وتوقف الضربات الجوية والتهدئة السعودية مع الحوثيين، حيث كانت المليشيا الحوثية تتنصل عن واجباتها تجاه السكان بما فيها الخدمات الأساسية وانقطاع الرواتب بحجة العدوان”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى