الإخفاق في عمل البريد يجب أن لا يكون سببًا في تدميره

> المؤسسة العامة للبريد عمرها أكثر من مئتي سنة في عدن، حيث كانت أول مؤسسة للبريد في منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية ووجود بعض الأخطاء والقصور في عملها سببه سوء اختيار قياداته الإدارية، ويتحمل مسؤولية ذلك سلطة التعيين، وليس المؤسسة الوطنية الجنوبية والمواطنين المستفيدين من خدماتها، إن قرار نقل صرف المعاشات للمتقاعدين من البريد إلى مكاتب صرافة خاصة سوف يؤدي إلى حدوث أخطاء ومتاعب وقصور سيتحملها المواطن الجنوبي، ناهيك عن إن قرارًا مثل هذا قد حكم على مؤسسة من مؤسسات الدولة الوطنية بالموت، لصالح من يتم ذلك هل لمصلحة التوجه الخارجي الذي يسعى لتدمير كل مؤسسات الدولة الجنوبية أو لمصلحة قيادات في الداخل.

في الوقت الذي ترفع فيه شعار استعادة دولة الجنوب تقوم هي بتدمير مؤسسات الدولة لصالح مشاريعها الشخصية، انسجامًا مع التوجه الخارجي الساعي إلى إعادة الجنوب لما قبل وجود دولة وطنية فيه أن تصحيح وضع البريد يتطلب قرارات شجاعة في اختيار قيادات إدارية ذات كفاءة لتصحيح الوضع الإداري والمالي للمؤسسة وليس قرارًا بشطب المؤسسة وتحميل المواطن الجنوبي مسؤولية ما وصلت إليه أوضاع ليس فقط البريد بل الكثير من المؤسسات الوطنية لدولة الجنوب، والتي استمرت في العمل بنجاح حتى بعد عام 1990 أي بعد الوحدة المشؤومة.

إن تصحيح وضع مؤسسات الدولة الجنوبية هو الطريق الصحيح، وليس شطبها وتدميرها كليًا مثلما يحدث اليوم للبريد، ناهيك عما سيتجشمه المتقاعدون من متاعب، بسبب نقل صرف معاشاتهم إلى مكاتب الصراف الخاصة، لعدم قدرة الأخيرة على توفير شروط وظروف مناسبة لصرف معاشات أناس كبار في السن يحتاجون معاملة خاصة وخدمات تليق بهم وتعمل على راحتهم فهل نتمنى على قيادة وزارة الخدمة المدنية والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات إعادة النظر في قرارهم بنقل معاشات المتقاعدين لهذه الأسباب ورحمة بالمتقاعدين، الذين قد عبروا عن رفضهم لهذا القرار، إننا من واقع تجربة ومن واقع المسؤولية الوطنية، نتوجه إلى قيادة الوزارة والهيئة العامة للتأمينات بإعادة النظر في هذا القرار، والسعي مع الجهات الحكومية الأخرى للعمل على تصحيح وضع البريد بدلًا من شطبه كليًا وفقنا الله لما فيه خير البلاد والعباد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى