موقع بريطاني: الرياض تلعب دور الوسيط في بين طهران وواشنطن

> لندن "الأيام" القدس العربي:

> ​نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقريراً لمراسله في العاصمة الإيرانية طهران، قال فيه إن إيران والولايات المتحدة تتبادلان الرسائل لتخفيف التوتر في غزة عبر السعودية.

وبعد تسعة أشهر من استئناف العلاقات، بعد سنين من العداء، تولّت السعودية دوراً جديداً، وهو الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، حسب مصادر نقل عنها الموقع. فقد قام مسؤولون بارزون في الرياض بنقل الرسائل بين البلدين، وتخفيف التوترات بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة.

وبدأت العملية في نوفمبر، عندما  شارك وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان في القمة الطارئة حول الحرب في غزة، وعقدت بالرياض، وشارك فيها قادة منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية.

وقال مصدر إيراني  مطّلع على الأمر إن عبد اللهيان حَمَلَ معه إلى المسؤولين السعوديين رسالة إلى الولايات المتحدة، وكانت رداً على رسالة من واشنطن أرسلت لطهران قبل فترة قصيرة. ونقل المسؤولون السعودية الرسالة إلى واشنطن، حسبما قال المصدر.

وقال مصدر ثان في وزارة الخارجية الإيرانية إن السعوديين استخدموا كقناة بين الطرفين، إلى جانب عمان وقطر وسويسرا، التي تمثّل في بعض الأحيان الولايات المتحدة دبلوماسياً في إيران. وكان على الدول الأربع العمل، وبشكل متكرر، كوسيط بين البلدين، ومنذ هجمات “حماس”، في 7 أكتوبر، والرد الإسرائيلي ضد غزة.

وتعتبر إيران من أقدم الداعمين لـ “حماس” في غزة، إلى جانب جماعات مسلحة مثل “حزب الله” في لبنان، والحوثيين في اليمن، وجماعات أخرى في العراق وسوريا، وكلها ضربت إسرائيل وأهدافاً أمريكية، منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد غزة.

وبحسب المصدر في وزارة الخارجية، فقد ركّزت الاتصالات بين إيران والولايات المتحدة على الحدّ من التوترات، وتجنّب المزيد من التصعيد بالمنطقة.

وقال المصدر إن طهران حذّرت الولايات المتحدة من التداعيات الممكنة لو وصلت الحرب الإسرائيلية، التي قتلت حتى الآن أكثر من 24,000 غزّي، إلى مستوى خارج عن السيطرة.

ويشمل هذا هزيمة إسرائيل في مواجهة إقليمية واسعة، وزيادة المخاطر الأمنية على القوات الأمريكية.

وقال المصدر الأول إن السعودية استخدمت، بشكل متزايد، كقناة بين الطرفين، بعد حملة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد قادة “محور المقاومة”، فقد اغتالت إسرائيل رضي موسوي، الجنرال في “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري الإيراني” بغارة على العاصمة السورية دمشق، في 25 ديسمبر.

 وزار وفدٌ سعودي طهران برسالة من واشنطن عبّرت فيها عن رغبتها باحتواء النزاع في غزة. وبحسب المصدر الأول، فقد اقترحت الولايات المتحدة تنازلات محتملة من إسرائيل، واحدة منها عدم تقديم واشنطن دعماً لحكومة إسرائيل المتطرفة التي يقودها بنيامين نتنياهو.

وفي 8 يناير، قال حسين أكبري، سفير طهران في دمشق، إن بلاده تلقت رسالة من “واحدة من دول الخليج الفارسي”. وقال أكبري إن هذا البلد أرسل وفداً إلى إيران برسالة أمريكية تعرض فيها حلّ كل النزاعات في المنطقة، وليس فقط الحرب في غزة. ويفهم موقع “ميدل إيست آي” أن هذا البلد هو السعودية.

وأخبر مصدرٌ مطلع آخر في إيران الموقع أن واشنطن استخدمت القنوات السعودية لإخبار طهران بأنها ستضرب الحوثيين في اليمن، بسبب استهدافهم السفن في البحر الأحمر. ودعت الرسالة إيران للجم الجماعات الموالية لها أثناء الهجوم الأمريكي.  وأشارت إلى أن الهجوم ضد الحوثيين، لن يكون قوياً في البداية، ولو ردّت إيران بقوة فإن ضربةً شديدة ستتبع.

 وضربت الولايات المتحدة وبريطانيا مواقع حوثية في 12 يناير. وقال الرئيس جو بايدن، في جولة انتخابية زار فيها مقهى ببلدة ألين تاون بولاية بنسلفانيا، إنه وجّهَ رسالةً لإيران عندما ضرب الحوثيين. ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية ما ورد في تقرير الموقع، وأخبروه بأن “التأكيدات في هذا التقرير ليست صحيحة”. وطلب الموقع من وزارة الخارجية السعودية التعليق.

وعلّق دبلوماسي إيراني سابق بأن الرسائل المتبادلة بين الطرفين تعكس رغبة بتجنّب حرب واسعة. وأضاف أن التفاهم غير الرسمي بين إيران والولايات المتحدة للحفاظ على الوضع تحت السيطرة تعرّضَ لامتحان بسبب هجمات الجماعات الموالية لإيران ضد أهداف أمريكية.

وتوصلت الولايات المتحدة وإيران، العام الماضي، لصفقة تهدف للحفاظ على الوضع تحت السيطرة. وخففت الولايات المتحدة بعض العقوبات على بيع النفط الإيراني، مقابل الحدّ من الهجمات على أهداف أمريكية وتخفيض معدلات اليورانيوم. وأفرجت إيران عن خمسة إيرانيين بجوازات سفر أمريكية، مقابل خمسة إيرانيين في السجون الأمريكية، ورفع الحظر عن 6 مليارات دولار جمّدتها الولايات المتحدة.

وحذّر الدبلوماسي السابق من أزمة نووية جديدة قد تندلع إلى جانب غزة أو بعد الحرب عليها، لو لم يتم التوصل لتفاهم جديد بين الولايات المتحدة وإيران. وتعتبر الوساطة السعودية مهمة في ضوء استئناف العلاقات بين البلدين، رعته الصين، في مارس العام الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى