"الأيام" تضطر لرفع أسعارها لمواجهة التحديات الاقتصادية والالتزامات المالية

> في إعلان صدر مؤخرا عن هيئة تحرير صحيفة "الأيام"، أُبلغ القراء أنه اعتبارًا من اليوم ستتم زيادة سعر النسخة من 400 ريال إلى 600 ريال. لكي لا تضطر للإغلاق بسبب ارتفاع تكاليف الورق والحبر والأجور، فضلا عن انخفاض قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

قد يكون الارتفاع في الأسعار بمثابة مفاجأة للكثيرين، خاصة بالنظر إلى الفقر المنتشر، وانخفاض الأجور، وتراجع التجارة، وتدهور الاقتصاد والفساد الحكومي الذي تعاني منه البلاد. لكن عند مقارنتها بالدولار، فإن السعر الجديد لصحيفة "الأيام" لا يزيد عن نصف دولار أمريكي أو أقل من نصف دولار. وعلى الرغم من ذلك، وفي سياق التحديات الاقتصادية اليمنية، يمثل التعديل عبئًا كبيرًا على المواطنين.

وكانت صحيفة "الأيام" داعمًا ثابتًا للقضية الجنوبية والحراك الجنوبي منذ بدايته. ولعبت دورًا حاسمًا في تسليط الضوء على فعاليات الحراك الجنوبي والتعريف بالقضية الجنوبية ومظالم الشعب . وواجهت الصحيفة بسبب ذلك القمع والعنف والمصادرة والإغلاق في عهد النظام السابق، لكنها ظلت صامدة في التزامها بالحقيقة والدفاع عن القضية الجنوبية.

وباعتبارها صحيفة تاريخية متجذرة في الثقافة الجنوبية، تجاوزت"الأيام" دورها كمجرد مطبوعة لتصبح رمزًا للهوية والتراث الجنوبي. إن تفانيها الذي لم يتزعزع في توثيق نضالات وانتصارات الشعب الجنوبي قد عزز مكانتها كجزء أساسي من النسيج الثقافي في المنطقة.

لقد ظلت صحيفة "الأيام" مرادفًا للصحافة المهنية النزيهة، وحافظت على علاقة وثيقة مع قاعدة شعبية واسعة بين أبناء الجنوب. وأخذت على عاتقها الدفاع عن قضيتهم العادلة وعرض الحقائق والأحداث اليومية بكل صدق وشفافية وبساطة ووضوح. وغطت بعناية الأحداث اليومية في جميع أنحاء الجنوب دون الانحراف عن نهجها الموضوعي.

وفضحت "الأيام" (الصحيفة) في تغطيتها للقضايا الوطنية خبث الاحتلال وكشفت للعالم وجهه الحقيقي البشع من دون رتوش. ولم تتهرب الصحيفة من مواجهة الحقائق الصعبة ووقفت شامخة أمام جبروت الاحتلال وأدواته في سبيل العدالة والحرية وإعلاء كلمة الحق، ومثل العديد من الصحف الأخرى التي واجهت مصائر مشابهة، فقد كانت "الأيام" ضحية للقمع والملاحقة والرقابة وتعرضت للإغلاق لسنوات طويلة، ومع ذلك ما زالت تواصل التمسك بمهمتها في قول الحقيقة حتي اليوم، وفي أداء رسالتها الإعلامية بموضوعية ومهنية واحترافية.

في ضوء التحديات الاقتصادية والأزمات التي تعاني منها البلاد، فإن قرار زيادة أسعار صحيفة "الأيام" يسلط الضوء على الصراعات الأوسع التي تواجهها وسائل الإعلام. وبينما يتصارع القراء مع آثار هذا التغيير، فإنه بمثابة تنبيه صارخ على الترابط بين الضغوط الاقتصادية والحفاظ على المؤسسات الحيوية التي تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الخطاب العام والحفاظ على التراث الثقافي الجنوبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى