حلقات مفقودة في مقتل مدير التصنيع الحربي بالجيش اليمني

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> جاءت جريمة قتل مدير دائرة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع حسن بن فرحان الجلال بالتزامن مع مطالبات رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بدعم عسكري دولي للقضاء على القدرات العسكرية لجماعة الحوثي، لتلقي الجريمة بظلال قاتمة على المشهد اليمني المليء بالضبابية والغموض.

ونقل موقع نيوز يمن عن محللين أن هناك تكهنات بوجود طابع اغتيال سياسي للواء حسن بن جلال العبيدي، لكن وزارة الداخلية المصرية التي وقعت الجريمة في أراضيها، حسمت الأمر بأن الجريمة ذات طابع جنائي بغرض السرقة ونشرت صور المتهمين وبياناتهم الشخصية، إضافة إلى جزء من اعترافاتهم في التحقيق الأولي.

حسب المعلومات المتوافرة حتى الآن كان الجلال في زيارة خاصة إلى مصر منذ أسبوع، وبعض المعلومات تفيد أنه في مصر منذ 20 يومًا، قادمًا من تركيا، وعلى الرغم من بيان الداخلية المصرية وبيان السفارة اليمنية بالقاهرة، في توضيح ملابسات الجريمة، فلا تزال هناك بعض الحلقات المفقودة في القضية.

حسن صالح بن فرحان الجلال العبيدي هو مهندس مختص بالتصنيع الحربي منذ عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، حيث قام بإنتاج ما يقارب 600 مدرعة عسكرية طراز "الجلال 1 و2 و3"، كما قام خلال سنوات الحرب مع مليشيا الحوثي بابتكار صواريخ محلية الصنع ضد الدروع، بالإضافة إلى قيادته لكتيبة عسكرية ضمن الجيش الوطني، ومؤخرًا أسس الجلال كيانًا سياسيًّا أفادت بعض المعلومات المتداولة بأنه كان يسعى لحشد الدعم له.

بالنظر إلى وضع مجلس القيادة الرئاسي الراهن ومطالباته المتكررة للمجتمع الدولي بدعم جهودها عسكريًّا واقتصاديًّا لمواجهة مليشيا الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة، كان يمكن أن يلعب حسن الجلال العبيدي دورًا مهمًا في تقوية الترسانة العسكرية للحكومة الشرعية، لكن مقتله في هذا الظرف سوف يصعّب مهمة الحكومة في أي مواجهة عسكرية محتملة مع الجماعة الحوثية التي أصبحت تمتلك ترسانة من الصواريخ البالستية والطيران المسير والزوارق المسيرة أيضًا، ومعظم هذه الأسلحة مصنعة محليًّا بمساعدة خبراء إيرانيين وخبراء تصنيع من ضباط وأفراد الجيش اليمني الذين بقوا في مناطق سيطرة الجماعة.

كما أن مطالبات الرئيس رشاد العليمي المتكررة للمجتمع الدولي بدعم الحكومة الشرعية لبسط سيطرتها على كامل التراب اليمني، من أجل وضع حد لتهديد تلك المليشيات، للملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي، تشير إلى أن المجتمع الدولي لديه مقاربات مختلفة للوضع في اليمن. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وبريطانيا أصبحتا في مواجهة مع مليشيا الحوثي بسبب هجماتها على سفنهما والسفن المرتبطة بإسرائيل، إلا أن مسؤولين أمريكيين ما زالوا يتحدثون عن دعم واشنطن لجهود السلام التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج. حيث قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، السبت، إن بلاده تعرف ما هي الرسائل التي ترسلها للحوثيين لكي يوقفوا هجماتهم على سفن واشنطن ولندن وتل أبيب.

حسن الجلال العبيدي كان بمثابة المعادل الموضوعي لدى الحكومة الشرعية والأطراف المنضوية في معسكرها، مقابل الخبرات التصنيعية الحربية التي تمتلكها جماعة الحوثي. ولعل فقدان الشرعية لكفاءة في التصنيع الحربي بحجم اللواء بن جلال، سيكون تنبيهًا لها بالحفاظ على بقية الخبرات لديها والتوجه نحو الاستفادة منهم وتفعيل دورهم في وزارة الدفاع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى