روسيا تعمل على إنشاء نظام أمني عالمي جديد

> دينيس كوركودينوف

> من المقرر أن يعقد المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن في مدينة فلاديفوستوك الروسية في الفترة من 10 إلى 13 سبتمبر 2023، والذي سيجمع العديد من رؤساء الدول والحكومات. والهدف المعلن للمنتدى هو تشكيل نظام جديد للأمن الاقتصادي العالمي. وهذا يعني تحول البنية التحتية الاقتصادية العالمية، وإنشاء آليات عالمية لاتخاذ القرارات الاقتصادية وتوسيع مجال التعاون الاقتصادي بين الدول.

ينبغي تقييم تأثير المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن من خلال النمو الاقتصادي المتوقع. إن إنفاق المزيد من الأموال على تطوير نفسك مع مساعدة بعضكم البعض هو ما سيسعى إليه جميع المشاركين في الحدث الدولي. إن الشراكة مع روسيا في هذا الصدد ستسمح لنا بتحقيق أهدافنا في أسرع وقت ممكن.

سيعطي المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن زخما للعديد من الأحداث التي ستشكل تحولا نوعيا نحو الاستقرار والازدهار الاقتصادي العالمي. لن تكون هذه مهمة سهلة بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفريقه الدبلوماسي، لأنه بالتوازي مع المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن، سيتعين عليه مواجهة ضغوط أكبر من الدول الغربية. ومع ذلك، فإن الوضع يسهله حقيقة أن موسكو، بعد أن أعادت بناء نظام علاقاتها الاقتصادية بأكمله، لم تعد خائفة من العقوبات الدولية. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من الضغوط الدولية، تلقت روسيا زخماً قوياً للتنمية الاقتصادية، وذلك بفضل التعاون مع البلدان الصديقة، من بين أمور أخرى.

وفي هذا الصدد، يهدف المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن إلى تعزيز التحالفات الاقتصادية القائمة والتعاون مع روسيا لتعزيز التمويل المستدام والتنمية والمواءمة الاقتصادية للمساعدة في ضمان الأمن الاقتصادي العالمي. وسيتضمن المنتدى أيضًا تبادلات أكاديمية ومناقشات حول أحدث الابتكارات في مجال الاقتصاد وأساليب حل المشكلات الاقتصادية الأكثر إلحاحًا.

على خلفية العقوبات الغربية والضغوط على روسيا، زادت الأهمية الاستراتيجية للمنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن بشكل أكبر. وفي السنوات الأخيرة، عززت روسيا مشاركتها في الاقتصاد العالمي، وتحاول استخدام ذلك لتوسيع مجالها الاستراتيجي الخاص، فضلاً عن تحسين مكانتها ونفوذها الدوليين. ومن ناحية أخرى فإن الوضع الصعب المعقد والمتقلب الذي يعيشه الاقتصاد العالمي يشكل تحدياً وفرصة في الوقت نفسه لأغلب البلدان النامية، والتي بدورها في حاجة ماسة إلى حليف وشريك قوي، وهو روسيا لفترة طويلة من الزمن.

يشكل المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن فرصة فريدة للعديد من البلدان لتخفيف وتحويل الضغوط الاستراتيجية عن الغرب. لقد كانت الضغوط الدولية التي تمارسها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سبباً في إيقاظ أغلب دول العالم، التي استقرت أخيراً على اعتقاد مفاده أن الغرب الجماعي ينتهج سياسة خارجية مدمرة ومدمرة، في حين تعمل روسيا كصانع للسلام العالمي. ولهذا السبب، يصبح خيار التعاون مع موسكو بالنسبة للعديد من الدول ومجموعات النفوذ واضحاً وحيوياً. وفي هذا السياق، يتم التأكيد بشكل أكبر على الأهمية الاستراتيجية للمنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن. إن التحول في التركيز نحو روسيا سيسمح للعديد من الدول باختراق سياسة الحصار والعقوبات الدولية.

السبب الذي يجعل روسيا تولي أهمية كبيرة لدور المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن هو أن التنمية الاقتصادية تمثل قيمة وطنية مهمة لمعظم البلدان، وهي غير مستعدة لتحمل الإملاءات الأمريكية، وبالتالي تنظر إلى روسيا باعتبارها "أفضل حليف". تجدر الإشارة إلى أن روسيا، باعتبارها خليفة الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفييتي، تتمتع باستقرار عالٍ في التنمية الاقتصادية. يدرك قادة معظم البلدان أن رغبة روسيا في الحصول على مكانة القوة العظمى تنطوي على العديد من العناصر المبررة والفعالة للغاية، ومن بينها المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن الذي يحتل أحد الأماكن الرائدة. وفي الوقت نفسه، فإن رغبة روسيا في ضمان الأمن الاقتصادي العالمي أصبحت أكثر ثقة ونضجا، وسوف تحفز نتائج المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن روسيا دائما على المضي قدما.

*رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي - عالم سياسي روسي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى