ليت قومي يعلمون..!

> مشكلتنا الكبيرة أننا نعرف تمامًا أن أزمة الكهرباء في عدن مفتعلة سياسيًّا من طرف أدوات ومطابخ خارجية، لكننا مع ذلك ننفعل ولا نجد أمامنا إلا المحافظ الأخ أحمد لملس نصب على رأسه جام وزبدة غضبنا.

ويبدو أن هذا السلوك الذي يلوكه بعضنا بنظام (لبان أبو حربة) هو حصيلة ثقافة رد الفعل الخاطئ، رغم أننا شعب عاطفي بحت نستند دائمًا في أحكامنا إلى المثل الحكيم: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

كلنا نعلم تمامًا أن حرب الاقتصاد والكهرباء والخدمات ليس الهدف منها التخلص من محافظ عدن أحمد لملس، لكنها حرب شاملة لتصفية القضية الجنوبية وتحويلها من قضية سياسية عادلة بامتياز إلى مجرد قضية خدمات شأنها شأن قضية صعدة أو تهامة.

وانظر إلى كثير من المتنمرين على محافظ عدن، فأقتنع أكثر بمقولة إن الناس عبيد حاجاتهم، أرصد انفعالاتهم غير الطبيعية ومكاييلهم ذات النفس المناطقي، فأتيقن أن الحرب على لملس غير بريئة، وأهدافها الخبيثة أكبر من مجرد الإطاحة بكرسي المحافظ، وبالتأكيد رواء الأكمة ما ورائها.

يدركون أن الذي ضيع اللبن في فصل الصيف نفس المخرج الذي يتحكم في خيوط لعبة الدولة العميقة، ومع ذلك لا يرون غريمًا لهم إلا أحمد لملس.

انظروا فقط في لائحة الاتهامات التي تشن جوًّا وبرًّا و بحرًا على ابن شبوة:

لملس سبب خراب الخدمات، لملس سبب غلاء الأسعار، لملس سبب الاحتباس الحراري، لملس سبب المنخفضات الجوية، وأنا أزيدكم من شعر الاتهامات بيتًا أخطر بكثير: لملس سبب خسارة برشلونة من ريال مدريد، لملس الريالي هو من أوحى لغرفة (الفار) ألا تعترف بهدف مشبوه لبرشلونة، وهو سبب خروج مانشستر سيتي من دوري أبطال أوروبا.

وما دمنا في مزاد مفتوح للفجور السياسي، فقبل أن يتم اختزال مشاكل ومعاناة عدن مع فصل صيف يبدو أشد وطأة حراريًا، فلا بأس أن نعطي للتفكير فرصة باعتباره دليل حياة كما قال الفيلسوف ديكارت.

وعذرًا لست بصدد تسجيل أهداف سياسية في مرمى من يقذفون بيت لملس بحجارة المجدلية بينما بيوتهم من زجاج، لكن ما يحدث لعدن قبل وبعد مجيء لملس إلى كرسي المحافظة يحتاج إلى وقفة مع الذات ومعرفة قليلا من قواعد اللعبة السياسية القذرة، وهي لعبة دراكولية أكبر من أن يتحمل تبعاتها الأخ أحمد لملس، حتى لو ارتدى أجنحة السوبر مان الخارق، ليتكم تفهمون وتقرأون طلاسم ما يحاك لعدن من خفافيش الظلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى