متقاعدو أبين يواصلون احتجاجاتهم للمطالبة بوقف تحويل مرتباتهم إلى البنوك

> سالم حيدرة

> نظّم العشرات من المتقاعدين المدنيين بمحافظة أبين، أمس الأول، وقفة احتجاجية للمرة الثانية أمام مبنى إدارة البريد بمدينة زنجبار للمطالبة بوقف تحويل مرتباتهم إلى البنوك التجارية والصرافة.

ورفع المحتجون في الوقفة لافتات كتب عليها "متقاعدو المحافظات المحررة يرفضون تحويل مرتباتهم عبر البنوك التجارية" و"لا لتدمير المؤسسات الحكومية" و"لا لتهميش البريد" و"لا للقرارات المجحفة".

وقال المحتجون في أحاديث لـ "الأيام" إن تنفيذ هذه الوقفة الاحتجاجية للمرة الثانية يأتي من أجل رفضهم للقرارات التعسفية من خلال تحويل مرتباتهم عبر البنوك التجارية والصرافة وإذلالهم بهذه الطريقة وعدم تقدير مشوارهم الطويل في خدمة الوطن.

وأشاروا إلى أن مواصلتهم لهذه الاحتجاجات من أجل توصيل رسالتهم إلى الجهات المسؤولة للعدول عن هذه القرارات التي يعتبرها "القشة التي قسمت ظهر المتقاعدين" وإذلالهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها هذه الأيام.

وأضافوا "كان الأجدر بالحكومة ووزارة الخدمة المدنية والتأمينات أن تسعى لزيادة رواتبنا الضئيلة وليس تحويلها عبر البنوك التجارية لنظل في طوابير أمام أبواب تلك البنوك لاستلامها في ظل الحرارة المرتفعة هذه الأيام، لكن الوزارة لا يهتمها ذلك".

وواصلوا "سنواصل احتجاجاتنا حتى يتم الاستجابة لمطالبنا بوقف تحويل مرتباتنا إلى البنوك. هل يعقل أن يظل كبار السن في طوابير أمام البنوك في مشهد مُقزز يدل على أن من خدموا الوطن أصبحوا مجرد ذكرى عابرة".

وناشدوا رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك بوقف تحويل مرتبات المتقاعدين الذي يهدف إلى إذلالهم وتقدير خدمة هؤلاء المتقاعدين للوطن.

وقالت المتقاعدة التربوية طلحة الأحمدي، إن المتقاعدين أصبحوا اليوم يعانون الأمرين بعد أن أفنوا حياتهم في خدمة الوطن لسنوات طويلة ويلقون الجحود والنكران.

المتقاعدة التربوية طلحة الأحمدي
المتقاعدة التربوية طلحة الأحمدي

وأشارت في سياق حديثها لـ "الأيام" إلى أنها خدمت الوطن في السلك التربوي أكثر من 45 عامًا، واليوم شاءت الأقدار أن تواجه صعوبة في استلام راتبها التقاعدي بعد أن أصرت وزارة الخدمة المدنية والتأمينات على تحويله إلى البنوك التجارية دون مراعاة لهؤلاء المتقاعدين الذين هم كبار السن.

وأضافت أن الحُجة التي تتذرع بها الوزارة بتحويل مرتبات المتقاعدين المدنيين إلى البنوك التجارية هي الحفاظ على انتظام استلامها بكل شفافية، "وهذا عذر أقبح من ذنب يهدف إلى تدمير البريد وكل شيء جميل في الجنوب".

وتابعت "لن نقبل بمثل هذه القرارات المُجحفة والعشوائية التي تهدف إلى إذلال شريحة واسعة من المتقاعدين وتدمير المؤسسات الحكومية".

من جانبه أوضح المتقاعد التربوي المخضرم محمد حيدرة أحمد، أن سياسة الإذلال والتركيع تنتهجها الحكومات المتعاقبة التي لم تعمل أي شيء سوى النهب والفساد والتصريحات الرنانة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات التي أقدمت عليها وزارة الخدمة المدنية والتأمينات بتحويل مرتباتنا يجب أن يتم إيقافها، فمكاتب البريد تقدم خدماتها بكل سهولة ويسر، ولكن هناك من يسعى لتدمير مكاتب البريد في المحافظات الجنوبية بعد أن دمروا كل شيء ولم تبقى معنا سوى الذكريات الجميلة للأيام الخوالي للنظام في الجنوب.

مشيرًا إلى أن المتقاعدين في بلدان العالم يكرمون ويتم تسهيل استلام مرتباتهم بكل سهولة، إلا في بلادنا يهان المتقاعد ويتم إذلاله من قبل بعض الأشخاص الذين شاءت الأقدار أن يكونوا بين عشية وضحاها في مراكز القرار.

وتابع "هناك من يسعى لخلط الأوراق وتصفية الحسابات على حساب شريحة واسعة من المتقاعدين. هل من وقفة جادة من قبل المجلس الرئاسي لوقف هذه العبث؟".

وقال المتقاعد سالم صالح "أتيت اليوم لحضور هذه الوقفة الاحتجاجية مع المتقاعدين لكي نقول كلمتنا وعدم موافقتنا على هذه الإجراءات التي أقدمت عليها الوزارة دون مراعاة لما نعانيه من ظروف معيشية صعبة ومعقدة، إضافة إلى أن رواتبنا ضئيلة جدا لا تكفي لمواجهة أعباء الحياة".

وأشار إلى أن سياسة الضرب من تحت الحزام متعبة لنا كمتقاعدين مدنيين، ولن نسكت على هذه الإجراءات التعسفية التي طالت رواتبنا. "ألم يكفِ حرب الخدمات؟ واليوم حرب الطوابير أمام البنوك التجارية ووكالات الصرافة؟ هذا ما لم نحسبه حسابًا".

وقد أكد المتحدثون في الوقفة أن هذه الاحتجاجات ستستمر حتى يتم الاستجابة لمطالبهم المشروعة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتجاجات تأتي في ظل ظروف معيشية صعبة يعاني منها المتقاعدون في اليمن، حيث انخفضت قيمة الريال اليمني بشكل كبير، مما أدى إلى تدهور قدرتهم الشرائية.

كما أن تحويل مرتبات المتقاعدين إلى البنوك التجارية والصرافة قد أضاف عبئًا جديدًا على كاهلهم، حيث يتعرضون للازدحام الشديد وطول الانتظار في هذه الأماكن.

وطالبوا الحكومة بتحسين أوضاع المتقاعدين ومعالجة مشاكلهم، من خلال زيادة رواتبهم وتحسين خدماتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى