"إيكونوميست" تسلط الضوء على تاريخ عنف المستوطنين في الضفة الغربية

> «الأيام» اندبندنت عربية:

> مع إصدار الرئيس الأميركي جو بايدن أمراً تنفيذياً يفرض عقوبات على أربعة أفراد "يقوضون السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية"، نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريراً مقتضباً يستعرض تاريخ عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين؟

وأشار التقرير إلى أن أولى المستوطنات في الضفة الغربية أنشئت عام 1967 فور احتلالها من إسرائيل بعد حرب الأيام الستة. وجرى تمويل بعضها والسماح بإنشائها من الحكومة الإسرائيلية، بمساعدة "المنظمة الصهيونية العالمية" World Zionist Organisation. وجادل بعض المستوطنين بأن لديهم مطالبات دينية بالأرض. وقال آخرون إنهم كانوا يستعيدون ممتلكات فقدوها في حرب عام 1948 ضد الدول العربية المجاورة. وكان ليفي أشكول، رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، يرى في الأراضي المحتلة ورقة مساومة في أية مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين. وزعم بعض أعضاء حكومته أن المستوطنات يمكن أن تكون بمثابة حاجز أمني لإسرائيل.

وبحسب القانون الدولي والإجماع الدولي فإن المستوطنات هذه تعتبر غير قانونية. وفي عام 1993، حظرت اتفاقات أوسلو، وهي اتفاق بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، بناء مواقع جديدة. لكن المستوطنين سرعان ما بدأوا في البناء مرة أخرى. وفي العقود الثلاثة التي تلت توقيع الاتفاقات، زاد عدد المستوطنات ثلاثة أضعاف تقريباً. وأنشئ عديد منها من دون موافقة الحكومة لكن الأخيرة عادت وشرعت بعضها بأثر رجعي.

وذكر التقرير أن هناك الآن 460 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية (باستثناء القدس الشرقية)، ومعظمهم قريب من الحدود. ونحو الثلث هم مستوطنون "أيديولوجيون"، ويعيش كثير منهم في عمق الضفة الغربية. وهم يتمتعون بدعم شعبي كبير في إسرائيل. وأعدادهم مستمرة في الارتفاع. خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الحكومة الائتلافية الحالية في إسرائيل، بقيادة بنيامين نتنياهو، جرت الموافقة على بناء 12 ألف وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية، وفقاً لمنظمة "السلام الآن"، وهي مجموعة مناصرة إسرائيلية.

وفي ما يخص العنف، فإنه تزايد منذ الثمانينيات. وأشار التقرير إلى "التنظيم اليهودي السري" Jewish Underground وهي جماعة إرهابية إسرائيلية، كانت مصممة على تخريب اتفاقات كامب ديفيد، التي وقعتها إسرائيل ومصر عام 1978، وخططت المجموعة لتفجير قبة الصخرة، ولكن بعد الهجوم الإرهابي الفلسطيني على الطلاب الإسرائيليين عام 1980، نفذت بدلاً من ذلك سلسلة من التفجيرات ضد رؤساء البلديات العرب. وفي عام 1983، قتلت المنظمة ثلاثة طلاب عرب وأصابت أكثر من 30 آخرين في هجوم على جامعة الخليل في الضفة الغربية.

وفي عام 1993، بعد انتهاء الانتفاضة الأولى، ارتفع عدد الهجمات التي يشنها المدنيون الإسرائيليون على الفلسطينيين مرة أخرى. وتلقى المستوطنون أسلحة من الجيش الإسرائيلي للدفاع عن النفس. وفي ذلك العام، سجلت منظمة "بتسيلم" وهي منظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان، زيادة ملحوظة في أعمال العنف من المستوطنين. وفي عام 1994، فتح باروخ غولدشتاين، وهو مستوطن وعضو في حركة كاخ اليمينية المتطرفة، النار في مسجد في الخليل، مما أسفر عن مقتل 29 فلسطينياً.

ولم يتراجع عدد الهجمات في السنوات الأخيرة، إذ جرى تسجيل أكثر من 1400 هجوم بين عامي 2005 و2021، وفقاً لمنظمة رصد إسرائيلية "يش دين". وأسقطت السلطات الإسرائيلية، التي تتولى تطبيق القانون في مناطق المستوطنات، أكثر من 90 في المئة من الشكاوى، من دون توجيه اتهامات. وأصبحت تكتيكات المستوطنين أكثر تنوعاً. وفي السنوات الأخيرة، قام بعضهم باقتلاع أشجار الزيتون أثناء موسم الحصاد، مما حرم عديد من الأسر الفلسطينية من مصدر للدخل. وتتصاعد التوترات نتيجة لذلك. ويخشى عديد من المراقبين أن تكون هناك انتفاضة أخرى وشيكة في الضفة الغربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى