​في ذكرى رحيله الـ24..«قطوف محضارية»

> بدر بن عقيل:

>
​يظل الشاعر الكبير الراحل حسين أبو بكر المحضار واحدًا من كبار شعراء الوطن وشبه الجزيرة العربية، بعدما أثرى الحياة الغنائية الفنية لفترة تزيد على نصف قرن، واحتل حيزًا من اهتمام النقاد بتجربته الغزيرة والاستثنائية في مجالي الشعر والألحان، فقد برز كشاعر غنائي بديع ومتفرد ولحّن معظم أغانيه. وهي موهبة أخرى لا تقل في أهميتها عن تجربته الشعرية، كما يقول النقاد، الذين يرونه مطورًا للأغنية ورافدًا جديدًا للمدرسة الغنائية الحضرمية في تنافسها الإبداعي مع مدارس الغناء الأخرى.

أربعة وعشرون عامًا مضت منذ رحيل هذا الشاعر، ففي 5 فبراير من عام  2000، رحل المحضار عن دنيانا بعد حياة عطاء إبداعي وفير. ورغم مرور أكثر من عقدين من الزمان على رحيله، فإنه لا يزال يحظى باهتمام الجمهور في الداخل والخارج العاشق للشعر والغناء والحب.
  • الملحن البارع
إن حسين المحضار  بميزة أخرى إلى جانب الشعر، وهي القدرة على صياغة اللحن العذب، ولذلك كان حضوره بمجال الأغنية فريدًا واستثنائيًا، فقد انتهى كثير من الباحثين، بشبه إجماع، إلى أنه وحيد عصره في الأغنية الحضرمية، وصاحب منهج متفرد، بل إن أغنياته التي ألفها، صارت تعرف بالأغنية المحضارية، وسادت زمناً طويلاً في البلاد، ولا تزال، حتى أن الأذهان غالبًا ما تنصرف إليها بمجرد ذكرها بعدما أوجد حالة غنائية خاصة. واتسم منتجه بقوة العبارة وجمالها، وفرادة اللحن الذي كان يأخذه من إيقاعات الألعاب الشعبية، ومن كل ما له علاقة بتراث البلاد، وهو ما أكسب ألحانه ثراءً.
  • مكانة الشحر
اذهب إلى الشحر لتجد روح الشاعر الكبير الراحل حسين أبوبكر المحضار تحلق عاليًا فوق سماء المدينة تهدي لها أعذب أغنياته .. مجددًا فيها الحب والوفاء:
فراق الشحر ما أصعبه! وفراق أهلها أصعب
وان صدت وإن جارت وقالت سر وتغرّب
فيا ما قد بطيت اشرب
لبنًا من ضرعها من عادنا إلا طفل في الخودة
لقد سألت يومًا الشاعر حسين المحضار: ماذا تعني لك الشحر؟
فأجاب: لولم تكن الشحر في حياتي لما كان المحضار.
نعم كان حسين المحضار إذا ذكرت(الشحر)وهو بعيد عنها ترقرقت عيناه بالدموع!!
لقد رأيت هذا عندما كنا معًا في مدينة (جدة) ذات يوم من عام1993م
وهنا قلت له: الآن عرفت من أين جاءت في أشعارك وألحانك كل هذا الكم من الحنين.. والشجن.. والمشاعر.

ثم قال لي بملء الفم والقلب:
أمي الشحر الوالد جبل ضبضب
وابني الحيد لسّود وابنتي ضبة
كلما جيتهم قالوا هلا مرحب
عش هنا بيننا لا تنزل الرحبة
بانسايرك عا سيره وخبّه
ظنّنا فيك طول الوقت مابايخيب
يوم كل مجتهد له نصيب
أنا نصيبي من الدنيا حبيبي
وأتذكر أيضًا أني سألت يومًا شاعرنا المحضار: الغربة والبعد عن الشحر ماذا تعني لك؟
فأجاب: إنها تدفعني أن أقول أفضل.. وأجمل.

والخلاصة:
الشحر في وجدان المحضار كتاب مفتوح.. عنوانه الجمال.. وخاتمته الوفاء.. وهوامشه أكاليل من الورد والفل والعطر.. وأريج اللبان، بينما كل صفحاته من المودة.. والبساطة.
ثم إن صدى الشحر هو صدى للقلوب المترعة بالشجن.. والمحبة.

ثنائية بديعة
لم يحزن الفنان أبو بكر سالم بلفقيه كما حزن على رفيق دربه الشاعر والملحن حسين أبو بكر المحضار، الذي كان رافدًا له منذ البدايات، حتى رحيله عام 2000، وفي كل ظهور إعلامي له يتحدث أبو بكر بوفاء عن المحضار ويخبئ دمعة كبيرة في عينيه عند سرد ثنائية امتدت لأكثر من 40 عامًا.

فقد التقى الاثنان في الولع بـ"الدان الحضرمي"، وقدما مجموعة من الروائع مثل "باشل حبك معي"، "سر حبي فيك غامض"، "كما الريشة" و"خذ من الهاشمي"، ومنذ أول لقاء بينهما في منتصف الستينات في مدينة (الشحر) أخذ أبوبكر بيد المحضار إلى بيروت وجددا مجموعة من الأغاني مثل "يا زارعين العنب"، و"شلون حال الربع".

وغنى له أيضًا "شلنا يابو جناحين"، "إنت وينك" و"ياسهران"، "عنب في غصونه"، "الكوكب الساري"، وبعد الاستقرار في السعودية جمعتهما "يا سهران " وسلام" والأغنية الشهيرة "يا ويح نفسي"، واستطاع الثنائي الانفتاح على الأغنية الخليجية وإثراء الحركة الفنية وصناعة حراك جميل امتد لسنوات، يقول أبو بكر سالم: "المحضار فنان لديه إيقاع داخلي في كوامنه".

كما قال لي يومًا الفنان أبوبكر سالم: إن حسين المحضار عندما تحضره اللحظة الشعرية يتجلى.. ويبدع.. فتنساق له المعاني.. والصور في سلاسة.. وعذوبة.
  • تضمين الأمثال
لماذا تناول وأسقط الشاعر الكبير الراحل حسين أبوبكر المحضار الكثير من الأمثال والاصطلاحات العامية الحضرمية في أشعاره؟
!
إن الإجابة نجدها في قول ابن رشيق: «المثل فيه ثلاث خصال ..... إصابة المعنى.. إيجاز اللفظ.. وحسن التشبيه».. ولذلك فقد التجأ إليها الشاعر المحضار كأسلوب في صياغته الشعرية، يدور على غايته في المعنى من بابه الخلفي الذي يدركه الوعي الشعبي، أما ليفاجئه ويكشفه، أو يرمز إليه من بعيد، في إشارة ذكية وإيحاء معبر، لا يتوانى أن يعريه ويكشف حقيقته..!!

وقد حدد الشاعر عبدالله البردوني ثلاثة أسباب لقيمة تضمين الأمثال في الشعر:
1 - شهرتها كأقوال حكيمة..
2 - مكانتها الاجتماعية كنظام معرفي أغلب على العرب.
3 - قيمتها الفنية كتسجيل حادثة وانطباقها على أحداث.
ثم يبرز سؤال آخر: لماذا التقط المحضار كثيرًا الأمثال الشعبية دون سواها من الأمثال العربية؟!
يقول زايلر:
«إن المثل الشعبي الحقيقي يعيش بين الطبقة الدنيا، والطبقة المتوسطة، وأن الأمثال تحمل صفة الجماعة التي تعيش فيها».
ولقد أراد شاعرنا المحضار تحريك الذاكرة الشعبية، وإعادة الأذهان إليها، بحيث لا يأتي المثل أو الاصطلاح العامي من خارج معارف أغلبية الناس، وإنما يأتي إليها.. منها.

ولا شك أن هذا المصدر والنبع الشعري المتدفق، امتلك مفتاحه، وسبر أغواره الشاعر المحضار، وكانت الحكمة الشعبية وكأعظم نتاج وخلاصة لتجارب شعبنا، باب المحضار ونافذته على الناس.. وعلى الواقع، متعاملًا معها بروح الإنسان البسيط، والفنان المبدع.

يقول الأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف:
«والشعر عند المحضار«كيمياء» سواء من ناحية الشكل أو الموضوع، فالعبر والكلمات والأمثال والاصطلاحات التي يستعملها المحضار، ويتناولها تناول الخبير بصناعته، وبمواد وأدوات تلك الصناعة، وهنا يكمن الخلق والإبداع، وحسن التناول، ومزج المادة بالروح في أشعاره وكافة أغانيه».

ولعل رائعته" واويح نفسي" قد تضمنت في كل بيت منها مثل شعبي حضرمي عميق المعنى والدلالات.
  • بعيون سعودية
الكاتبة السعودية الدكتورة عزيزة المانع الأستاذة في جامعة الملك سعود، تساءلت في مقال لها «المحضار.. شاعر للحب أم للمحرومين!!»، والذي جاء فيه:

قد يعرف الناس المحضار شاعرًا غنائيًا يصدح بألحان الحب والشوق والوجد مما اشتهر به الشعر الغنائي، ولكن لعل القليل منهم الذين يعرفونه ذا اهتمامات أخرى غير تلك، كالاهتمامات التي تتصل بجوانب الحياة السياسية والاجتماعية والإنسانية، فالشاعر لم يكن صاحب قصائد حب فحسب، وإنما كان منغمسا إلى العمق فيما كان يجري في بلاده من أحداث سياسية واجتماعية تثير ألمه وتحرك شجونه فيمتشق قلمه ليغرق في بحور الشعر متخففًا من تلك الآلام. من يقرأ اشعار المحضار وما كان يلامس فيه من قضايا السياسة ومعاناة الفقراء ومظاهر الفساد وغيرها من صور الانحرافات السياسية والاجتماعية، يلحظ مدى التشابه بينه وبين شاعر مصر الشعبي بيرم التونسي، فكلاهما كان ينسج شعره من خيوط معاناة الطبقة الفقيرة والبائسة في مجتمعه».
  • سيئون الطويلة
سألت يومًا الشاعر حسين أبوبكر المحضار ماذا تعني لك مدينة سيئون؟
فأجاب: تعني لي الكثير..ولا أخفيك سرًا إن في كل زيارة لي لمدينة سيئون وضواحيها الخلابة تدفعني وبجبر خاطر أن أقول شعرًا جميلًا.. ولحنًا لطيفًا.
ولا تنسَ أن سيئون مدينة الأنس والدان.

وحقيقة لقد تغزل كثيرًا المحضار في الطويلة سيئون.. وظل يكن لها محبة خاصة...
جاءها شابًا يافعًا.. فقال:
ليلة في الطويلة
خير من ألف ليلة
تفضل فضيلة
يا صاحب الموتر تأن
يالقرن ياريتك تقع لي وطن
ولكن.. قطار العمر يجري.. إلا أن الحب هو الحب لسيئون الذي ظل متأججًا في أعماقه.. حتى ولو جاءها يتوكأ على عود.
اسمعوا المحضار:
ذا فصل في سيئون غن عاصوت سيئــونـــي
سيئون عندي خير من طنطا ومن أســــوان
لاجيتها يــشــتـل مني الــهم والدنيا تقع عيد
باجي لها لونا ضعيف الساق نتوكا على عود
  • تريم الغنّاء
كما أن مكانة مدينة تريم والتشبث والاعتزاز بها نجدها في أمثالنا الشعبية الحضرمية.
فقد قالوا:
(تريم ولو على ذلق شريم)
وقالوا:
(تريم لا تروم غيرها)
وكيف نروم غيرها وهي التي جاء منها المدد...
اسمعوا الشاعر حسين المحضار يقول:
 من هاهنا جانا المدد
ما جبت مدّي من بروم
أو من سقطرى أو بريم
لو قيل لي ماذا تروم
مارمت غيرش ياتريم
وفي تريم كانت تلك الفرصة من العمر التي تمنى المحضار لولم تنقضي...:
فرصة من العمر ياليتها مانقضـت
في تريم المدينة علينـا مضـت
عند المحبين لى بعدهم ما أغمضت
مقلتي لا ولا ذقتـه لذيـذ القـوت
باحل في الـغـنـاء مـديـنة حضرموت
  • شبام العالية
لاشك أن ما من مدينة يطلق عليها أكثر من اسم أو لقب إلا ويؤكد ذلك على مكانتها وأهميتها وعلى أكثر من صعيد..
ونظرًا لعلو وشموخ منازل شبام لقبت بالعالية...
يقول الشاعر حسين المحضار:
حذاري تـخدعك لَـوهــــام
تبِدِّل لك (قَسَم) بـ (شبام)
(شبام) العالية كُـلِّـين يهواها
في ذا الكـون .. يالمـضـنـون

ولأن مبانيها الطينية يغلب عليها اللون الأصفر ويبرز ذلك جليًا عند سطوع وغروب ضوء الشمس عليها.
يقول المحضار:
سرّحت نحوه طرفي
أنظر في جماله والقوام
وسألت مثل الصحفي
 من سيئون أنت أو شبام
لهجتك فيها نبرة
 تشبه شبام الصفرة
صبت الغرض أو زلّيت ...
إيش تنفعك يا ريت
شلنا يابو جناحين

لم يذكر المحضار في شعره "الطائرة" باسمها المجرد ..ولكن أعطاها من صفتها الكثير وفي أكثر من قصيدة له.
اسمعوه هنا:
الـراس نـوّد
وابن آدم يحـنّ عاما تـعـــوّد
فـرحـته بـيـن أحـبــــابـه وعــيــــــــــــده
مهما بطـى رد
إلى بلاده يريـد أو ما يريـد
قـربن لي البـعـد يالله يامقـربات الـبعـــيـد
ويقول:
 شلنا يا بو جناحين لا عند المحب حتى في الشهر ليلة
 با شكي حالي ويشكي لي حاله
 الله يفك عا كل مرصون
كما يقول:
يا رايحة في الجو يا غادية
توجّهي بي صوب ذي الناحية
لي قلب متشوّق يريد الكويت
الكويت ديرتنا فيها ربعنا الكويت

وبالمناسبة ورغم أن للطائرة سرعة محددة سلفًا ويعلن عنها قبل الإقلاع لكن المحضار ومن شدة شوقه ناشد قائد الطائرة قائلًا:
خف السوق
بالله ياطيار خف السوق
نار الشوق
ماشي كماها نار
نار الشوق.

ذكرى الطفولة
 كثير ما نحتاج أن نتعلم من الصغار، صفاء النوايا، نقاء القلوب، نسيان الألم، والفرح بأبسط الأشياء.
ولهذا تظل ذكريات طفولتنا هي الأجمل...
يقول حسين المحضار:
حُبهم شب في الفؤاد من عادنا أُحبي
كنت ما بينهم إذا دعوني أُلبّي
ذلك الدرب لي عليه يمشون دربي
ما تقنّعت منّهم ولا قلت باتوب
حين فارقت فارقت مغصوب

لوعة وحنين
 ما أروع دوستوفيسكي في (الجريمة والعقاب) عندما يُجري على لسان أحد أبطاله قوله ... "أتدري ما هو الحنين ..؟
"الحنين هو حين لا يستطيع الجسد أن يذهب حيث تذهب الروح..
 يقول حسين المحضار:
كنّا وكانوا سيب في الأوطان
بالودّ يا غرس الهوى نسقيك
ثم افترقنا قبل نقضي شان
راحوا كذا عنّا ورحنا هيك
لكن عيني لم تزل دائم تراهم
إذا سكنت الشوق زعل بي
وإن نمت في نومي تراييت

ثلاثية رهيبة
ويستوقفني قول المحضار:
ترفق بحالي مـــــــن جفاك الضـــــنا لافـــــــــــه
ونفسي غــــــدت من شدة البين مختافـــــــــــة
وقلبي من الهجران في بقعته ما راض
عسى لك لنا رجعة
 تجي تمسح الدمعة
 من الخد لا قد فاض
 كيف جمع هذه الثلاثية الرهيبة في هذا البيت الخالد؟
أقصد: الجفاء والبين.. والهجران.
ثم إذا عملنا لها تشخيص طبي ماذا ستكون نتيجة هذه الحالة؟

إلا الغرور
أتساءل هل أحد منا تعجبه صفة الغرور؟
لا أعتقد.. وحتى في الشعر العربي قديمه وحديثه لا نجد من يعجبه الغرور.. أو يمتدحه.
ولكن قد يقول قائل إن شاعرنا المحضار يعجبه الغرور.. أليس هو القائل:
سروري من سرورك
وذكرك في حضورك وفي غيابك
ويعجبني غرورك
بنفسك ياحبيبي وإعجابك
وفي حقيقة الأمر المحضار لا يعجبه الغرور.. ولكن تأدبًا ومن الباب الخلفي وفي نفس البيت وبإيحاء لطيف حذره من العواقب الوخيمة للغرور.. ليس منه ولكن من الآخرين.
اسمعوه يقول:
ولا باخاف عليك من  شي إلا من العين
إذن ما مع المحبوب في هذه الحالة إلا أن يترك الغرور.. ويسلم من عين الحسد.

وكالة قالوا
قال لي يومًا الشاعر المرحوم حسين المحضار ونحن نتناول الشاي على دكة بيته بالشحر:
احذر يابدر من وكالة قالوا.. هذه الوكالة أنا عانيت منها كثيرًا.
قلت له: أي وكالة هذه ؟ وأين تقع؟
وفجأة ..وكان ديوانه " ابتسامات العشاق" في حضنه أخذه وقرأ لي القصيدة التي تخص وكالة قالوا.. ثم ماذا قال هو لهم في آخر بيتين منها.
 قالوا إنه ما يرابع دهن منه دهن
يرفعك ويحطك  بشيش
قالوا انه با يخليك وحدك في سهن
بين جول العيص  وبويش
قالوا إنه بايبيعك على قل الثمن  
 صبر أو تقسيط أو كيش
قالوا أنه عا سرائرك ما هو مؤتمن
 ما يعقه الملح    والعيش
قالوا إنه من فقع له وغنى له زفن
مدعي بالغشم  والطيش
قالوا اسمع قلت لي في حبيبي حسن ظن
فيش من هرج السبب فيش
من كلام الناس قد نوري إﻻ مارشن
والذبالة  تحرق   الخيش

حبة الهيل
بالمناسبة  الشاعر المحضار هو أكثر شاعر حضرمي إن لم نقل على مستوى الوطن تناول حبة الهيل في شعره.
وهذا يعكس ما بداخله من حب للجمال وما هو كل عاطر
يقول المحضار:
في أغنية حيث ما تمشي تصحبك السلامة يقول أبو محضار
الشعر بانثره لأجلك مثل حب الهيل بك
طاب لي نثره
ولا أقدر أنساك لو فوقي مدر وصليل
تحلى بك الذكرى
ما تنتسي العشرة
ويقول:
حين دنت لي غصون الهيل وغصون العنب
والزمن حين اعتنى بي
وأنت جنبي يامنى قلبي والآت الطرب
تستمع للنغم والألحـــــان
لاتــوســوس عيــب ياقلبي حبيــــــــبك مابـــدا خان
ويقول:
 أنا من عشقت الليل  في جبر من أهوى
وحبيت عرف الهيل  والجوز في القهوة
وكلفت نفسي عا  ركوب الجمل والخيل
من حب حد لازم  لأجله يشد الحيل
ويقول:
كل من خـــــرج فــــــي قـــصـــد
لاكــن قلـبـي قـصـده وغـايـة مـنـاه
غـــالــــي حــمـــيـــش الــجـــعـــد
يعجـبـك جـعـده سـاعـة يلـفـه وراه
يــغـــذيه مـــــاء ورد وابـصـيــلــه
والـمـسـك خـلـطـوه بحـبــة الـهـيـلـة
يامحسـنـه فــي الـــدرع والشـيـلـة
كــل مـا وقـف أو مر سبـحـت الإلــه
ويقول:
أشجار في الدار* دنت ريحها يعبـق
 يا بخت من يروح الخضرة ويستنشــق
 ياكم وكم زهر في المغرب وكادي وهيل
ماغربت الشمس في المغرب ولابان ليل

* الدار هنا يقصد بها مدينة الدار البيضاء في المغرب.
 وخلاصة الخلاصة..
مادخلت حبة الهيل في شي إلا وزانته وأعطته المذاق الجميل والنكهة العاطرة.
وكلما أوردها المحضار في شعره زادته جمالًا ومذاقًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى